تونس: جبهة الخلاص تطالب بإطلاق سراح المعتقلين مجدداً.. والغنوشي يرفض التعاون مع المحققين

02 مارس 2024
ساند التونسيون المعتقلين السياسيين في البلاد وهتفوا لغزة (العربي الجديد)
+ الخط -

أكد قياديو جبهة الخلاص الوطني في تونس، مساء اليوم السبت، مساندتهم المعتقلين السياسيين في ما يعرف بـ"قضية التآمر على أمن الدولة"، وضرورة الإفراج عنهم، مشيرين إلى أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لا يزال مصرا على مقاطعة جلسات التحقيق رغم انتقال فريق للتحقيق معه داخل السجن خلال هذا الأسبوع، لكنه رفض التعاون معهم.

وأكد قياديو جبهة الخلاص الوطني، خلال الوقفة الدورية بشارع الحبيب بورقيبة، أن الحريات مطلب أساسي لا تنازل عنه.

وقال القيادي في حركة النهضة وعضو جبهة الخلاص الوطني رياض الشعيبي، في كلمة له، إن "رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي كان يرفض باستمرار حضور جلسات التحقيق، رفض خلال هذا الأسبوع التعاون مع محققين زاروه في السجن لانتزاع اعترافات منه"، مؤكدا أنه "لا يزال مصرا على مقاطعة هذه المهزلة، خاصة في ظل ما تعانيه العدالة في تونس من تراجع في هذه المرحلة"، كما بين أن "العشرات من أبناء هذا الوطن يقبعون في السجون من سياسيين ونقابيين ونشطاء، وذنبهم الوحيد أنهم عبروا عن آرائهم، وتحدثوا عن تقييمهم للوضع الذي لا يسعد أحدا، فكان جزاؤهم السجون والتنكيل بعائلاتهم".

وأوضح الشعيبي أن "هؤلاء القادة أبطال وصامدون، وسيتواصل النضال للدفاع عنهم والتضامن معهم"، مؤكدا أن "مطلبهم هو الحرية وقضيتهم ستظل في الواجهة".

وأوضح القيادي في حركة النهضة العجمي الوريمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "رفض الغنوشي التعاون مع المحققين يعود إلى اهتزاز الثقة، خاصة بعد إيداعه السجن من دون سبب مقنع، ومباشرة إثر تصريح له في جلسة رمضانية لجبهة الخلاص"، مبينا أن "قرار الغنوشي كان واضحا منذ البداية وهو مقاطعة التحقيقات، لأنه يرى أن شروط المحاكمة العادلة غير متوفرة".

وبين الوريمي أن "قضية المعتقلين لا تزال تراوح مكانها، والقادة السياسيين سجناء بملفات فارغة ولا يمكن حتى القول إنها ملفقة"، مؤكدا أن "المسار القضائي أصبح مقلقا للجميع، بما في ذلك السلطة التي عليها القيام بوقفة تأمل".

وقال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري إن "جبهة الخلاص تجدد مساندتها للمعتقلين للفت نظر الداخل والخارج إلى الانتهاكات التي طاولت عدة معارضين لمنظومة 25 يوليو 2021" ، مؤكدا في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "وجود قادة كبار في السجون غير مقبول، ولذلك حان الوقت لإطلاق سراحهم".

وتعليقا على الاجتماع الشعبي الذي نظمه الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم السبت، رد الخميري بأن "الأطراف السياسية والاجتماعية منشغلة بالانحراف الذي حصل في تونس"، مبينا أن "انجرار البلاد إلى مربع الاستبداد والتضييق على الحريات وعلى العمل السياسي والجمعياتي والنقابي غير مقبول، وجلها تلتقي على أرضية الحرية والنضال الديمقراطي، المدني السلمي، من أجل الحريات مجددا".

وقالت زوجة رئيس حركة النهضة بالنيابة منذر الونيسي المعتقل منذ أشهر رحمة العبيدي، في كلمة لها، إن "تونس للجميع، ولا يجب أن يتواصل الظلم ، فالعائلات لم يعد لديها ما تقوله، والعدالة على المحك"، مبينة أن "زوجها يتعرض إلى تنكيل داخل السجن وأملهم إطلاق سراحه برفقة بقية المعتقلين، خاصة أن شهر رمضان على الأبواب".

