تونس: أحزاب تساند الهبة الشعبية وتطالب سعيد بالإنصات للشارع

26 سبتمبر 2021
أحزاب تونسية تطالب سعيد بالتراجع عن قرارته قبل فوات الأوان (العربي الجديد)
+ الخط -

دعت أحزاب تونسية، اليوم الأحد، الرئيس التونسي قيس سعيد للإصغاء إلى أصوات الشارع التونسي الرافضة للانقلاب والمطالبة بالتراجع عن قراراته قبل فوات الأوان.

ونبّه عدد من ممثلي الأحزاب إلى أن رفض سعيد التفاعل مع نبض الشارع التونسي الذي عبّر عن إرادته بالآلاف في وقفة اليوم بالعاصمة، من تواصل الاحتجاجات التي قد تتطور إلى عصيان مدني في حالة تمسك الرئيس بنهج الديكتاتورية والانقلاب على الدستور.

واعتبرت هذه الأحزاب أن نزول التونسيين إلى الشارع بهذا العدد "ينهي سردية الحديث باسم الشعب المؤيد للانقلاب"، ويؤكد أن "أغلبية تتوسع رقعتها ترفض هذا المسار وتطالب بالعودة للدستور والشرعية".

واعتبر الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الوقفة هي احتجاج على قرارات سعيد وانقلابه على الدستور، ويؤكد اتساع رقعة الرافضين لهذه الخطوات التي اتخذها سعيد. وأوضح الشابي أن الوقفة تدل أيضاً على انحسار القاعدة المؤيدة للرئيس، وأنها أنهت السردية التي اعتمد عليها سعيد وأنصاره لتبرير أن خطواته تستجيب لتطلعات الشارع التونسي. 

وقال الأمين العام للحزب الجمهوري إن "هناك شارعاً تونسياً اليوم صوته مرتفع يعبر عن نفسه بقوة وحماس، يرفض هذه القرارات ويعتبرها انقلاباً على الدستور ويتمسك بالديمقراطية ويطمح إلى إنجاز إصلاح سلبيات المرحلة السابقة، وفي المقابل رأينا شارعاً مؤيداً للرئيس سعيد في انحسار متواصل بسبب العجز والفشل وغياب الرؤية والوضوح في النهج الذي اختاره سعيد".

وبين الشابي أن على سعيد "أن يلتقط اليوم هذه الرسالة القوية التي وجهها له الشعب رفضاً للانقلاب، وأن تونس مهد الثورات العربية تؤكد مجدداً أنها متمسكة بالديمقراطية للتعبير عن ريادتها في الدفاع عن الشرعية وسيكتب التاريخ تمسك الشعب في الدفاع عن حريته".

وتابع "للأسف، سعيد لا يستمع للأصوات المعارضة له وكذلك المؤيدة، فهو أثبت أنه ليس رجل حوار ولا يتفاعل إيجابياً مع الآخرين، وهو المسؤول عن تعمق الأزمة، وإن لم يستجب فسيتحمل الثمن باهظاً".

وشدد الشابي على أن الجميع "مطالب اليوم بمحاصرة محاولات الارتداد إلى الوراء والتي عبرت عنها مجموعة من الفاشيين التي أقدمت على حرق الدستور، الذي أخرجهم من مرحلة العبودية إلى مرحلة المواطنة، ونحن لا نريد أن تحترق الديمقراطية بل نريد أن نثبتها أكثر وأن نرتقي ببلادنا ونصلح السلبيات السابقة".

وقال رئيس حزب حركة "وفاء"، عبد الرؤوف العيادي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الشعب التونسي بعد عشر سنوات ما زال متشبثاً بحقوقه وحرياته وهو رافض لهذا الانقلاب الديكتاتوري"، مشيراً إلى أن "رسالة الشارع كانت واضحة رفضاً للانقلاب، وهي موجهة للرأي العام الداخلي وللخارج، وكذلك للديكتاتور أو مشروع الديكتاتور"، بحسب قوله.

