استمع إلى الملخص
- الجنرال إسحاق بريك يحذر من خطر المواجهة مع حزب الله التي قد تهدد وجود الدولة، بينما تشير التقارير إلى تطور قدرات حزب الله العسكرية مثل استخدام نسخ متطورة من مضادات الدروع.
- النقاشات داخل إسرائيل تكشف عن شكوك في جاهزية الجيش وتحذيرات من الأثمان الباهظة لأي مواجهة مستقبلية، مع استمرار حزب الله في التأثير على معنويات الجمهور الإسرائيلي وإرسال رسائل تحذيرية.
في ظل تواتر التحذيرات من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي وجيشها غير جاهزين لخوض غمار مواجهة شاملة على الجبهة الشمالية، أقرّت محافل عسكرية في تل أبيب بأنه لا يوجد لدى الاحتلال حل لمعضلة المسيرات الانقضاضية التي بات حزب الله يستخدمها على نطاق واسع في عملياته ضد الأهداف العسكرية أخيرا.
وقال المعلق العسكري في موقع والاه العبري أمير بوحبوط إن جيش الاحتلال لم يتمكن من توفير "حل" لمسيرات حزب الله الانقضاضية، لأن الحرب الحالية اندلعت في ظل انشغال المؤسسة العسكرية للاحتلال بالبحث عن إمكانيات تطوير آليات لمواجهة هذا التهديد. وأشار الكاتب في مقال له، اليوم الخميس، إلى أن جهود جيش الاحتلال انصبت على دراسة كيفية مواجهة مسيرة "شاهد 136" إيرانية الصنع، التي يكثف حزب الله استخدامها في هجماته، دون أن ينجح حتى الآن في وضع حل لها.
ونقل بوحبوط عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن جيش الاحتلال لا يمتلك القدرة على تحييد الخطر الذي تمثله مسيرات "شاهد 136"، لأنها تحلق على ارتفاع منخفض ويتم إطلاقها من مسافة قصيرة. واستدركت المصادر بأنه بدون أن تترافق التكتيكات الدفاعية بردود هجومية مباشرة على حزب الله، فإن فرص تمكن دولة الاحتلال من تحييد تأثير المسيرات الانقضاضية ضعيفة. وأعاد بوحبوط إلى الأذهان حقيقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينت حذر في 2021 من أن إيران زودت الجماعات المتحالفة معها بمسيرات "شاهد 136"، وضمنها الحوثيون في اليمن.
وبحسب بوحبوط، تزن "شاهد 136" حوالي 200 كغ وطولها 3.5 أمتار، في حين تبلغ سرعتها 200 كم في الساعة، وهي قادرة على حمل رؤوس متفجرة بزنة 40 كغ، مشيراً إلى أن أسلحة جو تابعة لعدد من الدول عمدت في السنوات الأخيرة إلى دراسة المسيرات الإيرانية، وتحديداً "شاهد 136"، بهدف توفير حلول للتحديات التي تمثلها.
وسلطت صحيفة يديعوت أحرنوت الأضواء على مسيرات حزب الله الانقضاضية، جازمة أن حزب الله من خلال التوسع في إطلاق هذه المسيرات حوّل منطقة الجليل في شمال فلسطين المحتلة إلى ساحة لاختبار ما تنتجه الصناعات العسكرية الإيرانية. وادعت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها اليوم الخميس، أن "دوائر الأبحاث والتطوير في الصناعات العسكرية الإيرانية" تراقب نتائج الهجمات التي ينفذها حزب الله بالمسيرات الانقضاضية، مدعية أن إيران من خلال تجريب أسلحتها في المواجهة الحالية تعد العدة لاستخدام هذه الأسلحة في حرب مستقبلية أوسع ضد إسرائيل. وأكدت محافل عسكرية في جيش الاحتلال تحدثت إلى يديعوت أحرونوت أن حزب الله استخدم أخيراً نسخة ثالثة أكثر تطوراً من مضادات الدروع في مهاجمة قواعد جيش الاحتلال القريبة من الحدود.
تداعيات المواجهة مع حزب الله
وفي السياق، احتدم الجدل داخل دولة الاحتلال بشأن تداعيات أي مواجهة شاملة مع حزب الله، وواصل الجنرال إسحاق بريك، المفتش السابق في جيش الاحتلال، هجومه على القيادتين السياسية والعسكرية، محذراً من خطر الدفع نحو مواجهة شاملة مع حزب الله. وفي تحليل نشرته صحيفة معاريف، اليوم الخميس، كتب بريك أن القادة السياسيين والعسكريين في دولة الاحتلال يخاطرون بالتضحية بالدولة في حال توجهوا نحو شن حرب شاملة على حزب الله، وأضاف: "نتنياهو وغالانت (يوآف غالانت وزير الأمن) وهليفي (هرتسي هليفي رئيس الأركان) يعيشون في وهم، هم يقامرون بمصير إسرائيل بشكل يمكن أن يفضي إلى انهيارها".
كما حذرت صحيفة هآرتس العبرية، الخميس، من أن المناورات التي يعكف عليها كل من حزب الله ودولة الاحتلال بهدف إخافة كل منهما الآخر "يمكن أن تفضي إلى التورط في مواجهة شاملة". وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن جيش الاحتلال بإمكانه التسبب بضرر هائل للبنان، إلا أن الأضرار التي ستنجم عن هجمات حزب الله في إطار مواجهة شاملة لمنطقتي الشمال والوسط في دولة الاحتلال "لا يمكن مطلقاً مقارنتها بالأضرار التي نجمت عن المواجهة مع حماس".
وفي السياق، فنّد الصحافي الإسرائيلي أوري مسغاف مزاعم رئيس هيئة الأركان هرتسلي هليفي بأن جيش الاحتلال جاهز لخوض غمار مواجهة شاملة مع حزب الله. وقال مسغاف، الذي يعرف نفسه بأنه ضابط في قوات الاحتياط، في تحليل نشرته هآرتس، الخميس، إنه تفقد مناطق الشمال وتوصل لقناعة مفادها أن "هليفي لا يقول الحقيقة".
أما رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في دولة الاحتلال عاموس مالكا، فرأى أنه بدون احتلال مناطق من لبنان والمكوث فيها مدة طويلة لا يمكن تغيير الواقع في الشمال بشكل جذري وإلى أمد بعيد، وقال في مقابلة أجرتها معه اليوم إذاعة "إف أم 103" إن دولة الاحتلال ستدفع أثماناً باهظة في إطار المواجهة الشاملة مع حزب الله، لكنها أثمان لا بد من دفعها في حال قررت تل أبيب تغيير الواقع في الشمال.
في الوقت ذاته، كشفت إذاعة "أف أم 103"، الخميس، أن رؤساء المجالس الاستيطانية في شمال دولة الاحتلال تلقوا رسائل من حزب الله في إطار الجهود التي يبذلها الحزب للتأثير على معنويات الجمهور في دولة الاحتلال، ونقلت الإذاعة عن عدد من رؤساء المجالس المحلية الاستيطانية في الشمال تأكيدهم أنهم تلقوا بالفعل رسائل من حزب الله، حيث ادعى بعضهم أن مرسلي هذه الرسائل زعموا أنها من أمين عام الحزب حسن نصر الله.