تعقيدات تؤخر تشكيل حكومة لبيد - بينت

31 مايو 2021
لا يزال أمام لبيد 3 أيام للإعلان عن الحكومة (جاك كوز/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من أن إعلان نفتالي بينت، زعيم حزب "يمينا" اليميني، انضمامه إلى الحكومة، التي كلف بتشكيلها زعيم المعارضة يئير لبيد، مثّل نقطة تحول كبير، تمهد لوضع حد لحكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلا أنه ما لم تؤد هذه الحكومة اليمين الدستورية وتحظى بثقة الكنيست، فإن الكثير من العوائق يمكن أن تعيد الواقع السياسي إلى اللحظة التي سبقت هذا الإعلان.
وتدل كل المؤشرات على أن إعلان بينت انضمامه إلى حكومة يتناوب على رئاسته مع لبيد، أجج فقط الدافعية لدى نتنياهو لتكثيف المحاولات الهادفة إلى العثور على منشقين داخل أحزاب اليمين، التي انضمت إلى الحكومة، لا سيما "يمينا" و"تكفا حداشاه".

سيعمد نتنياهو إلى إقناع نواب من الأحزاب اليمينية بعدم دعم حكومة لبيد

وقالت المراسلة السياسية لموقع "والاه"، طال شليف، إن نتنياهو سيعمد إلى "إغراء" نواب من الأحزاب اليمينية، وإقناعهم بعدم دعم الحكومة المتبلورة. وحسب شليف، فإن وزيرة القضاء السابقة أيليت شاكيد، التي تحتل المكان الثاني في حزب "يمينا"، يمكن أن تعمل في اللحظة الأخيرة على إحباط تشكيل الحكومة، على اعتبار أنها معنيّة بتمهيد الطريق أمام عودتها إلى صفوف اليمين.
وما يزيد الأمور تعقيداً حقيقة أنه على الرغم من أنه بقي فقط ثلاثة أيام على موعد انتهاء التفويض الممنوح للبيد للإعلان عن الحكومة الجديدة، فإنه يتوجب عليه التوقيع على اتفاقات ائتلافية مع ثلاثة أحزاب رئيسية في حكومته، وهي "يمينا"، و"تكفا حداشاه" و"كاحول لفان". وحسب شليف، فإن إنجاز الاتفاقات الائتلافية مع هذه الأحزاب تحديداً سيكون مهمة صعبة، بسبب طابع البنود التي سيصر كل منها على تضمينها في البرنامج السياسي للحكومة العتيدة، والتي تتناقض مع بعض البنود التي تصر الأحزاب الأخرى على تضمينها.

ونوهت شليف إلى أن عامل الوقت يُعد من العوامل التي تعد معيقاً لتشكيل الحكومة، على اعتبار أنه يتوجب على لبيد تأمين دعم الأغلبية المطلقة من نواب الكنيست لهذه الحكومة، بعد أسبوع على الأكثر من الإعلان عن تشكيلها. وأشارت إلى أن نتنياهو وحلفاءه في اليمين والتيار الديني الحريدي سيحاولون في المقابل إعاقة الجهود الهادفة إلى حصول الحكومة على الثقة. وأعادت للأذهان حقيقة أن رئيس الوزراء السابق، شمعون بيريز، فشل في تأمين فوز حكومته بثقة الكنيست في عام 1990، عندما تغيّب في آخر لحظة عن التصويت نائبان من حزب "يغدوات يسرائيل" الديني الحريدي.
وتوقعت شليف أن يراقب نتنياهو باهتمام كبير مجريات المفاوضات بين قادة أحزاب الحكومة المتبلورة، بحيث يحاول استغلال أية نقطة خلاف بينها، من خلال تقديم عروض لإغراء أحد الأطراف بالتراجع عن الانضمام للحكومة في آخر لحظة، مع طرحه مجدداً اقتراحه بأن يتناوب هو وجدعون ساعر، زعيم حزب "تكفا حداشاه" وبينت على رئاسة الحكومة. ولاحظت أن إصرار نتنياهو على مواصلة العمل السياسي من موقعه كرئيس للمعارضة، يدل على أنه عازم على وضع العراقيل في طريقها بهدف إسقاطها. وأبرزت حقيقة أن حزب "الليكود" يبذل جهوداً دعائية تهدف إلى شيطنة الحكومة المتبلورة، عبر عرضها على أنها تمثل "اليسار المتطرف" من ناحية، ومن ناحية ثانية محاولة تأجيج المعارضة داخل "يمينا" للانضمام للحكومة، من منطلق أن قاعدة الحزب الانتخابية ذات توجهات يمينية متطرفة وترفض تشكيل حكومة بالتعاون مع أحزاب اليسار.

دروكير: افتقاد بينت للقدرات القيادية أحد الإشكاليات الكبيرة التي ستواجه الحكومة الجديدة

أما رفيف دروكير، المعلق السياسي في القناة "13"، فقد حذر من أن شخصية بينت، وافتقاده القدرات القيادية، تعد أحد الإشكاليات الكبيرة التي ستواجه الحكومة الجديدة، وقد تحول دون خروجها إلى النور في النهاية. ونقلت صحيفة "معاريف"، اليوم الإثنين، عن دروكير قوله إن بينت دلل، خلال الأشهر الماضية، على أنه يتصرف بشكل "صبياني"، وظهر عاجزاً عن الصمود في وجه الضغوط التي تمارس ضده. وشدد على أن السمات الشخصية لبينت تقلص من قدرته على أن يكون رئيس وزراء جيدا لإسرائيل. وتوقع دروكير أن تبدي عائلة نتنياهو مقاومة لأية محاولة لإخلائها من منزل رئيس الحكومة الرسمي في شارع "بلفور"، حيث علق ساخراً بأن "إخلاء مستوطنات غزة في 2005 ستكون مهمة أسهل بكثير من هذه المهمة".

المساهمون