- السلطات استدعت تعزيزات عسكرية لضبط الحراك دون إيقافه، مما يشير إلى تدهور هيبة النظام، بينما أعرب قادة الفصائل المسلحة المحلية عن عدم قلقهم الفوري.
- الناشطون يسعون لتوسيع الحراك السلمي على كافة الأراضي السورية، مؤكدين على الحل السياسي الشامل واستمرارية الحراك ضمن القرارات الدولية، رغم التحديات وإمكانية الصدام مع السلطات.
عادت حشود المحتجين إلى ساحة الكرامة في مدينة السويداء، جنوبي سورية، اليوم الجمعة، بعد يوم من القلق والتوتر عاشه أهالي المحافظة إثر احتجاز عدد من ضباط النظام السوري على خلفية اعتقال طالب جامعي. وهتف المئات، كما كل يوم جمعة في الحراك الذي دخل شهره التاسع، للحرية والكرامة والعدالة والمعتقلين والمغيبين، مطالبين بإسقاط النظام السوري وتطبيق القرار الأممي 2254.
وكانت الجهات الأمنية قد استدعت، يوم أمس الخميس، تعزيزات عسكرية من العاصمة دمشق، شوهدت تدخل مدينة السويداء من الجهة الشمالية وتتوجه إلى فرع المخابرات الجوية الموجود في المنطقة، الأمر الذي دعا بعض الفصائل المسلحة للاستنفار والتحسب لأي عمل عسكري قادم. وقال أحد قادة الفصائل المحلية في السويداء، لـ"العربي الجديد"، إنهم "يتابعون التحرّكات الأمنية والتعزيزات الجديدة دون الشعور بالقلق حتى الآن".
وأضاف القيادي، الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية: "ما زلنا نرى التعزيزات الجديدة ضمن نطاق حماية ودعم المقرات الأمنية، بالرغم من ثقتنا بأن السلطات تحاول منذ شهور ضبط حراك السويداء ضمن حد معين بعدما عجزت عن إيقافه، ولكن ما بات يقلق السلطات أكثر هو تداعي هيبة وسلطة المؤسسات الأمنية في السويداء أكثر من أي وقت سابق، وما حصل يوم أمس الخميس من احتجاز لعدد من الضباط، كان بمثابة صفعة للنظام وانتقاص مما يسميه هيبة الدولة، وربما إيذاناً بقرارات ومواقف جديدة".
وأشار القيادي إلى أن ما حصل يوم أمس نبه المواطنين والجماعات المحتجة في السويداء إلى طرف آخر في معادلة السلطة والشعب وهو ما يسمى "جيش التحرير الفلسطيني"، الموجود في بعض المواقع في المحافظة. وكانت شبكة الراصد المحلية قد عرضت، يوم أمس الخميس، عدداً من بطاقات ضباط محتجزين من الجيش المذكور، كما عرضت لقطات مصورة لعدد من الحافلات التي تحمل جنوداً وعدد من السيارات المحملة بالأسلحة الرشاشة قبل دخولها إلى مقر المخابرات الجوية في مدخل مدينة السويداء.
وأكدت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك ضباطاً وعناصر تابعين لجيش النظام وأجهزته الأمنية ما زالوا محتجزين في أماكن غير معروفة، مشددة على أن عدم الإفراج عنهم يأتي بسبب عدم الثقة بامتثال السلطة لإطلاق سراح الطالب المعتقل داني عبيد.
من جهته، قال الناشط المدني أيمن نوفل لـ"العربي الجديد": "نحن مستمرون في حراكنا السلمي ونسعى لتطويره ليشمل كافة الأراضي السورية من خلال التوافق السوري على مبادئ مشتركة وضمن القرارات الدولية، وندرك أن الحل السوري لن يكون إلا سياسياً وشاملاً، ونسعى جاهدين في ساحة الكرامة لنبقي على هذه الشعلة، آملين أن تسنح الفرصة لباقي السوريين لتجاوز المحن التي مروا بها والانطلاق من جديد لإنهاء المعاناة والسعي للخلاص".
أما بشأن التعزيزات العسكرية، فرأى نوفل أنه "ليست جديدة أعمال قطع الطرقات واحتجاز عسكريين في السويداء مقابل إطلاق سراح معتقل أو موقوف، ولكن كان الجديد قبل أيام في ذكرى استقلال سورية من الاستعمار الفرنسي، حيث منع المحتجون السلميون وفود محافظ السويداء (بسام بارسيك) وقادة الأجهزة من الوصول إلى أماكن الاحتفالية بعيد الجلاء، فهذا سبب إهانة كبيرة لهؤلاء، استدعت اجتماع المحافظ مع قادة الأجهزة والشرطة ومدراء المؤسسات ومطالبة مباشرة منه بقمع المحتجين في أي مناسبة مشابهة، وهذا الأمر رفع معادلة الاحتجاج الشعبي والرد الأمني إلى موقع قد يذهب إلى الصدام".