تفسيرات متباينة لتحليق "منطاد تجسس صيني" فوق الأراضي الأميركية

04 فبراير 2023
الجمهوريون ينددون بـ"سياسة اليد الممدودة" التي تنتهجها إدارة بايدن تجاه بكين (Getty)
+ الخط -

وصف باحثون أميركيون تحليق "منطاد تجسس صيني" فوق الأراضي الأميركية بالأمر الخطير، فيما هوّن آخرون من خطورة المنطاد الذي اكتُشِف على ارتفاعات عالية فوق ولاية مونتانا، شماليّ البلاد، التي تضمّ منشآت نووية حساسة ومخازن أسلحة استراتيجية.

وقال زميل بارز في مركز الأمن الأميركي الجديد، جاكوب ستوكس، إن اكتشاف "منطاد التجسس الصيني" أمر خطير، محذراً، في تصريح لصحيفة "ذي هيل"، من خروج المنافسة بين الولايات المتحدة والصين عن السيطرة، مشدداً على ضرورة انخراط  البلدين في دبلوماسية فعالة. 

وقال الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أنتوني روجيرو، لصحيفة "ذي هيل" الأميركية" إن الصين أرادت من تحليق منطادها فوق الأراضي الأميركية معرفة "كيف ستردّ الإدارة الأميركية على شيء من هذا القبيل، ومن المحتمل أنهم يحاولون اختبار ما إذا كانت إدارة بايدن مشتتة حالياً بسبب الحرب في أوكرانيا". 

وقال مدير مشروع المعلومات النووية والزميل في معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، هانز كريستنسن لـ"ذي هيل": "لا أعرف بالضبط ما هي مهمة المنطاد، وأعتقد أنه لو كان (المنطاد) يقوم بأنشطة خطيرة، لكان قد أُسقِط منذ وقت طويل". 

وقال كبير الباحثين في مجال الدفاع لدى مؤسسة راند (RAND)، تيموثي هيث: "سيكون من المهم متابعة كيف ستتعامل وزارة الدفاع (الأميركية) مع التجسس والمعلومات الاستخباراتية الصينية في الأيام المقبلة، وهل ستتجه للكشف عن مزيد من المعلومات حول تكتيكات الصين ودوافعها، أم أنها ستترك مجالاً لاستئناف المحادثات الدبلوماسية؟". 

وقال مسؤولون أميركيون إن "هذه ليست المرة الأولى التي ترصد فيها الولايات المتحدة أنشطة تجسسية صينية، لكن توقيت زيارة بلينكن لبكين وتحركات المنطاد جعلا من المهم الرد بشكل أكثر حزماً". 

وكان مسؤول أميركي قد قال لصحيفة "واشنطن بوست" إن "مناطيد التجسس الصينية رُصدت في هاواي العام الماضي ومرات أخرى في المحيط الهادئ".

واغتنم الجمهوريون واقعة تحليق المنطاد الصيني فوق الأراضي الأميركية للتنديد بـ"سياسة اليد الممدودة التي تنتهجها إدارة بايدن تجاه بكين".

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد علّق زيارته لبكين بعدما كانت مقررة الأسبوع المقبل، على إثر اكتشاف المنطاد الصيني. 

وجولة بلينكن كانت ستشكل الزيارة الأولى يقوم بها وزير خارجية أميركي للصين منذ 2018، وكان هدفها تخفيف التوتر بين الولايات المتحدة والعملاق الآسيوي الذي تعتبره واشنطن منافسها الرئيسي في العالم.

وتنظر الولايات المتحدة إلى الصين باعتبارها منافستها الرئيسية على كل الجبهات تقريباً -الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية والأيديولوجية- وكان من المتوقع أن تؤدي زيارة بلينكن لبكين إلى تخفيف التوترات.

المساهمون