تنديد عربي ودولي بالعدوان الإسرائيلي على لبنان

23 سبتمبر 2024
مشاهد من مدينة صور للضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان، 23 سبتمبر 2024 (عزيز طاهر/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تطورات الحرب في لبنان وتصعيد حزب الله**: تصاعدت الأوضاع في لبنان بعد غارات إسرائيلية مكثفة على الجنوب، مما أدى إلى مقتل 182 شخصاً وإصابة 727 آخرين. رد حزب الله بإطلاق صواريخ على مناطق في إسرائيل، مما أثار تحذيرات دولية من خطر حرب شاملة.

- **ردود الفعل الدولية والدعوات لوقف العدوان**: أدانت مصر ولبنان العدوان الإسرائيلي، ودعا الرئيس التركي أردوغان إلى وقف الهجمات. أكد آية الله السيستاني تضامنه مع المقاومة اللبنانية، وطالب مقتدى الصدر بتقليل التمثيل الدبلوماسي الأميركي في العراق.

- **مواقف حماس والكرملين**: وصفت حماس العدوان الإسرائيلي بأنه جريمة حرب، ودعت لمحاسبة قادة إسرائيل. أعرب الكرملين عن قلقه من التصعيد العسكري وتدهور الوضع في المنطقة.

يعيش لبنان على وقع تطورات متسارعة، بعد سلسلة غارات عنيفة ومكثفة شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، على مناطق واسعة في جنوب لبنان، طاولت معظم البلدات الحدودية، وخلّفت 182 شهيداً على الأقل و727 جريحاً، بينهم أطفال ونساء ومسعفون، وفق آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة اللبنانية. ودخلت الحرب على جبهة لبنان مرحلة جديدة، مع إعلان حزب الله إطلاق رشقات صواريخ "ثقيلة" وصلت حتى مناطق عدة تقع شرقي مدينة حيفا المحتلة، مستهدفةً قاعدة "رمات دافيد" الجوية الإسرائيلية، ومجمعات الصناعات العسكرية التابعة لشركة رفائيل، في وقت تزداد فيه التحذيرات الدولية والأممية من خطر التصعيد في المنطقة وانزلاقها إلى حرب شاملة.

وتوعد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي بـ"ضرب أي طرف يهدّد" الإسرائيليين، معتبراً أن العملية العسكرية المستمرة ضد حزب الله اللبناني تشكل "رسالة إلى أعداء البلاد في المنطقة وخارجها". وقال هليفي، في تصريح مصوّر، إنّ "هذه العملية ضد الهرمية القيادية في حزب الله هي رسالة واضحة إلى حزب الله، ولكنها أيضاً رسالة إلى الشرق الأوسط وخارجه: سنضرب أي طرف يهدّد مواطني دولة إسرائيل".

ورحّب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، بما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشأن مخاوفه من تحويل جنوب لبنان إلى غزة ثانية، ودعوته إلى إنهاء الحرب. وقال ميقاتي: "هذا الموقف يجب أن يكون حافزاً للجميع، ولا سيما لدول القرار، للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وتطبيق القرار الدولي رقم 2735 الصادر عن مجلس الأمن وحلّ القضية الفلسطينية على قاعدة اعتماد حل الدولتين والسلام العادل والشامل". وأضاف "العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، ومخطط تدميري يهدف إلى تدمير القرى والبلدات اللبنانية والقضاء على كل المساحات الخضراء".

مصر: المساس بأمن لبنان هو مساس بأمن المنطقة

وأدان وزيرا خارجية مصر ولبنان العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي اللبنانية، واستمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ودعوا إلى أهمية احترام سيادة وسلامة لبنان، في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. وفي بيان مشترك بمناسبة لقاء الوزيرين على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن "المساس بأمن لبنان هو مساس بأمن المنطقة". فيما أشاد نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب بـ"موقف مصر الداعم لبلاده في مواجهة العدوان والتهديدات الإسرائيلية بالاجتياح البري".

واتفق الوزيران على ضرورة "وقف العدوان الإسرائيلي المستمر، واضطلاع الدول الفاعلة بدورها، والحيلولة دون توسع المواجهات، وتحولها إلى صراع إقليمي واسع النطاق". وشددا على أهمية "تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتنفيذ قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، وإصدار قرار ملزم لإسرائيل من مجلس الأمن لوقف عدوانها على كل من الأراضي الفلسطينية واللبنانية بشكل فوري".

