تظاهر آلاف الأشخاص، أمس الجمعة، في وسط مدينة نيويورك للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والتنديد بدعم الولايات المتحدة للدولة العبرية، معبرين في الوقت نفسه عن مخاوفهم، في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
ولوّح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية في شارع برودواي قرب "تايمز سكوير"، ودعا المتظاهرون، ومعظمهم من الشباب من خلفيات متنوعة ومتوشحين بالكوفية، إلى تحرير فلسطين، واتهموا إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية،.
At Washington Post — “complicit in genocide” — “End the bias, end the lies, rise up for Palestine”. pic.twitter.com/ruPA7G6QJQ
— Sam Husseini (@samhusseini) October 14, 2023
وتشنّ إسرائيل منذ السبت الماضي عدواناً واسعاً على قطاع غزة أودى بحياة 1900 فلسطيني من بينهم 614 طفلاً و370 امرأة، ودعت أمس الجمعة السكان المدنيين إلى إخلاء شمال القطاع المحاصر ما ينذر بهجوم بري واسع النطاق.
وقالت الأستاذة ليز زكريا (43 عاماً): "أنا قلقة للغاية، يجب أن يتوقف كل هذا"، مضيفة أن "المشروع الاستعماري الإسرائيلي يجب أن يتوقف الآن، لأنه لا يؤدي إلا إلى زيادة دائرة العنف والقمع للفلسطينيين".
وكُتب على لافتات كثيرة دعوات لإنهاء الإبادة الجماعية والفصل العنصري بحق الفلسطينيين ومطالبات للولايات المتحدة بإنهاء دعمها لإسرائيل، كما هتف المتظاهرون "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر".
وقالت لائبة فايز (21 عاماً): "من واجبي، ليس فقط بصفتي مسلمة، بل كإنسان أيضاً، أن أتظاهر مع الجميع ضد الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني"، وأضافت: "لا أحد يدرك مدى الدمار الذي ألحقوه بهؤلاء الأبرياء".
وتشهد مدينة نيويورك الضخمة، التي يبلغ عدد سكانها 8 إلى 9 ملايين نسمة من بينهم نحو 2 مليون يهودي، منذ السبت الماضي تظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية من جهة ووقفات احتجاجية وتظاهرات تضامناً مع إسرائيل من جهة أخرى.
والآلاف يتظاهرون بلندن
وفي العاصمة البريطانية، شارك آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في مسيرة بوسط لندن، اليوم السبت، مطالبين بإنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتجمع المتظاهرون، الذين لوح كثيرون منهم بالأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "فلسطين حرة"، بالقرب من محطة مترو أنفاق أوكسفورد سيركيس حيث يعتزمون التوجه إلى داوننغ ستريت، حيث يقع مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ومقر إقامته.
واستهدفت الهتافات حكومتي بريطانيا والولايات المتحدة لدعمهما إسرائيل، وقال بلال ستيتان، وهو طالب (22 عاماً)، إنه يشعر بالخوف على أقاربه في غزة، وأضاف: "لا أحد في غزة بخير. عائلتي كلها في غزة ولا أحد منهم بخير"، وتابع أنه يريد العودة ليتمكن من التحدث مع أبناء عمومته "عن أشياء عادية مثل كرة القدم والدراسة".
وقال: "هذا الوضع يمثل مشكلة كبيرة جداً للإنسانية ويجب أن أقول للعالم، تذكروا أننا بشر... لا أستطيع أن أصدق الحال الذي وصلنا إليه".
Massive #freePalestinian rally in #London, UK. pic.twitter.com/CGIoS0Al48
— Mimi Mefo Info (@MimiMefoInfo) October 14, 2023
وقبل انطلاق "المسيرة من أجل فلسطين" أصدرت الشرطة تحذيرات بأنه سيتم اعتقال أي شخص يحمل علماً يعبر عن الدعم لحماس أو غيرها من الجماعات التي تصنفها بريطانيا على أنها إرهابية.
وفي وقت سابق اليوم السبت، تم تلطيخ مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الواقع بالقرب من بداية المسيرة باللون الأحمر. ولم يتضح على الفور من الذي شوه مدخل المبنى. ومن المقرر تنظيم احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في مدن أخرى في أنحاء العالم اليوم السبت.
مسيرات في تونس
جابت مسيرات حاشدة عدة محافظات تونسية، اليوم السبت، بحضور مختلف الفعاليات من نقابيين ومجتمع مدني ومحامين ومنظمات، ورُفعت شعارات داعمة للقضية الفلسطينية وتوحدت أغلبها تحت شعار "انتصاراً لطوفان الأقصى".
وخرجت في محافظة صفاقس، وبمبادرة من الاتحاد الجهوي للشغل، اليوم السبت، مسيرة شعبية تحت شعار "انتصاراً لطوفان الأقصى" دعماً لأهالي غزة، وشارك بالمسيرة العديد من المنظمات الوطنية والفرع الجهوي للمحامين والاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد الجهوي للمرأة التونسية والهيئة الجهوية لعمادة الصيادلة والاتحاد العام لطلبة تونس وجمعية تونس لأجل القدس وفلسطين.
وقال المسؤول عن الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، محمد عباس في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "نقابيي صفاقس بالتعاون مع بقية المنظمات من المجتمع المدني، شاركوا في مسيرة انطلقت من مقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وصولاً إلى بلدية الجهة ثم جابت شوارع المنطقة" ، مؤكداً أن" هذه المشاركة تعتبر أبسط شيء يمكن أن تقدمه منطقة عرفت بالنضال الوطني ودعم المقاومة منذ 1948 و1982 وهي تحية لصمود أهل غزة والمقاومة البطلة إثر طوفان الأقصى".
وأوضح المتحدث أن "هذا اليوم سيظل يوماً تاريخياً ونصراً للمقاومة" ، مبيناً أن "المسيرة تهدف أيضاً إلى رفع المعنويات والتعبئة لكي يتمسك أهالي غزة بمنازلهم وأرضهم ضد المؤامرة التي تقودها أميركا والاتحاد الأوروبي وبعض الأنظمة المطبعة لتهجير أهالي غزة"، مشيراً إلى أن "أهالي غزة صامدون وكذلك بواسل المقاومة ومحور المقاومة لا يزالون ثابتين، وبالتالي هذا أبسط ما يمكن أن يقدم، ولا بد من دفع السلطة لاستقبال الجرحى وتقديم المساعدات من خلال إرسال قوافل من الإعانات كالدواء ومقومات العيش".
وشهدت محافظة القيروان مسيرة حاشدة مساندة لأهالي غزة وتنديداً بممارسات الكيان الإسرائيلي، حيث رُفعت الرايات التونسية والفلسطينية وتعالت شعارات "فلسطين عربية لا حلول استسلامية"، "مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة". وندد المشاركون بجرائم الاحتلال، مؤكدين أن المقاومة هي الحل الوحيد للنضال داعين إلى دعم أهالي غزة ومساندتهم في قضيتهم العادلة.
وشهدت محافظة الكاف، شمال غرب، مساء أمس مسيرة نصرة لفلسطين تنديداً بالعدوان الصهيوني على غزة ودعماً للقضية وللشعب الفلسيطيني.
وسينظم الاتحاد الجهوي للشغل بباجة بالشراكة مع المنظمات والمجتمع المدني مسيرة تضامنية ستنطلق من مقر الاتحاد الجهوي بصفاقس الأربعاء القادم، وغداً الأحد تنظم جبهة الخلاص الوطني والأحزاب المكونة لها مسيرة وسط العاصمة تونس دعماً للمقاومة.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)