واصل النظام السوري عملية التسوية في محافظة درعا جنوبيّ سورية، اليوم الثلاثاء، بعد تمديده المدة المحددة لأسبوع آخر، فيما ينتظر آلاف الشبان مصيرهم بعد التسوية، وخصوصاً المطلوبين للتجنيد الإجباري أو الفارين من قوات النظام.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن النظام يواصل عملية التسوية في مدينة درعا لأبناء المحافظة المطلوبين من مدنيين وعسكريين، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين أجروا التسوية منذ السبت الماضي أكثر من 3500 شخص، وهم من المطلوبين للتجنيد الإجباري، أو من الفارين سابقاً والمنشقين عن قوات النظام.
#درعا: إقبال كبير من المواطنين لتسوية أوضاعهم ضمن عملية التسوية الشاملة في مدينة درعا وريفها في مركز قصر الحوريات بالمدينة والتي تستمر حتى الثامن من الشهر الجاري. pic.twitter.com/jUcevxG3bZ
— أخبار سوريا الوطن Syrian 🇸🇾 (@SyriawatanNews) June 5, 2023
وأوضح الناشط أن عملية التسوية تشمل فقط المطلوبين للخدمة العسكرية والمنشقين، ولا تشمل التهم الجنائية أو القضايا الأخرى، مبيناً أن بعض الأشخاص متهمون بتهم جنائية على خلفية موقفهم السياسي من النظام، ومعرضون للاعتقال لاحقاً حتى لو أجروا عملية تسوية.
وذكر الناشط الحوراني أن هناك لوائح أمنية في مركز التسوية، وعند ذهاب الشخص تخبره لجنة مختصة في المركز ما إذا كان مطلوباً بقضايا أخرى، وبالتالي لن يكون إجراء التسوية مفيداً له.
وأوضح أن النظام منح المنشق مدة شهر منذ تاريخ التسوية ليعود إلى الفرع أو القطعة العسكرية التي انشق عنها، ومنح مدة 6 أشهر لمطلوبي التجنيد الإجباري من أجل الالتحاق بشُعَب التجنيد التي يتبعون لها.
بدوره، قال مصدر محلي فضل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، إن الحاصل على التسوية يحمل بطاقة أو ورقة تجعله لا يتعرض للاعتقال على الحواجز العسكرية ضمن المدة الممنوحة له. ولكن لا أحد يضمن تصرف فروع أمن النظام، لأنها لا تخضع للقانون.
وذكر المصدر لـ"العربي الجديد"، أن كل من أجرى التسوية يحق له إخراج الوثائق والأوراق الرسمية الشخصية أو العائلية، مؤكداً أن هناك الكثير من الشبان يجرون التسوية بهدف الحصول على الأوراق والوثائق الثبوتية قبل الهروب من المنطقة.
وقال المصدر إن عمليات التسوية حالياً تجري بإشراف لجنة أمنية من قوات النظام ووجهاء محليين ومسؤولين في "اللواء الثامن" التابع للفيلق الخامس والأمن العسكري، وهو تشكيل مسلح كان سابقاً من ضمن فصائل المعارضة المسلحة قبل انخراطه في التسوية والمصالحة مع النظام بدعم من روسيا.
من جهتها، نقلت صحيفة الوطن التابعة للنظام عن أمين فرع درعا لحزب البعث العربي الاشتراكي، حسين الرفاعي، إعلان "تمديد فترة التسوية الشاملة في المحافظة لمدة أسبوع إضافي بسبب الإقبال الكبير من الراغبين في تسوية أوضاعهم".
وقال الرفاعي إنه كان من المقرر أن تنتهي التسوية الخميس المقبل، لكنها مُدِّدَت أسبوعاً إضافياً بسبب الإقبال الكبير، مضيفاً: "هناك آلاف من الراغبين في تسوية أوضاعهم، ومن المتوقع أن يكون عدد الراغبين في تسوية أوضاعهم بالمحافظة ما بين 12 و13 ألفاً، وقد يكون أكبر".
