تواصل المظاهرات المناهضة لهيئة تحرير الشام في إدلب وريف حلب

07 يونيو 2024
يطالب المتظاهرون بإطلاق المعتقلين وكف يد جهاز الأمن العام، 7 يونيو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مظاهرات في إدلب وريف حلب ضد هيئة تحرير الشام وأبو محمد الجولاني، مطالبة بالإفراج عن المعتقلين وإعادة هيكلة جهاز الأمن العام، رغم محاولات الهيئة لقمع الحراك.
- الهيئة تقوم بحملات اعتقال ضد المدنيين والناشطين، مع تأكيد الناشطين على أهمية الإفراج عن المعتقلين والمغيبين قسراً، وسط تقارير عن سجناء مجهولي المصير لأكثر من خمس سنوات.
- المرصد السوري لحقوق الإنسان يوثق مقتل 187 شخصاً في درعا بسبب فلتان أمني، مع توجيه الناشطين الاتهام للأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري بتغذية الخلافات والمشاكل، مما يؤدي لسقوط ضحايا مدنيين.

تجددت المظاهرات ضد هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني، اليوم الجمعة، في مناطق إدلب وريف حلب شمال غربي سورية. وخرج مئات المتظاهرين رغم موجة الحر الشديدة في 15 منطقة، أبرزها إدلب وبنش ودارة عزة وأرمناز وكللي وإبين. وأكد المتظاهرون استمرارهم في حراكهم السلمي حتى تحقيق مطالبهم المتمثلة في الإفراج عن المعتقلين وكف يد جهاز الأمن العام وإطاحة زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني.

مطالب في وجه هيئة تحرير الشام

وقال محمد عساف، أحد ناشطي الحراك، لـ"العربي الجديد"، إن "المتظاهرين طالبوا أيضاً بالإفراج عن معتقلي الرأي الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية التابعة للهيئة أخيراً خلال المظاهرات، والتأكيد على مطالب الحراك بتبييض السجون واستقالة الجولاني وإعادة هيكلة جهاز الأمن العام".

من جانبه، قال عبد الباسط ناصيف، عضو تنسيقية الحراك، لـ"العربي الجديد"، إن مظاهرات اليوم "مهمة لأنها جاءت بعد حملة أمنية قامت بها الهيئة ضد قادة الحراك وأصحاب الرأي، وهي تأكيد على إصرار أهالي المنطقة على تحقيق مطالبهم، ورفض محاولة الجولاني الالتفاف على مطالب المتظاهرين الأساسية". وأضاف أن "مظاهرات اليوم كانت صامتة رفع فيها المتظاهرون فقط اللافتات، وذلك حداداً على أرواح ضحايا حافلة الأطفال التي سقطت يوم أمس في مدينة دركوش".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير صدر عنه اليوم، إن عناصر الأمن العام اعتقلوا خمسة من المدنيين في تظاهرات اليوم، بينهم اثنان من المتظاهرين، واقتادوهم إلى جهة مجهولة، دون معرفة مصيرهم. جاء ذلك بعد مهاجمة متظاهرين والاعتداء عليهم في مخيمات مشهد روحين شمال إدلب.

في المقابل، أوضح الناشط حسام العبود من مدينة إدلب لـ"العربي الجديد" أن جهاز الأمن العام يحاول تطويق المظاهرات المناهضة للهيئة في المنطقة بأي شكل من الأشكال. وأضاف: "قبل أسبوعين اعتقلت الهيئة عددا من دعاة الحراك السلمي، وهي تحاول من خلال هذه الاعتقالات منع خروج المظاهرات ضدها، لكن ما يحدث هو العكس".

لكن العبود أكد أن من بين مطالب المتظاهرين في الوقت الحالي ومن أولوياتهم الإفراج عن المعتقلين والمغيبين قسرا في سجونها، لافتا إلى وجود سجناء مجهولي المصير في سجون الهيئة منذ أكثر من خمس سنوات.

ويوم الجمعة الفائت، اعتقل جهاز "الأمن العام" التابع لهيئة تحرير الشام كلا من الشيخ أبو حسان الحموي في مدينة إدلب، والناشطين أحمد فارس أغجة وحسين أحمد أبرش على طريق احسم - مرعيان في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وذلك على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات.

ودخلت التظاهرات المعارضة للهيئة شهرها الرابع، في ظل غياب نهاية واضحة لهذا الحراك، بعد الدخول في المواجهة والتصعيد وإنزال العسكر إلى الشارع ومنع المظاهرات التي تتوجه من الأرياف إلى مركز المدينة بالقوة وتفريقها بالغازات المسيلة للدموع من قبل "الهيئة".

وتسيطر "هيئة تحرير الشام" على ما تبقّى من محافظة إدلب خارج سيطرة النظام السوري، كما تسيطر على جانب من ريف حلب الغربي والشمالي الغربي وقسم من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي على الحدود السورية التركية. وحيّدت الهيئة خلال السنوات الفائتة كل المناوئين لها، بما فيها تنظيمات أكثر تشدداً مثل تنظيم "حراس الدين" المتطرف. وكان أبو محمد الجولاني قد زعم، في مارس/ آذار الماضي، أنه "غير متمسّك بالسلطة" شمال غربي سورية، خلال اجتماع مع قوى مجتمعية في محافظة إدلب وعد خلاله بالقيام بـ"إصلاحات".

187 قتيلا في درعا منذ مطلع العام

وفي سياق منفصل، وفي جنوب البلاد، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 187 شخصا منذ بداية العام الحالي في محافظة درعا جنوب سورية، وذلك في 147 حادثة فلتان أمني، قتل إثرها 55 مدنيا بينهم خمس سيدات و15 طفلا، إضافة لمقتل 49 من عناصر جيش النظام وأجهزته الأمنية ومتعاونين معها. كما قتل تسعة من المتهمين بترويج المخدرات إضافة لخمسة عناصر في اللواء الثامن الذي ترعاه روسيا. ومن بين القتلى 13 عنصرا من تنظيم "داعش" بينهم قيادي. كما قتل 50 عنصرا من الفصائل المحلية، وعقيد منشق عن قوات النظام السوري، أيضا قتل خلال حوادث الفلتان الأمني أربعة من المتعاونين مع حزب الله اللبناني، وشخص مجهول الهوية.

ويرى الناشط محمد حوراني، في حديثه لـ"العربي الجديد" أن من يغذي الفلتان الأمني في المحافظة هو الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وذلك عبر الخلافات التي تحدث غالبا بين المجموعات التابعة لها وتتطور في الغالب إلى مشاكل بين العوائل تخلف قتلى وجرحى.

 وبيّن حوراني أن هذه المجموعات "هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن عمليات الخطف وعمليات الترهيب التي تحدث لأهالي المحافظة". وقال في هذا السياق: "عند حدوث أي اشتباك بين مجموعتين مسلحتين ترعاهما أجهزة أمن النظام يسقط قتلى من المدنيين. يوم أمس شهدت مدينة طفس اشتباكات بين عوائل - الزعبي، العرابي، الكيلاني، كما قتل أمس قيادي في مجموعة مسلحة تعود تبعيتها للقيادي في اللجنة المركزية في المحافظة راضي الحشيش.

المساهمون