تمسّك أميركي بالبقاء في سورية في الوقت الراهن

29 نوفمبر 2023
القوات الأميركية تقدّم تدريباً لـ"قسد" (هديل أمير/الأناضول)
+ الخط -

أكد قائد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة الأميركية لن تنسحب من شمال شرقي سورية بسبب الهجمات عليها من قبل مليشيات إيرانية من سورية والعراق، والتي تضغط على قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده واشنطن، لتجبرها على مغادرة الأراضي السورية، إلا أن المعطيات تشير إلى أن واشنطن ليست بصدد الانسحاب.

وفي تصريحات لموقع "المونيتور" الأميركي، قال عبدي إن "إيران تريد إخراج القوات الأميركية من سورية"، لافتاً إلى أن هذا هدف أساسي ومشترك مع النظام السوري وتركيا. وأضاف: "إذا غادر الأميركيون سورية، فسيتعين عليهم مغادرة العراق والعكس صحيح، لكنهم أخبرونا أنهم لن يغادروا".

وتعرضت القواعد الأميركية المتعددة في شمال شرقي سورية لهجمات بالطيران المسيّر، في خضم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أدت الى إصابات في صفوف القوات الأميركية. وردت واشنطن على هذه الهجمات، بيد أن عبدي رأى أن الرد الأميركي "ليس له التأثير الرادع المطلوب"، مشيراً إلى أن قواته، التي يشكل مقاتلون كرد قوامها الرئيسي، لا ترغب في أن تصبح مناطق سيطرتها ساحة معركة بين الولايات المتحدة وإيران.

وتسيطر قوات "قسد" على جل الشمال الشرقي من سورية، وهي الذراع البرية للتحالف الدولي في حربه ضد تنظيم "داعش".

إلى ذلك، لا يزال التحالف الدولي يعزز وجوده في شرقي وشمال شرقي سورية، حيث دخلت الثلاثاء، قافلة أسلحة من إقليم كردستان العراق إلى قواعده العسكرية المنتشرة شمال شرق سورية. وأكدت شبكات إخبارية محلية، أن القافلة ضمت قرابة الـ40 شاحنة، ودخلت عبر معبر الوليد الحدودي، إلى قاعدة حقل العمر - النفطي (أكبر القواعد العسكرية للتحالف الدولي في سورية) في ريف محافظة دير الزور الشرقي، شرقي سورية.

وأشارت إلى أن القافلة ضمّت شاحنات تحمل عربات من نوع "برادلي"، وشاحنات تحمل ذخائر، وأخرى تحمل معدات لوجستية. وكانت القوات الأميركية بدأت مطلع الأسبوع الحالي، بالاشتراك مع "قسد"، تدريبات جديدة شملت أنواعاً عدة من الأسلحة في قاعدتي حقل العمر (النفطي) وحقل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشرقي والشمالي.

ويعتقد مدير الدراسات في مركز "أبعاد"، محمد سالم، في حديث مع "العربي الجديد"، أن واشنطن "يمكن أن تفكر بالانسحاب من سورية، ولكن على المدى البعيد أو المتوسط"، مضيفاً: "النظرة العامة للسياسيين في واشنطن للوجود الأميركي في سورية أنه مؤقت، خاصة أنه غير منسق مع الحكومة المركزية في دمشق كما هو الحال في العراق، حيث توجد القوات الأميركية في العراق بتنسيق مع الحكومة في بغداد، ووفق قواعد اشتباك أكثر وضوحاً مع إيران في العراق".

وتابع: "تزداد احتمالات تنفيذ مثل هذا الانسحاب في حال قدوم الجمهوريين للسلطة، ولاسيما ان الرئيس الأميركي السابق الجمهوري دونالد ترامب، نفذ سابقاً انسحاباً جزئياً من سورية في عام 2019.

وكانت الولايات المتحدة قد بدأت تدخّلها في سورية عام 2014، مع صعود تنظيم "داعش" وسيطرته على نصف مساحة سورية تقريباً. وأقامت خلال السنوات الماضية العديد من القواعد ونقاط التمركز ضمن خريطة انتشار جعلتها أشبه بالطوق الذي يحيط بمنابع النفط والغاز السوري في منطقة شرق نهر الفرات، داخل مناطق تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية".

وتُعدّ قاعدة العمر التي تقع ضمن حقل نفطي يحمل الاسم نفسه، من القواعد الأميركية الكبرى في منطقة شرقي نهر الفرات، ويُعتقد أن في القاعدة قوات متنوعة أميركية وفرنسية وبريطانية، ومهبطا للطيران المسيّر والمروحي، يضم 12 مروحية قتالية. والى جانبها، قاعدة حقل كونيكو للغاز، وتضم مركزاً للتدريب ومهبط مروحيات، وهي مزودة بمنظومة صواريخ "باتريوت" الحديثة، إضافة إلى عدد من مركبات "برادلي" الحديثة.

وفي محافظة الحسكة أقصى الشمال الشرقي من سورية، تمتلك الولايات المتحدة قواعد عدة، أبرزها تلك الموجودة في محيط حقول رميلان للنفط، والمعروفة بقاعدة خراب الجير، وهي من أولى المنشآت العسكرية التي أقامتها الولايات المتحدة في سياق حربها ضد تنظيم "داعش".

وللولايات المتحدة قاعدة تُعدّ الأكبر والأهم، وهي قاعدة التنف، التي أنشأها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عام 2014، وتقع غرب الحدود العراقية، وتبعد نحو 22 كيلومتراً عن الحدود السورية - الأردنية، وهي من أهم القواعد العسكرية للتحالف الدولي في سورية. وأقام التحالف حزاماً حول القاعدة بعمق 55 كيلومتراً، تنشط فيه فصائل سورية معارضة، منضوية ضمن "جيش سورية الحرة"، ويمنع على أي قوات معادية للتحالف الاقتراب منه.

وتبيّن دراسة صدرت منتصف العام الحالي، لمركز "جسور" للدراسات، أن للتحالف الدولي 30 موقعاً في سورية، وهي عبارة عن 17 قاعدة و13 نقطة، أغلبها في محافظتي الحسكة ودير الزور، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة زودت خلال العام الحالي قواعدها بمنظومة "هيمارس"، بعد انتهاك روسيا لآليات التصادم في سورية.