تفجير دمشق: النظام يتّهم إرهابيين يخدمون "إسرائيل"

20 أكتوبر 2021
قُتل 14 عنصراً من النظام على الأقل في تفجير دمشق (فرانس برس)
+ الخط -

اتهم وزير الداخلية التابع لحكومة النظام السوري، إرهابيين مجهولين بتنفيذ هجوم على حافلة نقل مبيت تابعة لقوات النظام وسط العاصمة دمشق اليوم الأربعاء، فيما اتهم معاون وزير الخارجية في حكومة النظام إرهابيين يخدمون إسرائيل بالوقوف وراء التفجير الذي أدى إلى مقتل 14 شخصاً على الأقل.

وقال معاون وزير الخارجية أيمن سوسان، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، إن نظامه سيواصل مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية، مشيراً إلى أن المسؤول الأول عن هذه "الجريمة النكراء هم أصحاب المخطط التآمري ضد سورية، وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني، لأن هذا المخطط بالأساس كان لخدمة إسرائيل وأجندتها في المنطقة، أما المسؤولية المباشرة فيتحملها أدواتهم الصغار الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات قذرة لخدمة المخطط التآمري ضد بلدهم وأبناء شعبهم".

وتغنى سوسان في حديثه بانتصارات جيش النظام على "الإرهاب"، زاعماً أن وزارة الخارجية والمغتربين وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج تعمل على استثمار الانتصارات التي حققتها قوات النظام. ووجه سوسان كلماته إلى "أولئك الذين ضللوا ليعودوا إلى وطنهم، ولحمل تطلعات شعبهم، لا أن يكونوا رافعة لأجندات الآخرين، من ضلل يستطيع العودة والدولة السورية كان صدرها رحباً".

ويرى الباحث في مركز جسور للدراسات، وائل علوان، أن رواية النظام غير متماسكة، فضلاً عن سرعة استثماره للتفجير في قصف إدلب، مضيفاً في حديث مع العربي الجديد"، أنه "سواء كان النظام بشكل مباشر وراء هذا التفجير كما حصل في تفجيرات كثيرة في دمشق، أو أنه بشكل غير مباشر أتاح الفرصة لخلايا ومجموعات للقيام بذلك، فإن النفوذ الإيراني في سورية وفي المنطقة هو المستفيد من هذه الفوضى الأمنية، التي ترتبط بفوضى في لبنان وفي العراق، وبينهما في سورية".

وأشار الباحث إلى أن هناك مخاوف حقيقية لدى إيران ولدى النظام السوري من حصول أي تفاهمات أميركية روسية إسرائيلية، مؤكداً أن النظام بحاجة باستمرار لإثبات أنه يحارب الإرهاب وأنه تحت ضغوط أمنية.

وأوضح وائل علوان أن النظام يسوق محاربته للإرهاب في تعطيل العملية السياسية تحت سقف الأمم المتحدة من طريق رفضه أي حديث غير مواجهة الإرهاب، كذلك يستثمر النظام الفوضى الأمنية لاستمرار روايته الداخلية في تبرير الأوضاع المعيشية، وتخفيف الاحتقان الداخلي عبر شماعة مواجهة الإرهاب.

وعقب وقوع التفجير في دمشق، قصفت قوات النظام بالصواريخ والمدفعية الثقيلة مباشرةً منازل المدنيين ومتاجرهم في مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، والقصف أدى إلى مقتل 13 مدنياً وإصابة أكثر من 30 آخرين بينهم أطفال ونساء.

وكان وزير الداخلية في حكومة النظام، اللواء محمد الرحمون، قد زعم مباشرة عقب التفجير، بأن "العمل الإرهابي الذي وقع صباح اليوم بحافلة مبيت عند جسر الرئيس بدمشق "جرى بعد دحر الإرهاب من غالبية الأراضي السورية، وإن من لجأ وخطط لهذا الأسلوب الجبان كان يرغب في أن يؤذي أكبر عدد ممكن من المواطنين".

ونقلت وكالة "سانا" عن الرحمون قوله إنه "ستتم ملاحقة الأيادي الآثمة وسيتم بترها أينما كانت، لن يتم التخلي عن ملاحقة الإرهاب، سنلاحق الإرهابيين الذين أقدموا على هذه الجريمة النكراء أينما كانوا".

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الاستهداف كان لحافلة مبيت تقلّ موظفين في شركة الإسكان العسكري التابعة لوزارة الدفاع، وهؤلاء يعدون من الموظفين المدنيين، لكنهم يحملون بطاقات مثلهم مثل عناصر قوات النظام، واستهدافهم يوحي بأن مؤسسات الدولة هي التي تتعرض للهجوم، لا قوات النظام ومليشياته.

وكان إعلام النظام الرسمي قد أعلن صباح اليوم مقتل 14 شخصاً وإصابة 3 آخرين، جراء استهداف حافلة نقل مبيت عسكرية بعبوتين ناسفتين في منطقة جسر الرئيس وسط العاصمة دمشق، وقالت مصادر محلية إن عدد القتلى أكثر من ذلك، إلا أن هذا العدد هو الذي اعترف به النظام.

المساهمون