توقعات إسرائيلية بخرق الاتفاق مع لبنان: عدم ثقة بنتنياهو ودعوات لعدم العودة إلى الشمال

28 نوفمبر 2024
مستوطنون يعودون إلى منازلهم في شمال الأراضي المحتلة، 27 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رؤساء السلطات المحلية في شمال إسرائيل يعبرون عن عدم ثقتهم في وقف إطلاق النار مع لبنان، ويرفضون دعوة السكان للعودة بسبب شعورهم بعدم الأمان، بينما يشعرون بالاستياء من عودة اللبنانيين إلى بلداتهم.
- الجيش اللبناني غير مجهز لتنفيذ المهام المطلوبة وفقاً للاتفاق، مما يجعل تنفيذ القرار 1559 شبه مستحيل ويزيد من الشكوك حول استدامة الاتفاقية.
- سكان المستوطنات الشمالية مستاؤون من الإجراءات الأمنية المشددة، ويعتبرون الاتفاق مع لبنان غير كافٍ لضمان أمنهم، مطالبين بمزيد من الإجراءات الحازمة.

مشاهد عودة اللبنانيين إلى الجنوب تغيظ مستوطنين إسرائيليين بالشمال

محلل: حزب الله سيعود إلى جنوب لبنان لتجديد ميزان الردع مع إسرائيل

رئيس مستوطنة مرغليوت: قال الجميع إنهم غير متأكدين من أنهم سيعودون

يرفض رؤساء سلطات محلية في البلدات والمستوطنات الإسرائيلية الشمالية القريبة من الحدود مع لبنان دعوة السكان إلى العودة لعدم شعورهم بالأمان، وعدم ثقتهم بوقف إطلاق النار وقرارات حكومتهم، بل أكثر من ذلك، ذهب بعضهم إلى مطالبة السكان بعدم العودة. وفي المقابل، تغيظهم مشاهد عودة اللبنانيين على الطرف الآخر من الحدود رغم القيود التي يفرضها جيش الاحتلال. وأشارت صحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس، إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي واثقة من أن الاتفاق سيُنتهك، وترى أن "الحكومة اللبنانية ضعيفة أمام حزب الله"، فيما ذكرت "يديعوت أحرونوت" أنه على الرغم من أن وقف إطلاق النار قد جرى تحديده لمدة 60 يوماً، إلا أن قلّة تعتقد أن الجيش سيستأنف القتال بعد انتهاء المدة، وضرب البنى التحتية التابعة لحزب الله في حال حدوث انتهاكات للاتفاق.

ولفتت "هآرتس" إلى أن الجيش اللبناني غيّر مجهّز للعمل على جميع الجبهات المطلوبة منه وفقاً للاتفاق الذي ينصّ على أن الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية تفكيك بنية حزب الله التحتية جنوب الليطاني، ومنع تهريب الأسلحة من سورية وإيران والبحر إليه، ومن ثم العمل على تنفيذ القرار 1559 الذي يطالب بنزع سلاح المنظمة وباقي المجموعات المسلّحة، وعليه، تبدو مهمته حالياً مستحيلة.

وكتب الصحافي والكاتب في "هآرتس" تسفي برئيل معلقاً على مشاهد اللبنانيين العائدين إلى بلداتهم في الجنوب أنه "على عكس اللبنانيين الذين يعبّرون بالفعل عن ثقتهم بالاتفاق، هناك في إسرائيل يقين تام بأن الاتفاق سيُخرق. إذا لم يكن في الشهرين المقبلين، فبالتأكيد في غضون بضعة أشهر أو سنة. الافتراض الأساسي هو أن حزب الله سيبذل كل جهد لملء صفوفه بمقاتلي الميدان والقيادات، لإعادة ملء مخازن الأسلحة والذخيرة، ومن ثم التسلل مرة أخرى إلى جنوب لبنان لتجديد ميزان الردع مع إسرائيل. لهذا الافتراض بالطبع ما يدعمه: الاتفاق تم توقيعه بين إسرائيل وبين ما يبدو أنه دولة تُسمّى لبنان، وفي الواقع، هو اتفاق بين دولة ومنظمة. لكي لا يبقى الاتفاق مجرد جدول إكسل تُسجل فيه انتهاكات الطرفين من أجل حساب الإجراءات التي تبرر الرد العسكري، سيحتاج لبنان إلى تغيير هيكلي".

