يتحد اليمنيون في موقفهم الداعم للشعب الفلسطيني والمناصر للقضية الفلسطينية، فيحتشد أسبوعياً عشرات آلاف اليمنيين في ساحات وميادين المدن للتظاهر من أجل غزة، وإن كان جزء منهم لا يتفق مع دور الحوثيين ووسائلهم في ظل في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهجماتهم التي يشنونها على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتظاهر الآلاف، اليوم الجمعة، وسط مدينة تعز رفضاً وتنديداً لاستمرار المجازر ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومخططات الاحتلال لارتكاب مذبحة كبرى في رفح، وللتنديد بحصار تعز من قبل جماعة الحوثيين.
وفي المسيرة التي نظمتها المكونات السياسية في تعز، طالب المتظاهرون بإنقاذ سكان القطاع من حرب الإبادة بالقتل والحصار والمجاعة التي ينفذها الكيان الصهيوني، كما طالبوا الحوثيين بفتح الطرقات ورفع الحصار عن تعز.
ورفع المتظاهرون شعارات منددة بحصار الاحتلال الإسرائيلي غزة، وبمحاصرة الحوثيين مدينة تعز، مؤكدين أنه لن "ينصر غزة من يحاصر تعز".
مواقف متباينة من هجمات الحوثيين
وقال أشرف الخامري، أحد المشاركين في المسيرة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن المسيرة الجماهيرية تأتي "لتأكيد الموقف الشعبي اليمني المساند للشعب الفلسطيني، والرافض للإبادة وسياسة التجويع التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ضد إخواننا في غزة، كما تأتي المسيرة للتأكيد على دعم خيار المقاومة حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر".
وطالب الخامري الحكام العرب باتخاذ موقف بحجم الحدث عبر فتح المعابر ودعم المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن الشعب اليمني "على استعداد تام للمشاركة في تحرير فلسطين إذا ما فُتحت الحدود، فكل اليمنيين فداء للأقصى وفلسطين".
والاجماع على دعم ونصرة غزة في اليمن لا ينسحب على وسائل الحوثيين، والهجمات التي تشنها الجماعة على سفن تابعة لإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها، قبل أن تشمل هجمات الجماعة السفن الأميركية والبريطانية بعد بدء واشنطن ولندن تنفيذ ضربات داخل اليمن منذ 12 يناير/كانون الثاني الماضي.
وإن كان متظاهرون في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية يرون أن مناصرة غزة لا يمكن أن تأتي ممن يحاصر المدن اليمنية ويرتكب المجازر بحق اليمنيين، فإن المتظاهرين في مناطق سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) يجددون دعمهم هجمات الجماعة ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وباب المندب.
وفي السياق، قال أصيل الأديمي، الذي شارك في تظاهرة تعزر، لـ"العربي الجديد"، إن "الشعب اليمني لديه موقف ثابت من فلسطين، وهو دائما مناصر للقضية الفلسطينية وداعم لها، ومسيرة اليوم هي تأكيد لهذا الموقف الذي عبرت عنه المكونات السياسية المختلفة".
لكنه استدرك بقوله: "أبناء تعز خرجوا اليوم لإيصال رسالة مفادها أن من يحاصر تعز لن ينصر غزة، فجماعة الحوثي تحاصر تعز منذ تسع سنوات، وقد ارتكبت المجازر بحق المدنيين في تعز، ولذا لا يجوز اليوم أن يتحدثوا عن حصار غزة وعن نصرة غزة".
الحكومة اليمينة تدين مجزرة دوار النابلسي
وكانت الحكومة المعترف بها دولياً قد أعربت عن إدانتها واستنكارها استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المهجرين في دوار النابلسي شمالي قطاع غزة، والتي خلفت العشرات من الشهداء والمصابين المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني.
وأشارت وزارة الخارجية، في بيان لها مساء أمس الخميس، إلى أن الاستمرار في "ارتكاب هذه المجازر وقصف مراكز النزوح وأماكن تقديم المساعدات جرائم حرب وعقاب جماعي للأبرياء، تستهدف التهجير القسري بالقتل والقوة".
وأكدت الخارجية أن "الجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل تقتل السلام كل يوم وتصنع الإرهاب والتطرف في المنطقة"، مجددة دعوتها المجتمع الدولي عموماً ومجلس الأمن بشكل خاص، إلى "اتخاذ إجراءات فورية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، وحماية الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في الحياة الكريمة وفي إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
متظاهرين في صنعاء
بموازاة ذلك، تظاهر اليوم الجمعة آلاف في ميدان السبعين، وسط العاصمة صنعاء، وفي ساحات المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، تحت عنوان "لستم وحدكم.. صامدون مع غزة".
كما تظاهر آلاف في محافظات صعدة وحجة وعمران وذمار والحديدة وتعز والجوف ومأرب والبيضاء والمحويت تلبية للدعوة التي أطلقتها جماعة أنصار الله "الحوثيين".
وأكد بيان المسيرة "استمرار الفعاليات والأنشطة والخروج الجماهيري المليوني في المسيرات والتظاهرات نصرة للشعب الفلسطيني".
واستنكر البيان "الموقف المتخاذل لكثير من الأنظمة العربية والمتواطئ مع العدو الصهيوني، واستنكر الخنوع العجيب للأميركي"، مباركاً عمليات الحوثيين "باستهداف السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني واستهداف سفن العدو الأميركي والبريطاني".
وأكد أن "العمليات العسكرية اليمنية لن تتوقف حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن قطاع غزة".
الكاتب الصحافي عمار علي أحمد قال، لـ"العربي الجديد"، إن فلسطين قضية العرب، وفي مقدمتهم اليمنيون، منذ صدور "وعد بلفور" الذي منحت فيه بريطانيا فلسطين للمشروع الصهيوني، ومنذ ذلك التاريخ، و"اليمنيون لا يختلفون على عدالة القضية الفلسطينية ونصرتها بكل الوسائل الممكنة، حتى وهم دولتان قبل عام 1990".
وأضاف أن هذه القضية "يتاجر بها من قبل جماعة الحوثيين التي تزج اليمنيين الآن في مواجهة مع العالم بسبب هجماتها ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر وخليج عدن، في الوقت الذي كان فيه اليمنيون يترقبون الإعلان عن خريطة الطريق لإغلاق ملف الحرب التي كبدتهم خسائر ومآسي منذ تسع سنوات ولا تزال".