تواصل احتجاجات الصرب شمال كوسوفو.. ودعوات إلى نزع فتيل التوتر

31 مايو 2023
اجتمع أكثر من ألف شخص من الصرب أمام بلدية زفيتشان (Getty)
+ الخط -

تستمر الاحتجاجات التي بدأها الصرب المحليون في 26 مايو/أيار الجاري في شمال كوسوفو، اليوم الأربعاء، فيما تتواصل التحذيرات الدولية من تداعيات أزمة تلوح في الأفق، والدعوات إلى نزع فتيل التوتر.

واجتمع أكثر من ألف شخص من الصرب أمام بلدية زفيتشان مقابل طوق أمني شكلته قوات بعثة حفظ السلام الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في كوسوفو (كفور).

وحمل المتظاهرون علماً صربياً بطول 250 متراً، مرددين هتافات من قبيل "كوسوفو قلب صربيا".

الصورة
متظاهرون يحملون علماً صربياً بطول 250 متراً (Getty)
متظاهرون يحملون علماً صربياً بطول 250 متراً (Getty)

وفي كلمة ألقاها خلال التظاهرة، جدّد الرئيس السابق لمجلس بلدية زفيتشان سردان ميلوسافلجيفيتش التأكيد على شروطهم لإنهاء الاحتجاجات، وهي خروج القوات الخاصة لشرطة كوسوفو من مباني البلدية، وعدم دخول رؤساء البلديات الألبان المنتخبين حديثاً، الذين وصفهم بـ"المزورين" إلى مباني البلدية، والإفراج عن اثنين من الصرب اعتقلا إثر التوترات في المنطقة، الإثنين الماضي.

وأشار مراسل وكالة الأناضول إلى أنّ قوات بعثة حفظ السلام الدولية عززت تدابيرها الأمنية بسحب الأسلاك الشائكة، صباح اليوم الأربعاء، حول الطوق الأمني ​​الذي أقامته حول مبنى بلدية زفيتشان.

ويُتوقع أنّ يواصل الصرب المحليون تجمعاتهم أمام مباني البلدية إلى أنّ تلبي السلطات المعنية مطالبهم.

وقال وزير الدفاع الصربي ميلوس فوسيفيتش، اليوم الأربعاء، إنّ "الوضع الأمني محفوف للغاية بالمخاطر بسبب القرارات أحادية الجانب وغير القانونية وغير الشرعية التي اتخذتها الإدارة في بريشتينا".

وأضاف: "أولاً ينبغي أنّ نسمي الوضع باسمه الصحيح ونحاول تعريفه على أنه احتلال لشمال كوسوفو من قبل الإدارة الألبانية في بريشتينا".

وكان أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ قد أعلن، أمس الثلاثاء، إرسال 700 جندي إضافي إلى كوسوفو بسبب استمرار التوترات والاحتجاجات شمالي البلاد.

وأضاف، في مؤتمر صحافي في أوسلو: "قررنا نشر 700 جندي إضافي من قوة احتياطي العمليات في غرب البلقان، ووضع كتيبة إضافية من قوات الاحتياط في حالة تأهب قصوى ليتسنى نشرها إذا لزم الأمر".

وأصيب جنود "الناتو" على خلفية اشتباكات عنيفة بين الصرب المحليين في شمال كوسوفو وعناصر من الأمن والشرطة.

واشنطن تستبعد كوسوفو من برنامج تدريبات عسكرية

في السياق ذاته، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، أمس الثلاثاء، استبعاد كوسوفو من برنامج لتدريبات عسكرية في أول عقوبة بعد تسليم ألبان مهامهم رسمياً على رأس بلديات في مدن الشمال على أثر فوزهم في انتخابات قاطعها الصرب، ما أدى إلى تجدد التوتر.

وأعلن السفير الأميركي في كوسوفو جيفري هوفينير استبعادها من "ديفندر 23"، وهو برنامج لتدريبات عسكرية مشتركة بين أكثر من عشرين 20 دولة، بدأ في إبريل/ نيسان الماضي، ويفترض أنّ يستمر حتى نهاية يونيو/ حزيران في أوروبا.

وقال هوفينير للصحافيين: "بالنسبة لكوسوفو هذا التدريب انتهى".

وانتقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، رئيس الوزراء الكوسوفي ألبين كورتي، معتبراً أنّ قراره بشأن رؤساء البلديات "أدى إلى تفاقم التوتر بشدة وبلا ضرورة".

ودعا بلينكن "كل الأطراف إلى اتخاذ إجراءات فورية لنزع فتيل التوتر"، ودان "العنف غير المقبول" ضد قوات حفظ السلام.

وهدد السفير الأميركي باتخاذ إجراءات غير مسبوقة لإنهاء الدعم الدبلوماسي للاعتراف الدولي بهذه الدولة الواقعة في البلقان، وما زال استقلالها موضع نزاع بين روسيا والصين وبعض الدول الأوروبية.

الكرملين يدعو إلى "احترام حقوق صرب كوسوفو"

إلى ذلك، دعا الكرملين إلى "احترام حقوق" صرب كوسوفو الذين أكد أنه يقدم لهم "دعماً غير مشروط"، اليوم الأربعاء، بينما يستمر التوتر الشديد في هذه الدولة الواقعة في منطقة البلقان بعد اشتباكات.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "يجب احترام كل الحقوق والمصالح المشروعة لصرب كوسوفو"، مضيفاً: "نحن نقدم دعمنا غير المشروط لصربيا والصرب".

ماكرون يدين "مسؤولية سلطات كوسوفو" عن تفاقم الوضع بعد الصدامات

بدوره، دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، "مسؤولية" سلطات كوسوفو عن تفاقم الأوضاع في هذا البلد بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن جرح ثلاثين جندياً من القوة التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال ماكرون، في مؤتمر صحافي في براتيسلافا: "من الواضح جدًا أنّ هناك مسؤولية تقع على عاتق سلطات كوسوفو في الوضع الحالي وفشلاً في احترام اتفاق مع أنه كان مهمًا وتم إبرامه قبل أسابيع فقط".

وأشار ماكرون إلى أنه "قلنا بشكل واضح جداً للسلطات الكوسوفية إنّ تنظيم هذه الانتخابات خطأ".

وتولى رؤساء البلديات مناصبهم بعد الفوز بانتخابات محلية نظمت خلال الشهر الماضي في 4 بلديات معظم سكانها من الصرب الذين قاطعوا هذه الانتخابات إلى حد كبير، حيث لم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفاً مسجلين.

وانفصلت كوسوفو، التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، عن صربيا عام 1999، وأعلنت استقلالها عنها عام 2008، ولا تزال صربيا تعتبر كوسوفو جزءاً من أراضيها وتدعم أقلية صربية فيها.

(أسوشييتد برس، الأناضول، فرانس برس)