"في لبنان يعودون ونحن لا نستطيع دخول منازلنا"

إلى ذلك، أشار مراسلو صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير، اليوم الخميس، إلى صعوبة دخول بعض البلدات والمستوطنات المخلاة، وانتظار موافقة من الجيش. وجاء في التقرير على لسان المراسلين: "بينما طُلب منا الانتظار صباح الأربعاء حوالي نصف ساعة حتى حصلنا على إذن لدخول كيبوتس مسكاف عام في الجليل الأعلى، الذي أُخلي سكانه قبل 13 شهراً، كان كل شيء يسير بشكل طبيعي على الجانب الآخر (في لبنان)". وأضاف المراسلون: "أوضح لنا حارس الأمن في الكيبوتس أنه يجب علينا الحصول على إذن من السلطات العسكرية، بسبب الخطر في السفر على الطرق المكشوفة لأعين حزب الله من الجانب الآخر. لم يُطلب منا نحن الصحافيين فقط الحصول على إذن، بل يجب على سكان الكيبوتس أيضاً إبلاغهم بقدومهم والتنسيق مع مسؤول الأمن".

ونقلت الصحيفة استياء واحدة من سكان مسكاف عام التي قالت: "إنه أمر جنوني أنني بحاجة إلى الحصول على إذن وإبلاغ أنني أريد زيارة منزلي هنا، بينما يعود حزب الله إلى القرى المجاورة لنا". وأضافت: "لا أنوي العودة قريباً، وأوضح أنني لن أستجيب لنداء الحكومة والجيش إذا قالا إن كل شيء آمن ويمكن أن تعود الحياة إلى طبيعتها. لن أعود، ولن أسمح لأحد بخداعي مرة أخرى.. الثقة تُكتسب ولا يُتوقع الحصول عليها مجاناً. لا تشجعني رؤية منازل الخط الأول (في لبنان) مدمّرة، لأن هناك العديد من المنازل المتبقّية خلفها. وحتى لو دُمرت المنازل التي كانت تحتوي على الكثير من الأسلحة والذخائر، فمن الواضح أن حزب الله سيطلب إعادة بنائها وإعادة تأسيس كل ما يمكنه للعودة والسيطرة علينا".

وتعبر هذه الحالة عن موقف عدد كبير من سكان المستوطنات الشمالية ورؤساء السلطات المحلية فيها، من قبيل حديث رئيس مستوطنة مرغليوت إيتان دافيدي لإذاعة 103 العبرية، اليوم، مؤكداً أنه لا يثق برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ولا بالاتفاق، وأنه يدعو السكان لعدم العودة إلى منازلهم. وقال دافيدي: "هذا اتفاق فاضح. لم نحلم أبداً بأننا سنصل إلى هذا اليوم الذي سنضطر فيه إلى توقيع مثل هذا الاتفاق، والعودة إلى منازلنا بهذه الشروط. لقد رأينا حزب الله يراقبنا سنوات عديدة، ويوجه أسلحته نحونا. قلت طوال الوقت إننا سنمنح الحكومة كل الوقت لإنهاء الحدث في الجنوب، وإعادة المخطوفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، وإعادتنا إلى منازلنا بأمان. طلبنا طوال الفترة الماضية أن تكون المسافة بيننا وبين قرى حزب الله في لبنان 2-3 كيلومترات. الجميع، حتى الجيش، قالوا لنا إن هذه الجيرة لا يمكن أن تستمر".

وأضاف: "حاولنا العيش بسلام مدة 18 عاماً، لكن ذلك لم ينجح، فقد تسلّحوا (أي حزب الله) بشكل غير عادي. هذا ليس قدراً محتوماً لعناصر حزب الله، بل كان بإمكاننا سحقهم أكثر. كنت في تلك القرى أيضاً. حكومة إسرائيل تفسد كل شيء. إذاً، لماذا دخلنا لبنان؟ للتدمير؟ ما هو نصرنا في الشمال؟ كم قرية دمرنا؟ نصرنا يكون بأن يتمكّن السكان من العودة إلى منازلهم بأمان. وإذا قال الجميع إنهم غير متأكدين من أنهم سيعودون إلى منازلهم، وإنهم لا يريدون العودة، فماذا يعني ذلك لحكومة إسرائيل؟". وتابع دافيدي: "لا أثق برئيس الحكومة في أي شيء يفعله، كل شيء لمسه فشل.. وطالما أن المخطوفين ليسوا عندنا، فهذا فشل ذريع للحكومة".

المساهمون