توتر في بابل بعد إصابة ناشط بنيران عناصر حماية برلمانية عراقية

09 مارس 2022
أصيب عدد من المحتجين بينهم الناشط ضرغام ماجد (محمد صواف/ فرانس برس)
+ الخط -

تشهد محافظة بابل الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوب العاصمة العراقية بغداد، توتراً أمنياً منذ مساء الثلاثاء، على خلفية إطلاق نار استهدف الناشط المدني البارز ضرغام ماجد من قبل عناصر حماية يتبعون لنائب في البرلمان عن "التيار الصدري".

وبدأت الأحداث تتصاعد بعد قيام متظاهرين يقودهم ضرغام ماجد، الثلاثاء، بالاحتجاج أمام منزل النائب العراقية سهى السلطاني، في بلدة القاسم بضواحي مدينة الحلة مركز محافظة بابل، احتجاجاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية وصمت أعضاء البرلمان.

وقالت مصادر محلية في بابل لـ"العربي الجديد"، إنّ عناصر حماية السلطاني أطلقوا النار واستخدموا العصي لتفريق المتظاهرين، ما تسبب بإصابة عدد من المحتجين بينهم الناشط ضرغام ماجد الذي نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد إصابته بالرصاص.

وأوضحت أنّ عشرات المتظاهرين خرجوا بعد ذلك في بابل للمطالبة بمحاسبة عناصر حماية البرمانية المذكورة، ما دفع قوات الأمن للانتشار بالقرب من منزل السلطاني خشية تجدد الصدامات.

وعلى الرغم من التراجع الواضح لوتيرة الاحتجاجات، إلا أن الناشط ضرغام ماجد واصل دعوته للتظاهر ضد الأحزاب الحاكمة والطبقة السياسية. ومطلع العام الحالي اعتقل بسبب شكاوى اتهمته بالتجاوز على قيادات سياسية قبل إطلاق سراحه في وقت لاحق.

وقبيل الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حاول ماجد الانتقال إلى محافظة الأنبار غربي البلاد للتظاهر ضد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، إلا أن قوات الأمن منعته من الوصول إلى المحافظة.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء إصابة الناشط ضرغام، واضعين ما حدث في إطار "محاولة اغتيال".

كما نشر آخرون صوراً قالوا إنها لعناصر في جماعة "سرايا السلام" المسلحة التابعة لـ"التيار الصدري" وهم ينتشرون في شوارع محافظة بابل.

وشهد العراق في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 اندلاع احتجاجات شعبية واسعة أرغمت الحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي على الاستقالة بعد أقل من شهرين على اندلاعها.

وتعرض المشاركون في الاحتجاجات لقمع مفرط من السلطات العراقية وبعض الأحزاب والمليشيات، ما تسبب بمقتل أكثر من 700 متظاهر وإصابة آلاف آخرين.

وبعد تشكيل الحكومة الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي في مايو/ أيار 2020 تراجع مستوى الاحتجاجات بشكل كبير، بسبب وعود حكومية بالاستجابة لمطالب المحتجين، فضلا عن تعرض عدد غير قليل من الناشطين للاعتقال أو التهديد.

ورغم ذلك، ظلت الاحتجاجات تظهر في مناطق معينة جنوبي البلاد وبمشاركة محدودة من خلال تحشيد يقوده بعض الناشطين من بينهم ضرغام ماجد.