كذلك شدد الوزيران على ضرورة "امتثال إسرائيل لالتزاماتها وفق القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات ذات الصلة، لا سيما اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولاتها الإضافية، بما يوفر للمدنيين الحماية التي تكفلها المواثيق الدولية من تبعات العدوان الذي تشنه إسرائيل". كما أشارا إلى أنه "لا سبيل لحل الأزمة الحالية في الشرق الأوسط سوى بتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، ووقف العدوان على قطاع غزة ولبنان، واللجوء إلى السبل السلمية لوقف التصعيد، وحل المسائل العالقة بين إسرائيل ولبنان عبر تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، بما يؤمن عودة النازحين إلى قراهم، واستئناف مسار العملية السياسية الخاص بحل الدولتين، وإنشاء الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

أردوغان: إسرائيل تواصل شن هجمات أكثر دموية من سابقاتها

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، تظهر بوضوح مساعي إسرائيل لنشر الحرب في المنطقة، وذلك في كلمة ألقاها، مساء الأحد، خلال حفل عشاء نظمته "اللجنة التوجيهية الوطنية التركية الأميركية" (TASC) بولاية نيويورك التي يزورها، بغية المشاركة في اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف في هذا الصدد: "الهجمات الأخيرة على لبنان والتصريحات الأخيرة التي أدلت بها إسرائيل هي تجسيد واضح لمساعيها لنشر الحرب في المنطقة". وأوضح أردوغان أن تركيا تبذل قصارى جهدها لوقف سياسات الاحتلال والاستيلاء التي تمارسها إسرائيل في المنطقة. وأشار إلى أن النظام العالمي بدأ يفقد كل ثقله ومصداقيته، وأن المؤسسات التي واجبها ضمان السلام والأمن، تعاني من انهيار أخلاقي واضح. وأضاف أنه بعد مرور 30 عاماً على مجزرة سربرينيتسا في البوسنة والهرسك، تحدث إبادة جماعية وحشية للغاية في قطاع غزة الفلسطيني أمام أعين العالم أجمع.

وتابع: "حتى الآن، أُجبر في غزة نحو 1.9 مليون شخص على النزوح. ويكافح هؤلاء الأشخاص من أجل البقاء على قيد الحياة في ظروف سيئة للغاية، وبينما تستمر هذه المعاناة، لم تتخذ المؤسسات والمنظمات العالمية أي خطوات فعالة لوقف القمع في غزة أو منع المجازر الإسرائيلية". وأشار أردوغان إلى أن الإدارة الإسرائيلية التي تجري مكافأتها بعد كل خروج على القانون، تواصل شنّ هجمات أكثر دموية من سابقاتها.

حماس: العدوان يعبّر عن الطبيعة النازية للعدو الصهيوني

قالت حركة حماس الفلسطينية إنّ العدوان الهمجي الواسع الذي يشنه الاحتلال على لبنان "هو جريمة حرب، وهو يعبّر عن الطبيعة النازية للعدو الصهيوني، وعن المأزق الذي يعيشه (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو نتيجة سياساته العقيمة والرافضة لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة"، مؤكدة في بيان اليوم تضامنها ووقوفها "مع الإخوة في حزب الله والشعب اللبناني الشقيق في مواجهة هذا العدوان الوحشي".

وطالب حماس محكمة الجنايات الدولية بـ"اتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة واعتقال قادة الكيان الصهيوني باعتبارهم مجرمي حرب"، محمّلة الإدارة الأميركية "المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال وحكومته الصهيونية النازية في فلسطين ولبنان". كذلك دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك العاجل "لوقف العدوان الصهيوني على الشعبين اللبناني والفلسطيني، واتخاذ قرارات حاسمة في مواجهة الكيان الصهيوني المحتل، وخصوصاً مقاطعته وعزله دولياً باعتباره كياناً إرهابياً مارقاً".

السيستاني يعلن تضامنه مع المقاومة اللبنانية

بدوره، أصدر المرجع الديني الأعلى في النجف جنوبي العراق، آية الله علي السيستاني، اليوم الاثنين، بياناً أعلن فيه تضامنه مع المقاومين اللبنانيين ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتنديده بجرائمه الوحشية بحق المدنيين. وذكر في بيان: "تعبّر المرجعية الدينية العليا عن تضامنها مع أعزتها اللبنانيين الكرام ومواساتها لهم في معاناتهم الكبيرة، رافعة أكفّ الضراعة إلى الله العلي القدير أن يرعاهم ويحميهم ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجّار، وأن يشمل شهداءهم الأبرار بالرحمة والرضوان ويمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل".

في السياق العراقي ذاته طالب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الحكومة بـ "تقليل التمثيل الدبلوماسي الأميركي في العراق"، رداً على الجرائم الإسرائيلية الأخيرة في لبنان والتي اتهم فيها واشنطن بدعم الاحتلال الإسرائيلي.

الكرملين قلق للغاية

وأعلن الكرملين اليوم أنه قلق للغاية من التصعيد العسكري بعد شن الاحتلال الإسرائيلي أعنف غارات على لبنان منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافيين إن "الوضع يتدهور كل يوم سريعاً. التوتر يتصاعد وكذلك عدم القدرة على معرفة مسار الأمور. هذا يشعرنا بقلق شديد".