تونس: إدانات لانتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين ودعوات لحمايتهم

08 مايو 2021
دانت أحزاب وشخصيات الصمت العربي الرسمي (أحمد غرابلي/ فرانس برس)
+ الخط -

دانت تونس بشدة، اليوم السبت، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى ومهاجمتها المصلين الفلسطينيين العزل.

وجددت تونس، في بيان لوزارة الخارجية، دعوتها المجتمع الدولي إلى "التسريع بتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني الأبي ضد مثل هذه الممارسات الممنهجة والانتهاكات المتواصلة والخطوات التصعيدية الخطيرة، وحمل قوات الاحتلال على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، وإعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، والتي لن تسقط بالتقادم، بما في ذلك حقه في ممارسة شعائره الدينية بكل حرية وإقامة دولته المستقلة على أراضيه وعاصمتها القدس الشريف".

وأصدرت رئاسة مجلس نوّاب الشّعب من جهتها بياناً حول الاعتداءات على القدس الشريف وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، وصفت فيه الاعتداءات بـ"الهمجية وغير المبررة التي أقدمت عليها أجهزة أمن الاحتلال، والتي مسّت في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان المعظّم أهالي مدينة القدس الشريف، والأماكن المقدسة في المدينة، وما تبع ذلك من اعتداءات على عموم المصلين في المسجد الأقصى وما جاوره، وقد صاحب هذا التحرك الصهيوني من عمليات تهجير ممنهجة شملت حي الشيخ جراح وأحياء حول مدينة القدس".

وعبّرت رئاسة المجلس عن "إدانتها الشديدة لهذه الانتهاكات المتكررة، وعمليات التهجير المتعمدة والتوسع الاستيطاني، التي تتنافى مع جميع المواثيق والقوانين والأعراف الدولية". ودعت "البرلمان العربي واتحاد البرلمانات العربية لعقد جلسة طارئة لبحث السبل الكفيلة بتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني"، مجددة دعوتها "لجميع البرلمانات العربية والإسلامية والدولية، للوقوف مع الشعب الفلسطيني والأهالي العزل في بيت جراح والقدس الشريف، من أجل حقهم في أرضهم ووطنهم وإقامة شعائرهم في أمن وطمأنينة".

ودعت "الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى نجدة الفلسطينيين، والبحث عن كل السبل الممكنة للتضامن مع قضاياهم العادلة".

وتتالت مواقف الأحزاب والشخصيات والمنظمات التونسية التي تدين الصمت العربي الرسمي وتدعو لنصرة الفلسطينيين.

وأكد النائب عن "حركة الشعب" عبد الرزاق عويدات، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "كلما كان هناك صمت عربي وحالة من الضعف، عمل الكيان الصهيوني على التصعيد تجاه الشعب الفلسطيني، فالقضية ليست قضية فلسطين فقط بل هي قضية كل العرب"، مشيراً إلى أن تمكين الفلسطينيين من حقوقهم وأرضهم وإقامتهم لدولتهم يقوي اللحمة العربية".

وأوضح أن "الحديث عن ثروات عربية، ومركزية التنمية، يمرّ عبر تحرير فلسطين، فالكيان الصهيوني المزروع كورم في قلب الوطن العربي سيحول دون أي تنمية ودون أي تطور علمي واجتماعي في المنطقة، وبالتالي فالقضية الجوهرية والمركزية هي فلسطين"، مبيناً أن "الصمت العربي مدان، وعلاوة على هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع، فإن هناك دولاً وبلداناً أصبحت ترى أن قضية فلسطين هي قضية الشعب الفلسطيني لوحده، وحتى التعبير عن المساندة ضعيف، وأحياناً يكون لرفع الحرج واللوم، والبيانات بالشفاه لا بالقلوب، وهذا مدان، فالقضية مشتركة ولا يمكن قبول بقاء فلسطين محاصرة ودون دعم ومساندة".

 

وبيّن أنه "لا بد من المزيد من المؤازرة والضغط على الحلفاء، وإدانة العنصرية، والكف عن التدمير، ووضع حدّ لتجاوزات الآلة الصهيونية وهذا دور كل العرب".

من جهته، أكد القيادي في "حركة النهضة" سمير ديلو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "العدو الصهيوني يستغل حالة الوهن والضعف والهرولة للتطبيع، للاستقواء على الشعب الفلسطيني، وبالتالي، فالمطلوب من الشعوب العربية توجيه كل قواها نحو دعم ومساندة الشعب الفلسطيني، وألا تستهين بأي شكل من أشكال المساعدة والدعم، لكي لا يبقى الشعب الفلسطيني بمفرده في مواجهة مصيره".

وأفاد بأن "الدعم يكون بشتى الطرق، الاقتصادية والسياسية وحتى الإعلامية، من خلال فضح تجاوزات العدو الصهيوني، والتنديد بجرائمه، لكسب التأييد في المؤسسات الدولية وفي العالم، لأن العدو يحاول الاستفراد بالشعب الفلسطيني بعيداً عن الأضواء"، مشيراً إلى أن "بعض الحكام للأسف أصبحوا يتعاملون بلا مبالاة مع القضية الفلسطينية، وكأن الشعوب العربية أيضاً تعودت على قبول الانتهاكات وعيش أزماتها الداخلية ومواجهة مشاكلها الصحية والاقتصادية، بما ألهاها عن القضية الأم وهي القضية الفلسطينية".

ولفت إلى أن هذه "المواقف تُعدّ درساً آخر، فكلما تأخرت الديمقراطية والحرية في العالم العربي، كلما ضعفت المساندة للشعب الفلسطيني"، مبيناً أنه بعد الثورات العربية في تونس ومصر، زارت وفود منهما غزة، وتم إعلان المساندة، ولكن انحصار الثورات، وخصوصاً تغير الوضع في مصر، جعل الإعلان عن العدوان على غزة يتم من قبل بلدان عربية وهذا غير مقبول".