رسمياً: كيتانجي براون جاكسون أول قاضية سوداء في المحكمة العليا الأميركية

08 ابريل 2022
تملك جاكسون خبرة تسع سنوات في المحكمة الفيدرالية (Getty)
+ الخط -

أصبحت كيتانجي براون جاكسون رسمياً أول قاضية سوداء في المحكمة العليا الأميركية، وهي أعلى محكمة في الولايات المتحدة، بعدما وافق مجلس الشيوخ عليها، في لحظة وصفها الرئيس جو بايدن بالتاريخية.

ولاقى تعيين جاكسون، البالغة من العمر 51 عاماً، ترحيباً واسعاً من أعضاء المجلس، خصوصاً أنه يعني أن الرجال البيض لن يكونوا الأغلبية في المحكمة للمرة الأولى منذ 233 عاماً. وستنضم جاكسون إلى ثلاث نساء أخريات، هن سونيا سوتومايور، وإيلينا كاغان، وإيمي كوني باريت، مما يعني أن أربعة من القضاة التسعة سيكونون من النساء لأول مرة في التاريخ.

وتُعدّ جاكسون التي تابعت تعيينها من البيت الأبيض مع بايدن المرشحة الأولى التي يرشّحها رئيس ديمقراطي وتتم المصادقة عليه منذ إيلينا كاغان في عام 2010، وهي ستحلّ محلّ القاضي الليبرالي ستيفان براير، الذي عملت كاتبة لديه مطلع القرن الحالي.

الصورة
كيتانجي براون جاكسون أول قاضية سوداء بالمحكمة العليا الأميركية-Getty
تابعت جاكسون تعيينها من البيت الأبيض مع بايدن (Getty)

وتم تأكيد تعيين جاكسون، التي تملك خبرة تسع سنوات في المحكمة الفيدرالية، بواقع 53 صوتاً مقابل 47، معظمها على أسس حزبية، لكن تجدر الإشارة إلى وجود ثلاثة أصوات من الجمهوريين بينها.

وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، بعد الجلسة، إن هذا الإنجاز كان يجب أن يحدث منذ أجيال، لكننا نسير دائماً على طريق نحو اتحاد أكثر كمالاً، معتبراً أن الولايات المتحدة تتخذ اليوم خطوة هائلة نحو جعل اتحادنا أكثر كمالاً.

من جهتها، أوضحت ليزا موركوفسكي، إحدى الجمهوريات الثلاث الذين أيّدوا جاكسون، أن تأييدها لها كان بمثابة رفض لتسييس عملية مراجعة تعيينها.

واختار بايدن جاكسون من بين 3 مرشحات من أصول أفريقية وصلن إلى المرحلة النهائية من المنافسة على المنصب، وذلك في ختام عملية اختيار جرت بشكل مدقق، لتجنّب التعرض لانتقادات خلال مرحلة التثبيت في الكابيتول.

الصورة
كيتانجي براون جاكسون أول قاضية سوداء بالمحكمة العليا الأميركية-Getty
وصف بايدن تعيين جاكسون باللحظة التاريخية (ماندل نغان/فرانس برس)

وكتب بايدن على "تويتر"، في فبراير/ شباط متحدثاً عن مرشحته للمحكمة العليا: "إنها واحدة من ألمع العقول القانونية في أمتنا، وستكون قاضية استثنائية". ولدى تقديمه جاكسون في البيت الأبيض، أشاد الرئيس الأميركي بـ"مؤهلاتها الاستثنائية"، وبعملها في القطاعين الفيدرالي والخاص.

ورأى بايدن أنه "لفترة طويلة جداً، لم تكن حكوماتنا ومحاكمنا تشبه أميركا. أعتقد أنه آن الأوان لكي تكون لدينا محكمة تعكس كل مواهب وعظمة أمتنا مع مرشحة تملك مؤهلات استثنائية".

ودعا بايدن مجلس الشيوخ إلى سرعة الموافقة على التعيين. وفي بيان له، تحدث البيت الأبيض عن "لحظة "تاريخية"، فيما اعتبر الرئيس الأسبق باراك أوباما أن جاكسون "تشكل أساساً مصدر إلهام للنساء السود، مثل ابنتيّ، ما يتيح لهن الطموح إلى أهداف أعلى".

والشهرَ الماضي، قالت جاكسون خلال جلسة استماع طويلة أمام أعضاء من مجلس الشيوخ مكلفين بتقييم ترشيحها، وفق "فرانس برس"، "منذ ذلك الحين، (اختيارها من بايدن) تلقيتُ الكثير من الرسائل والصور من فتيات صغيرات من كل أنحاء البلاد، أعربن فيها عن حماستهن... لأنني امرأة، امرأة سوداء، هذا يعني الكثير للناس".

وقدمت تحية لكل الاشخاص الذين ساعدوها في الارتقاء إلى هذا المستوى، بدءاً من والديها اللذين "من أجل التعبير عن فخرهما بتراثهما والأمل في المستقبل منحاها اسماً أول أفريقياً؛ كيتانجي أونييكا، وهو يعني "الفاتنة".

وخلافاً لوالديها اللذين "عانيا الفصل العنصري شخصياً"، و"كان عليهما أن يواجها عقبات كثيرة"، كانت "محظوظة" لأنها ولدت بعد النضالات الكبيرة من أجل الحقوق المدنية في الستينيات، والتي أدت إلى إسقاط العديد من القوانين العنصرية.

تمكنت كيتانجي براون جاكسون من الالتحاق بمدارس مختلطة في فلوريدا، حيث تميّزت في مسابقات البلاغة، وحصلت على شهادة من جامعة هارفرد المرموقة، وتمتعت بمسيرة مهنية ثرية بدأتها محامية، لتصبح قاضية فدرالية، فيما كانت تبني عائلة مع جرّاح أبيض مشهور.

وتأمل جاكسون الآن في أن تساهم مسيرتها المهنية في زيادة "ثقة" الأميركيين الأفارقة في النظام القضائي. وقالت: "سيفهم الناس أن المحاكم مثلهم، وأننا نحن القضاة مثلهم".

وعندما سألها السناتور الجمهوري تيد كروز عن بعض المفكرين والناشطين السود وعن مدى معرفتها بـ"النظرية العرقية النقدية" التي تحلل الجوانب المؤسسية للعنصرية، أجابت برسالة قائلة "إنها لحظة يجب أن يفخر بها جميع الأميركيين".

وقبل سبعة أشهر من انتخابات منتصف الولاية، استخدم العديد من النواب المعارضين جلسة الاستماع هذه للتحدث عن مواضيع حملتهم الانتخابية: محاربة الجريمة، مناهضة الإجهاض، معالجة القصر المتحوّلين جنسياً... ومن دون أن تحيد عن نبرتها اللطيفة، رفضت الانجرار إلى معركتهم الأيديولوجية، وأكدت مراراً "حيادها" و "استقلالها" و"نزاهتها"، لكنها أظهرت انفعالاً في مواجهة اتهامات بالتهاون مع "المتحرشين الجنسيين"، والتي ردّدها بعض النواب الجمهوريين لساعات. وقالت "هذا أبعد ما يكون عن الواقع"، مشيرة إلى أنها "ما زالت تعاني كوابيس حتى اليوم" بسبب هذه الملفات.

المساهمون