تصاعدت اللهجة ضد إيران في تصريحات كبار القادة العسكريين والسياسيين في الحكومة الإسرائيلية، لتحمل نبرة تهديد هذه المرة، تلمح إلى قرب شن عملية عسكرية "للتصدي إلى التهديد الإيراني".
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هليفي، إن إيران تقدمت أكثر من أي وقتٍ مضى في مجال تخصيب اليورانيوم، محذراً من أن التطورات السلبية التي تلوح في الأُفق في هذا الخصوص من شأنها أن تؤدي إلى شن عملية للتصدي لهذا التهديد.
وأضاف هاليفي، خلال كلمة ألقاها في "مؤتمر هرتسيليا"، ونقلها موقع هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، أن طهران ضالعةٌ بكل ما يحدثُ على الساحة الإقليمية، وأن "بصمات أصابعها تظهر على النشاطات العدائية للجهات التي تدور في فلكها".
وتعقد تل أبيب سنوياً "مؤتمر هرتسيليا" الأمني، لمناقشة قضايا استراتيجية تتعلق بـ"المخاطر والتحديات" التي تحيط بإسرائيل، ويشارك فيه كبار القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين وآخرون من الخارج.
وقال رئيس الأركان إن "إسرائيل لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء التهديد الذي تحاول إيران بناءه من حولنا"، مضيفاً أنه على الرغم من أن إيران تقع على بعد ألف و500 كيلومتر من إسرائيل، "فإن الجيش يمتلك قدرات على العمل في جبهاتٍ بعيدة".
وتابع أنه يجب مواصلة تطوير القدرات على إصابة أهدافٍ في كل نقطة داخل إيران، واصفاً هذه المهمة بغير البسيطة وبأنها "تحد لم تواجهه إسرائيل في السابق".
نقطة اللاعودة
بدوره، قال رئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، خلال المؤتمر، إن "إسرائيل ستتصرف في حال أتاحت الولايات المتحدة لإيران الوصول إلى نقطة اللاعودة"، في تطوير أسلحة نووية.
وأعرب من جهة أخرى عن أمله في أن "يعمل الأميركيون والأُسرة الدولية على منعِ تحول طهران إلى قوة نووية".
وفي حين أفادت وكالة أسوشييتد برس للأنباء، أمس الاثنين، بأن إيران تبني موقعاً جديداً تحت الأرض في جبال زاجروس ليحل محل مركز مكشوف لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية القريبة التي تعرضت لانفجار وحريق في يوليو تموز 2020، قال هنغبي إن "ما تقوم به إيران يحد من القدرة على استهدافها، لكن لا يوجد مكان لا يمكننا الوصول إليه".
وأشار هنغبي، إلى أن "نتنياهو سيحصل على دعم لضرب منشآت إيران النووية إذا استنفدت كل الطرق".
وخلال خطابه أمام المؤتمر، أمس، اتهم وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت "الحرس الثوري" الإيراني بتوظيف السفن التجارية سفناً حربية وتزويدها بمنظومات هجومية واستخبارية متطورة.
وأضاف غالانت أن هدف "الحرس الثوري" من هذه الخطوة تدشين "قواعد إرهاب في مناطق بعيدة عن حدود إيران"، زاعماً أن السفن التجارية المزودة بمنظومات هجومية واستخبارية "تعمل حالياً في المنطقة بشكل عملياتي".
وعرض صوراً لست سفن إيرانية يُزعم أنه أعيد توظيفها، وقال إن هذه "قواعد إرهاب عائمة"، وإن واحدة منها أبحرت مؤخراً باتجاه خليج عدن.
DefMin of #Israel #Galland during 20th #Herzliya Conference very clear and outspoken wrt #IRAN nuclear ambitions: "All options are on the table, all options!" @IDFSpokesperson
— Roderich Kiesewetter🇪🇺🇩🇪🇺🇳🇺🇦 (@RKiesewetter) May 22, 2023
Thanks to @IPS_Herzliya for this clarity against typical European blackeyedness pic.twitter.com/3xyJUGtAAc
وأضاف، وفق ما أوردته وكالة "رويترز": "يأتي هذا مباشرة في أعقاب الإرهاب البحري الذي مارسته إيران في الخليج العربي وبحر العرب. إنها تعمل على توسيع نشاطها ليشمل المحيط الهندي أيضاً، ولاحقاً إلى البحر الأحمر والبحر المتوسط كذلك".
حزب الله وسورية
وفيما يُنظر إلى حزب الله اللبناني، على أنه الحليف العسكري الأقوى لإيران في المنطقة، قال هليفي إن الحزب "يعتقد أنه يفهمنا وهذا يجعله يتجرأ على تحدينا. ومعركة في الشمال ستكون صعبة، ونعرف كيف نواجهها"، واصفاً الحزب بـ"التمثيل الأقوى لإيران".
في الوقت ذاته، استبعد هليفي خوض الحزب حرباً شاملة، قائلاً: "حزب الله مرتدع جداً من حرب (كهذه) ضد إسرائيل، فلبنان هي دولة تواجه مشاكل اقتصادية شديدة جداً، وسيكون من الصعب عليها الانتعاش من معركة في الشمال".
لكن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أهارون حوليا، حذر في كلمة له خلال المؤتمر، أمس، من أن زعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله يمكن أن يدفع المنطقة إلى حرب كبيرة. وقال: "في كل ما يتعلق بعملية مفترق مجدو أعتقد نصر الله أن بإمكانه شد المعادلات القائمة، وهو يقترب من ارتكاب خطأ يمكن أن يشعل حرباً كبيرة".
وفي ملف سورية، حيث عززت إيران من نفوذها ووجودها العسكري، بدا أن هليفي يقلل من المخاطر على هذه الجبهة. وقال "لا يمكن القول إن الحرب الأهلية فيها انتهت، لكنها بدأت ترمم نفسها. وأي دولة ارتبطت بإيران فاشلة ومدمرة ومن دون مستقبل. وإذا أراد (رئيس النظام بشار) الأسد أن يبني بعد الحرب الأهلية فليأخذ ذلك بعين الاعتبار".
وأشار هليفي إلى ملف التقارب بين إيران ودول في المنطقة، بالقول إن "هذا ينبع من رغبة في خفض "درجات الحرارة" في المنطقة، وعدم الوصول إلى مواجهات كبيرة".
وحول التوتر الأمني في الضفة الغربية، اعتبر هليفي، وفق ما أورد موقع "عرب 48"، أن "سلطة فلسطينية نشطة أفضل من فوضى أو صعود حماس إلى الحكم".