تظاهرات السويداء مستمرة رغم التشديد الأمني... والتضييق يشمل سائقي الحافلات العامة

السويداء

ليث أبي نادر

المثنّى - القسم الثقافي
ليث أبي نادر
ليث أبي نادر
08 نوفمبر 2024
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يستمر الحراك المدني في السويداء بجنوب سوريا في المطالبة بإسقاط النظام وتطبيق القرار الدولي 2254، مع التركيز على حرية المعتقلين وكشف مصير المغيبين قسراً.
- تواجه الاحتجاجات تحديات بسبب تهديدات لسائقي الحافلات ومذكرات توقيف بحق النشطاء، مما يثير قلق المحامين ويحد من توسع الحراك، خاصة في مناطق العشائر البدوية.
- يندد المشاركون بقرارات النيابة العامة، متهمين القضاء بالتبعية للأجهزة الأمنية، ويؤكدون استمرارهم في الحراك السلمي رغم التحديات.

ما زال حراك السويداء المدني السلمي المستمر في الجنوب السوري، يحشد همم جمهوره كل يوم جمعة، مؤكداً شعاراته التي بنى عليها منذ اليوم الأول لانطلاقته قبل أكثر من عام وشهرين، في المطالبة بإسقاط النظام الحاكم وتطبيق القرار الدولي 2254، من دون أن يتجاهل يوماً المطالبة بحرية المعتقلين وبيان وضع المغيبين قسراً، مشدداً على أولوية إنقاذ آلاف المعتقلين ووقف نهج السلطات في التضييق والملاحقة والاعتقال.

واصطدم المحتجون والمحتجات المتوجهون إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء بعدم قدرتهم على إيجاد وسائل نقل، بعد أن تم تهديد سائقي الحافلات العامة بوضع إشارات على سياراتهم في مديرية النقل، ومراجعة فرع الأمن الجوي.

وكانت النيابة العامة في السويداء قد أصدرت مذكرة توقيف قبل أيام بحق عدد كبير من نشطاء الحراك الشعبي، بتهم جنائية تحت مسمى "تخريب رأس مال الدولة ومعدات عائدة لها". وتضمنت القائمة 109 أسماء جلهم ممن شارك في الحراك السلمي ورفض سياسة الدولة في تعيين أعضاء لمجلس الشعب عبر انتخابات غير شرعية، كما وصفها النشطاء.

وكان المحامي مهند بركة قد نشر على صفحته الشخصية في "فيسبوك" قائمة بأسماء المطلوبين، وحذرهم من المرور على الحواجز الأمنية أو السفر خارج المحافظة، مؤكداً أن من يريد التأكد من وجود اسمه فيمكنه ذلك من خلال مراجعة ديوان النيابة العامة.

وذكر أحد المحامين لـ"العربي الجديد" أن أحد القضاة نصحه بعدم التدخل أو توكيل نفسه بالنيابة عن المطلوبين، مؤكداً له أن هناك قائمة بأسماء أخرى ستصدر قريباً، وستضم عدداً كبيراً من المحامين المشاركين في الحراك الشعبي، وعندها لا يحق لهم التوكل والمرافعة، مشيراً إلى أن اسمه من بين المطلوبين في القائمة التالية.

الناشط مفلح الصبرا أحد المطلوبين يقول لـ"العربي الجديد" إن قائمة الأسماء المطلوبة اختيرت بعناية في أقبية الفروع الأمنية، وهدفت بشكل ما إلى الحد من توسع الحراك الشعبي خاصة في مناطق العشائر البدوية، بعدما بدأت تشهد الكثير من الرفض الشعبي للسلطات، وتسعى لمؤازرة ساحة الكرامة وتبنّي مواقفها، "لهذا وجدنا أسماء عديدة من المطلوبين من بين عشائر البدو، في محاولة لقمع ما تبقى من أبناء العشائر بعدما عجزت السلطات عن تزكية الفتنة والاقتتال بين مكونات المحافظة.

وأضاف الصبرا: "في اعتقادي أن السلطة تلفظ أنفاسها الأخيرة وتقع في الخطأ تلو الآخر، في كل قرار تتخذه، فهي دون أن تدري تدفع الشارع لانفجار كبير لن يكون بصالحها مهما كانت النتائج".

تظاهرات السويداء في ساحة الكرامة 8 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

في هذه الأثناء، كان المشاركون اليوم في ساحة الكرامة يرفعون شعارات تندد بقرارات النيابة العامة، ويحمّلون القضاء مسؤولية التبعية للأجهزة الأمنية والارتهان لسياستها.

ويشير الناشط المدني ناظم سلوم لـ"العربي الجديد" إلى أن عجز السلطات عن قمع انتفاضة السويداء جعلها تلجأ إلى الملاحقات القضائية والأمنية، تحت ذريعة استقلالية القضاء والحق العام، الذي لا يعرف منه السوريون سوى التجنّي على حقوق المواطنين والظلم والقهر، ولم تكن هذه المحاولة الأولى فقد سبقها قائمة تضم 40 ناشطاً قبل حوالي الشهر من الآن، تنوعت هذه وتلك في شكل التهم الموجهة، وحافظت على نوعية المستهدفين من الحراك الشعبي.

وأضاف: "بالنتيجة السلطات تحاول قمعنا بكل الوسائل والطرق ونحن مستمرون بحراكنا السلمي، رغم التهميش والتحييد الذي نتعرض له منذ بدأت الأحداث الإقليمية وبدأ العدوان على أهلنا في فلسطين المحتلة، وفي لبنان. بالرغم من موقفنا الشعبي الثابت المبني على أن الاضطهاد والظلم والاستبداد لا يتجزأ، فآلة القتل والدمار هي واحدة من أينما أتت وممن يحملها ويحتمي بها".