وكان النظام قد بدأ السبت الماضي عملية التسوية الجديدة في درعا، وأجرى سابقاً مصالحات وعمليات تسوية في المحافظة منذ صيف عام 2018، وعلى إثرها سيطر النظام على كامل المحافظة التي تعيش فلتاناً أمنياً مستمراً.
مقتل 4 مدنيين بهجوم في ريف حمص السورية وخسائر جديدة لـ"قسد"
على صعيد آخر، قُتل أربعة مدنيين، اليوم الثلاثاء بهجوم من مجهولين على عمال حصاد في بادية السخنة بريف حمص الشمالي الشرقي، كذلك قُتل وجُرح عناصر من "قسد" بهجومين في الحسكة ودير الزور.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مجهولين يُرجح أنهم من خلايا تنظيم "داعش" هاجموا مدنيين في أثناء عملهم في حصاد القمح ببادية السخنة شمال شرقيّ حمص، ما أدّى إلى مقتل أربعة مدنيين، هم رجل وابناه ينحدرون من مدينة تلبيسة وشخص رابع ينحدر من بلدة غرناطة "الغجر".
ونقلت المصادر، التي تفضل عدم ذكر اسمها لـ"العربي الجديد"، اتهامات لقوات النظام بتسهيل الهجوم على العاملين، لكونها تسيطر على طرقات المنطقة، وذكرت المصادر أن الذين هاجموا العمال قتلوا أحدهم ذبحاً وعلقوا جثته على رافعة، بينما وضعوا البقية في سيارة وأحرقوهم بداخلها.
وشهدت البادية السورية سابقاً هجمات متفرقة في مناطق متفرقة تسيطر عليها قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة لها، حيث قتل وجرح مئات المدنيين العاملين في الرعي والزراعة وجني الكمأة، فضلاً عن مقتل العشرات من العابرين للطرق خلال تنقّلهم بين البلدات.
ويتهم النظام السوري خلايا تنظيم "داعش" بالهجمات، ويشنّ عمليات تمشيط في البادية عليها، لكن هذه العمليات لم توقف الهجمات التي تزداد وتيرتها بين الحين والآخر.
مقتل وإصابة عناصر من " قسد" جنوبيّ الحسكة
إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من "قسد" إن مجهولين هاجموا اليوم سيارة عسكرية للمليشيات في بلدة السعدة جنوبيّ الحسكة، شمال شرقيّ سورية، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
وذكرت المصادر لـ"العربي الجديد" أن الهجوم حصل في أثناء مرور السيارة على الطريق العام في بلدة السعدة الواقعة عند الحدود الإدارية بين محافظتي دير الزور والحسكة، وأشارت المصادر إلى أن المستهدفين يتبعون لمجلس دير الزور العسكري المنضوي في صفوف "قسد".
من جانبها، قالت شبكة فرات بوست المحلية إن عنصراً من "قسد" قُتل في كمين من مجهولين قرب قرية أبو النيتل في ريف دير الزور الشمالي، مضيفة أن العنصر ينحدر من مدينة الشدادي بريف الحسكة، ويتبع للواء البصيرة في صفوف "قسد".
وفي شأن متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن دورية عسكرية تابعة لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية" اعتقلت اليوم شخصين في أثناء رعيهما الأغنام بمنطقة السوحة في بادية الصور الشرقية في ريف دير الزور الشمالي.
وأشار المرصد إلى اقتياد المعتقلين لجهة مجهولة مع عدم وضوح أسباب الاعتقال، مشيراً إلى أنهما من أبناء عائلة العليوي، من عشيرة البوفريو.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أصدرت الأسبوع الماضي تقريراً قالت فيه إن "قوات سورية الديمقراطية" استمرت في سياسة الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري في مايو/ أيار الماضي عبر حملات دهم واحتجاز جماعية استهدفت بها مدنيين بذريعة محاربة خلايا تنظيم داعش.