ينعقد مجلس شورى حركة النهضة، اليوم الأحد، رغم قرار وضع رئيس مجلسها والوزير الأسبق، عبد الكريم الهاروني رهن الإقامة الجبرية.
وأكدت حركة النّهضة، في بيان، أمس أن هذا القرار يأتي دون أي مسوغات قانونية، وهو إجراء تعسفي استباقاً لاجتماع المجلس في محاولة للضغط على مجلس الشورى الذي يستعد لعقد المؤتمر الحادي عشر للحركة أواخر أكتوبر/تشرين الأول القادم.
وقال عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، بلقاسم حسن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن حركة النهضة فوجئت قبل ساعات من انعقاد الدورة 70 لمجلس الشورى بوضع رئيسها قيد الإقامة الجبرية، متسائلاً إن كانت "محاولة لتعطيل اجتماع الشورى أو خلق مزيد من الفراغ التنظيمي في الحركة خاصة بعد اعتقال رئيس الحركة ونائبيه".
وأوضح حسن أنهم "يعتبرون هذا القرار إجراء تعسفيا من قبل سلطة الانقلاب"، مؤكداً أنه "تم إصدار بيان باسم المكتب التنفيذي، تضمن استنكارنا للقرار وتجديداً لتمسك الحركة بخيار مقاومة الانقلاب بكل الوسائل الديمقراطية والسلمية والعمل على استعادة المسار الديمقراطي".
وحول انعقاد مجلس شورى النهضة وسط تجاذبات ومطالب بمراجعات حقيقية داخل الحركة، أوضح حسن أن "مجلس الشورى ينعقد بناء على قرار سابق لوضع الهاروني قيد الإقامة الجبرية، مضيفا أن جدول أعمال المجلس محدد مسبقاً في علاقة بالاستعدادات لإنجاز المؤتمر 11 للحركة في أكتوبر/تشرين الأول القادم وفق القرار المتخذ من الشورى".
وأضاف: "الجديد الذي سوف يتطرق إليه المجلس بكل تأكيد، إضافة لما هو مقرر في جدول أعماله، هو الموقف من وضع رئيس المجلس في الإقامة الجبرية وتداعيات ذلك سياسياً وتنظيمياً".
وقال القيادي في حركة النّهضة رياض الشعيبي إن "فرض الإقامة الجبرية على رئيس مجلس شورى حركة النهضة، عبد الكريم الهاروني، حلقة جديدة من حلقات استهداف الديمقراطية والحريات في تونس".
وأضاف، في تدوينة، أن "سلطة الانقلاب تعمل على إقصاء حركة النهضة وشلها من خلال خطوات مدروسة ومتتالية، بدأت باعتقال رئيس الحركة ونائبيه، ثم بتوسع الاعتقالات لتشمل العشرات من كوادرها، قبل أن تباشر بإغلاق كل مقراتها، واليوم تستهدف أهم مؤسسة قرار داخلها من خلال فرض الإقامة الجبرية على رئيسها".
وقال رئيس حزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه يستنكر وضع رئيس مجلس شورى النهضة قيد الإقامة الجبرية، مشيراً إلى أن ذلك "يندرج في إطار الإجراءات التعسفية واستهداف الحريات والأحزاب والعمل السياسي".
وأضاف المكي أن "النهضة مستهدفة وكذلك جبهة الخلاص الوطني وتقريبا جل الأحزاب بالتضييق السياسي، والانقلاب لا يملك سوى مثل هذه الإجراءات".
تسريب مثير للجدل
وأثار تسريب لتسجيل صوتي منسوب لرئيس حركة النهضة بالنيابة منذر الونيسي، والإعلامية شهرزاد عكاشة، اليوم الأحد، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كشف عن صراعات داخل حركة النهضة، وعن انشقاقات داخلها خاصة حول مسألة قيادة ورئاسة الحركة.
ولم يعلق الونيسي أو حركة النهضة رسمياً على هذا التسريب الذي يُتوقع أن يثير جدلاً واسعاً في الأيام القادمة.