تفاصيل الضربات الأميركية على العراق: أبرز المواقع المستهدفة والخسائر

03 فبراير 2024
من احتجاج على قصف أميركي سابق على أحد عناصر الحشد الشعبي في العراق (Getty)
+ الخط -

أعلنت الحكومة العراقية، اليوم السبت، مقتل وإصابة 41 شخصاً بالضربات الأميركية التي استهدفت مواقع للفصائل المسلحة في مدينة القائم غربيّ محافظة الأنبار، نافية وجود أي تنسيق مسبق بين بغداد وواشنطن بشأن الضربات، معتبرة أن التحالف الدولي صار سبباً لتهديد الأمن والاستقرار في العراق.

وأعلن الجيش الأميركي شنّ ضربات جوية على أهداف في سورية والعراق، رداً على مقتل ثلاثة من جنوده في هجوم على قاعدة في الأردن، مشيراً إلى أن الضربات استهدفت "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني و"جماعات مسلحة متحالفة معه". وفيما قال الجيش الأميركي إن المنشآت المستهدفة مراكز قيادة وتحكّم وتجسّس، ومواقع تخزين صواريخ ومسيَّرات، أكد أن الضربات الجوية استخدمت فيها أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه، وشملت أكثر من 85 هدفاً.

 ووفقاً للمتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، فإن "الإدارة الأميركية أقدمت على ارتكاب عدوان جديد على سيادة العراق، إذ تعرضت مواقع قواتنا الأمنية، في منطقتي عكاشات والقائم، فضلاً عن الأماكن المدنية المجاورة، لقصف من عدة طائرات أميركية"، معتبراً أن "هذا العدوان السافر أدى إلى ارتقاء 41 شهيداً، بينهم مدنيون، إضافة إلى 25 جريحاً، كذلك أوقع خسائر وأضراراً بالمباني السكنية وممتلكات المواطنين".

وأضاف العوادي أن "الجانب الأميركي عمد بعد ذلك إلى التدليس وتزييف الحقائق، عبر إعلان تنسيق مُسبق لارتكاب هذا العدوان، وهو ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي، والتنصل من المسؤولية القانونية لهذه الجريمة المرفوضة وفقاً لجميع السُّنن والشرائع الدولية"، مشدداً على أن "هذه الضربة العدوانية، ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية، كذلك فإنها تتعارض وجهود ترسيخ الاستقرار المطلوب".

وأكد أن "العراق يجدد رفضه أن تكون أراضيه ساحة لتصفية الحسابات، وعلى جميع الأطراف أن تدرك ذلك، فأرض بلدنا ليست المكان المناسب لإرسال الرسائل واستعراض القوة بين المتخاصمين".

وأشار المتحدث الحكومي إلى أن "وجود التحالف الدولي الذي خرج عن المهام الموكلة إليه والتفويض الممنوح له، صار سبباً لتهديد الأمن والاستقرار في العراق، ومبرراً لإقحام العراق في الصراعات الإقليمية والدولية، وأن الحكومة العراقية ستبذل كل الجهد الذي تقتضيه المسؤولية الأخلاقية والوطنية والدستورية، لحماية أرضنا ومدننا وأرواح أبنائنا في القوات المسلحة بكل صنوفها".

وقبل ذلك، اعتبر المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي، اللواء يحيى رسول، الضربات "خرقاً للسيادة العراقية وتقويضاً لجهود الحكومة العراقية، وتهديداً يجرّ العراق والمنطقة إلى ما لا تُحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة".

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، قد أكد في وقت سابق أن بلاده أبلغت الحكومة العراقية قبل شنّ ضربات جوية على ثلاثة مواقع تخص فصائل داخل البلاد.

من جهته، علّق الباحث في الشأن السياسي العراقي، غيث التميمي، على الضربات، وقال في تدوينة له على "إكس": "قضى 16 قتيلاً وقرابة 25 جريحاً، بينهم مدنيون، فضلاً عن ترويع العوائل الآمنة في عمليات عسكرية تدميرية شهدتها محافظة الأنبار في العراق. آلة الحرب تستمر في انتهاك سيادة العراق وتهديد الاستقرار بسبب صراع إيران مع أميركا، وخضوع منظومة الحكم بصورة كاملة للإرادة الإيرانية ودعم أميركا!".

وفي وقت سابق، ذكرت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد"، أن "الضربات الأميركية استهدفت 4 مواقع للفصائل في منطقة السكك بمدينة القائم المحاذية للحدود السورية، وهي منطقة تضم عدداً غير قليل من المقارّ للفصائل المسلحة"، مبينة أن "المقارّ المستهدفة عبارة عن مخزن للأسلحة يضمّ أسلحة ثقيلة وصواريخ كاتيوشا ومعدات مختلفة، والموقعان الآخران مصنعان للطائرات المسيَّرة، وتضمّ كميات من المتفجرات والآليات، والرابع مقر لعقد الاجتماعات، ويضمّ أيضاً آليات عسكرية"، مبينة أن "المقر (الأخير) أُخلي في الأيام الماضية".

وأكدت أن "الضربات ألحقت أضراراً كبيرة في المقارّ، خصوصاً في مخزن الأسلحة التي انفجرت وسبّبت أضراراً بمنازل سكنية قريبة منها، وهو ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين"، مبينة أن "7 قتلى سقطوا نتيجة الضربات، اثنان منهم مدنيان".

ولم تعلّق معظم قيادات الفصائل المسلحة في العراق على الضربات، ولم تحدد خياراتها إزاء تلك الضربات، واضطربت صفحاتها الإعلامية بتحديد أعداد الذين سقطوا بفعل القصف، غير أن زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، أبو الولاء الولائي، أكد في تدوينة له على "إكس"، "ضرورة المضيّ بالحوار مع واشنطن لإنهاء وجود قواتها بالعراق"، داعياً "الشعوب العربية في السعودية والكويت والأردن إلى عدم السماح لحكوماتها بأن تكون أراضيهم منطلقاً للهجمات على العراق".

عضو تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق، رعد التميمي، أكد أن الضربات الأميركية "ستعجل من خروج قواتها من العراق".

 وقال التميمي في تصريح صحافي، صباح اليوم السبت، إن "استهداف مواقع في العراق من قبل الطيران الأميركي هو انتهاك للسيادة، وسيشكل عامل ضغط لإخراج قواتها من البلاد"، مبيناً أن "هذا العدوان يحمل رسائل، بأن وظيفة أميركا في المنطقة حماية الكيان الصهيوني بكل الوسائل، ومنع أي أصوات تطالب بحق الشعب الفلسطيني، وهذا بحد ذاته انتهاك لكل القوانين الدولية".

وكانت الفصائل العراقية، على إثر الهجوم الذي تعرضت له قوات أميركية متمركزة في شمال شرق الأردن قرب حدود سورية، الأحد الماضي، الذي سبّب مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين وأُصيب فيه آخرون، قد أقدمت على استنفار عناصرها، وأخلت معظم مقارّها من العناصر الأمنية تحسباً لضربات أميركية متوقعة.

وقد أعلنت جماعة كتائب "حزب الله العراقي" عقب هجوم الأردن والتوعد الأميركي بالرد، وقف هجماتها على الولايات المتحدة الأميركية، مبررة ذلك بـ"دفع الحرج عن الحكومة العراقية".