قال الجيش البريطاني، اليوم الجمعة، إن تقارير أفادت بأن سفينة تجارية مملوكة لإسرائيل تعرضت لهجوم قبالة سواحل عمان في بحر العرب، ولم تقدم سوى القليل من التفاصيل حول الحادث، إلا أن شركة "زودياك" قالت، في وقت لاحق، إن الحادثة أسفرت عن وفاة اثنين من أفراد الطاقم، فيما اتهم مسؤول إسرائيلي إيران بالوقوف وراء استهداف السفينة.
واعترفت شركة لإدارة الشحن يرأسها ملياردير إسرائيلي، في وقت لاحق، بأن ناقلة نفط كانت تشرف عليها استُهدفت في الهجوم، لكنها أصرت على أن السفينة مملوكة لياباني.
ولم يعترف المسؤولون الإسرائيليون على الفور بالهجوم، لكنه يأتي وسط توترات متصاعدة بين إسرائيل وإيران مع استمرار تعثر المفاوضات بشأن اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية.
وفي هذا السياق، اتهم مسؤول إسرائيلي إيران بالوقوف وراء استهداف السفينة.
ونقلت القناة (13) الإسرائيلية الخاصة عن المسؤول، الذي وصفته بـ"الرفيع"، قوله إن "إيران تقف وراء استهداف السفينة الإسرائيلية في المحيط الهندي". وأضاف: "هناك هجوم إرهابي إيراني، لقد قتل شخصان بريئان"، من دون أن يذكر تفاصيل أخرى، كما لم تذكر القناة اسم المسؤول.
وأكدت مصادر أوروبية وأميركية مطلعة على تقارير مخابراتية أن إيران المشتبه به الرئيس في الهجوم، بحسب ما نقلت "رويترز"، لكنها استدركت بأنه "من السابق لأوانه التيقن من ذلك".
ونقلت الوكالة ذاتها كذلك عن مسؤول دفاعي أميركي أن الناقلة "ميرسر ستريت"، التي ترفع علم ليبيريا وتملكها اليابان، وتديرها شركة "زودياك ماريتايم" الإسرائيلية، تعرضت فيما يبدو لهجوم بطائرة مسيرة.
وتم استهداف سفن إسرائيلية أخرى في الأشهر الأخيرة أيضا، وسط حرب ظل بين البلدين، حيث ألقى مسؤولون إسرائيليون باللوم على إيران في الهجمات.
وقال بيان أولي مقتضب صادر عن عمليات التجارة البحرية البريطانية التابعة للجيش البريطاني إن التحقيق جار في الحادث، الذي وصفته بأنه حصل في وقت متأخر من ليلة الخميس شمال شرق جزيرة مصيرة العمانية (على بعد أكثر من 300 كيلومتر جنوب شرق العاصمة مسقط).
ولم يخض البيان في تفاصيل أخرى، فيما قال إنه يشتبه في أن الهجوم لم يتضمن قرصنة.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، قالت المجموعة العسكرية البريطانية إنها تحقق في حادث آخر غير مبرر في المنطقة نفسها، لكنها لم تخض في مزيد من التفاصيل.
كانت السفينة في شمال المحيط الهندي ولم تكن على متنها أي حمولة
وحددت وزارة الدفاع البريطانية جنسية مالكي السفينة، لكنها لم تقدم مزيداً من التفاصيل.
في المقابل، أصدرت شركة "زودياك مانجمنت"، ومقرها لندن، وهي جزء من مجموعة "زودياك" للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، بياناً قالت فيه إن السفينة كانت ناقلة النفط الليبيرية "ميرسر ستريت" والمملوكة ليابانيين، إلا أن وكالة "رويترز" نقلت عن موقع شركة "زودياك" أن السفينة مملوكة لعائلة عوفر.
ولا يمكن توضيح المعلومات المتناقضة التي قدمها الجيش البريطاني وإدارة "زودياك" على الفور.
وقال البيان: "في وقت الحادث كانت السفينة في شمال المحيط الهندي متجهة من دار السلام إلى الفجيرة، لم تكن على متنها أي حمولة".
وأظهرت بيانات تتبع الأقمار الصناعية لموقع "مارين ترافيك دوت دوت" أن السفينة كانت بالقرب من المكان الذي قال مسؤولون بريطانيون إن الهجوم وقع فيه.
بدورها، لم تعترف عُمان بالهجوم ولم يرد المسؤولون هناك على طلبات للتعليق، كما لم يرد الأسطول الخامس للبحرية الأميركية الذي يقوم بدوريات في الشرق الأوسط على طلب للتعليق.
ويأتي الحادث وسط تصاعد التوترات بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وتعثر المفاوضات بشأن إعادة العمل به في فيينا. ومنذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلاده من جانب واحد من الاتفاق في عام 2018، حصلت سلسلة من الهجمات على السفن في المنطقة يُشتبه في أن طهران نفذتها.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية تقارير أجنبية عن الهجوم، لكنها لم تذكر تفاصيل.
(أسوشييتد برس، الأناضول)