تقرير يرصد موانع تحقيق إسرائيل لأهدافها الاستراتيجية في 2019

10 فبراير 2019
سياسات ترامب قد تنعكس سلباً على إسرائيل (كريستيان ماركارت/Getty)
+ الخط -

حذر "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي من أنه على الرغم من تمتع إسرائيل بمنعة عسكرية كبيرة وتحسن مكانتها السياسية وازدهارها الاقتصادي، إلا أن هناك العديد من العوائق التي تحول دون تمكنها من تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

وفي تقرير نشره اليوم الأحد، وأجمل الخلاصات التي توصل إليها مؤتمره السنوي الثاني عشر، الذي أنهى أعماله الأسبوع الماضي، أوضح المركز أن أكبر العوائق التي تحد من قدرة تل أبيب على تحقيق مصالحها يتمثل في اعتماد حكومتها على الخيارات العسكرية، وتجنبها استغلال الفرص السياسية التي يمكن أن تسهم في توفير بيئة تساعد على إنجاز هذه المصالح.

وأشار المركز إلى أن إسرائيل عمدت، خلال العام الماضي، إلى "المحافظة على الوضع القائم، وافتقد سلوكها المبادرة في مجال مواجهة التحديات التي تواجه الأمن القومي، باستثناء القيام بعمليات عسكرية تهدف إلى إحباط قدرة إيران على التمركز عسكريا في سورية، إلى جانب إفشال محاولات حزب الله الحصول على سلاح متقدم".

واستدرك المركز بأن "هناك شكوكا كبيرة إزاء نجاح العمليات العسكرية الإسرائيلية في العمق السوري في تحقيق أهدافها، وذلك لعجز الحكومة الإسرائيلية عن الإقدام على تحركات سياسية كان يمكن أن تكمل تأثير الفعل العسكري".


وحسب المركز، فإنه "على الرغم من أن كلا من إسرائيل وإيران وحزب الله وحركة حماس غير معنية باندلاع مواجهة جديدة، إلا أن الواقع يمكن أن يفرض على الأطراف أنماط سلوك تقود للمواجهة". وأوضح أن تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة "يمكن أن يسهم في اندلاع مواجهة".

وحذر المركز من أن السياسة الخارجية التي يتبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يمكن أن تمثل تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه "على الرغم من أن ترامب يسعى للمحافظة على مكانة الولايات المتحدة كالقوة الأعظم في العالم، إلا أنه في الوقت ذاته يحطم قواعد النظام العالمي من خلال مسه بالحلفاء الأكثر ارتباطا بواشنطن، إلى جانب توجهه الواضح لترك الشرق الأوسط "غنيمة لروسيا"".

وأبرز أن الانسحاب الأميركي من سورية "يمس بشكل كبير بمصالح إسرائيل، حيث إنه ينسف فرص سد الحدود العراقية السورية بحيث يتم منع طهران من تدشين ممر بري يصلها بلبنان ويمر بسورية".

وشدد المركز على أن "نجاح إسرائيل في إخراج إيران من سورية يتوقف على التعاون الأميركي معها مبرزا أن قرار ترامب بالانسحاب "سيجعل مهمة تل أبيب بالغة الصعوبة".

وأوضح التقرير أن الكثير من المتحدثين أمام مؤتمر المركز قد حذروا من أنه على الرغم من أن عرى التحالف قد توثقت بين إسرائيل والولايات المتحدة في عهد ترامب، إلا أن الأخير قد يغير نمط تعاطيه في إسرائيل بحال أفضى اصطفافه إلى جانبها إلى اندلاع حرب تسفر عن المس بجنود أميركيين.

ولفت المركز الأنظار إلى أنه على الرغم من أن "خطة السلام" التي أعدتها إدارة ترامب، في إشارة إلى خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، تأخذ بشكل خاص المصالح الإسرائيلية بعين الاعتبار، إلا أن واشنطن لا تأخذ بعين الاعتبار تداعيات فشل تطبيق الخطة، محذرا من أن "الرفض الإسرائيلي للخطة في حال طرحها بشكل رسمي يمكن أن يفضي إلى المس بالعلاقة بين الجانبين".

وأشار إلى أن تطور العلاقة بين الصين وإسرائيل يمكن أن يثير غضب واشنطن، التي أبدت تحفظها من تعاظم حجم الاستثمارات الصينية في إسرائيل.

وأكد المركز أن العلاقة بين حكومة اليمين في تل أبيب وإدارة ترامب تهدد نسيج العلاقة مع يهود الولايات المتحدة الذين يتبنى معظمهم مواقف رافضة لسياسات ترامب.

وشدد المركز على أنه على الرغم من التطور الكبير في العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، لا سيما في الخليج، وبناء شراكات سرية معها في مواجهة تحديات إقليمية، فإنه "لا يوجد ما يدلل على أن هذه العلاقات ستنتقل إلى العلن بسبب الجمود في مسار حل القضية الفلسطينية".

وتوقع المركز فشل التفاهمات مع حركة حماس في حال لم يكن هناك تعاون دولي وعربي لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع، حيث يشدد على وجوب أن تعمل إسرائيل على "تمهيد الظروف أمام عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع".

ولفت إلى أن استطلاعات الرأي المتواترة تدلل على تهاوي قيمة السلام وحل الصراع مع الفلسطينيين في نظر الجمهور الإسرائيلي.

المساهمون