وتابع "سعيد حر في التفاعل والتجاوب مع الشعب من عدمه، فالشارع لن يبقى مجمداً"، مرجحاً أن "الشارع قد يصل إلى حالة العصيان المدني". وبيّن أن سعيد "يتكلم دائماً بشكل نظري عن دعم الشارع له وعن تمثيله لإرادة الشعب والدليل أن عدد من نزلوا البارحة من أنصاره يعدون على الأصابع".

واعتبر العيادي أن "مسيرة اليوم ناجحة جداً بمقاييس التعبير عن الإرادة الشعبية انطلاقاً من الشعارات المرفوعة التي لا تقبل بيعاً ولا شراء، فالشعب اختار الدستور والديمقراطية والشرعية".

وقال القيادي بحزب "قلب تونس"، رفيق عمارة، في تعليق لـ"العربي الجديد"، إن "الرئيس سعيد اصطدم اليوم بصد ورفض شعبي يتسع ويزداد يوماً بعد يوم، فأعداد المحتجين تتضاعف مرات ومرات مقارنة بوقفة 18 سبتمبر/ أيلول الماضي".

وأضاف أن "الشعب واضح في إرادته وعبّر بكل صراحة، فالشعب لا يريد ما قرره سعيد وعلى الرئيس أن يعود ويتراجع عن قراراته وأن يجدد التزامه بأحكام الدستور وبالمؤسسات المنتخبة".

وتابع أن "النضال ما زال مستمراً ولن تتوقف الحناجر الحرة في الدفاع عن الدستور وعن الشرعية الانتخابية وعن المؤسسات الدستورية". وأضاف أن "موقف الأغلبية واضح، فالآلاف التي نزلت إلى الشارع اليوم ستتضاعف أعدادها في المرة المقبلة إذا تواصل الاستهزاء بدعوات التراجع عن خرق الدستور والانفراد بالسلطة". 

وقال المدير التنفيذي لحزب "الأمل"، رضا بلحاج، في تدوينة على صفحته بفيسبوك "تحولت اليوم إلى شارع الحبيب بورقيبة للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية ضد الانقلاب، وكنت متيقناً أن السلط ستحاول التضييق على الوقفة بالتقليل قدر المستطاع من الحضور.. وما كنت أتوقعه حصل..".

وأضاف بلحاج أن "الشارع الحقيقي هو شارع ديمقراطي وأنه بعد ما ذاقه من الديكتاتورية قبل الثورة وما تمتع به من حرية طيلة عشر سنوات، لن يترك رئيساً غير مسؤول يغامر بالبلاد وبمكتسباتها".

ودعا "كل القوى الديمقراطية، أحزاباً ومجتمعاً مدنياً ومؤسسات، ممن ساهموا في بناء ديمقراطية تونس الناشئة للتصدي لقرارات سعيد"، قائلاً: "لا أعتقد أن من يساهم في مثل هذا البناء يسكت أمام تدميره من طرف شخص لم يشارك في بنائه ولو بحجرة واحدة"، حسب قوله.

من جهته، اعتبر رئيس حزب الإرادة الشعبية، عصام البرقوقي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الشعب نزل اليوم ليحمي ديمقراطيته وليذود عن الدستور الذي يضمن كرامته ويكرس حقوقه"، مشيراً إلى أن "هناك من تنقل مئات الكيلومترات حتى العاصمة ليقول لا للانقلاب وحتى تعود المؤسسات الشرعية المنتخبة".

وأضاف البرقوقي أن "الشعب يرفض بقوة الذهاب نحو الديكتاتورية والعودة لمربع الاستبداد تحت أي مسمى، ولو حتى بشكل مؤقت، داعياً سعيد للتراجع عن التدابير الاستثنائية التي "سنّها بمفرده وإعادة السير العادي لدواليب الدولة".

المساهمون