منظمات في تونس: الإنسانية تباد في غزة

على صعيد منفصل، أكدت منظمات تونسية ونشطاء من مختلف الانتماءات، مساء اليوم السبت، في وقفة احتجاجية وسط العاصمة تونس، أن الإنسانية تباد في قطاع غزة التي تشهد حربا إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، مضيفين أن "الوضع يحتاج إلى هبة شعبية لنصرة القدس، ولوضع حد للانتهاكات والمجازر التي ترتكب يوميا وبكل وحشية، في ظل حصار غير مبرر على الشعب الفلسطيني".

ورفع المتضامنون الذين حضروا بكثافة في شارع الحبيب بورقيبة شعارات منها: "غزة غزة رمز العزة"، و"نصرة فلسطين واجب"، و"لبيك يا أقصى"، و"لا تفاوض لا صلح، فلسطين حرة".

وقال عضو مبادرة "لينتصر الشعب" صلاح الدين الداودي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "عنوان المعركة أصبح واضحا، وهو تقتيل وإبادة وتجويع الشعب الفلسطيني، وهناك إدانة للنظام الرسمي العربي، فبعض الأنظمة جزء من العدوان الصهيوني"، موضحا أن "الدمار الذي لحق بالفلسطينيين في غزة كبير، يضاف إليه غياب الغذاء والماء والتجويع الممنهج، في حين أن الأغذية تمر للعدو ويحرم منها الشعب الفلسطيني".

وقال نائب رئيس جمعية أنصار فلسطين بشير الخذري إن "دعم المقاومة الفلسطينية مستمر من دون قيد أو شرط"، مبينا في تصريح لـ"العربي الجديد " أن" المقاومة الفلسطينية هي رأس الحربة للأمة العربية والمدافعة عن شرفها، وهي التي شجعت كل الشعوب المستعمرة لكي تنتفض وتتحرر من الاستبداد".

وأضاف الخذري أن "المقاومة لا تزال صامدة والعدو يتراجع، والشعب التونسي مسؤول عن نصرتها أو تراجعها، وذلك من خلال التشجيع على الصمود أو اختيار الصمت"، مشيرا إلى أن "الشعب التونسي ساند فلسطين منذ 1948 ولا يمكنه التراجع عن هذا الدور".

وقال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي، في تصريح لـ"العربي الجديد "، إن "محاولات تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه لن تتحقق في ظل حجم التضحيات ومئات الشهداء والجرحى الذين قدمتهم فلسطين، فالشعب الفلسطيني لا يزال يقاتل ويؤمن بالمقاومة، مؤمنا أنها الطريق الأنسب لتحرير الأرض واستقلال بلاده".

وأوضح الشفي أن" تونس كانت ولا تزال مع المقاومة والقضية الفلسطينية، وهذا أقل واجب إنساني يمكن تقديمه".

وأفاد الناشط الفلسطيني جابر فياض أن "كل الشعب الفلسطيني مقاوم ولا تمكن هزيمته، فطالما أن هناك احتلال فهناك مقاومة"، مضيفا في تصريح لـ"العربي الجديد " أن "الشعب الفلسطيني يقاوم منذ مائة سنة، في انتفاضة وراء انتفاضة وثورة وراء ثورة، والتاريخ سيخلد كل معاركه وآخرها معركة طوفان الأقصى".

واستنكرت المواطنة "سلمى" ما يحصل في فلسطين باعتباره لاإنسانياً، وأن الحرب التي تشن عليه في غزة هي حرب إبادة، مضيفة في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "العدوان والإجرام الحاصلين على الأطفال والنساء والمدنيين جعلا الحرب حربا ضد الإنسانية، لا سيما مع منع الطعام والغذاء، باعتبارها أبسط الحقوق الإنسانية، وللأسف تنقل الإبادة عبر الشاشات والعالم يتفرج".

المساهمون