رفع عدد كبير من المتظاهرين والمتظاهرات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، وروداً وأرغفة خبز، ولافتات تطالب كالعادة بتطبيق القرارات الدولية والانتقال السياسي في البلاد، والكشف عن مصير المغيبين والمعتقلين وإطلاق سراحهم.
ورصد "العربي الجديد" خلال تغطيته للتظاهرات لافتات تقرأ الواقع الحالي في سورية كوضع التعليم، مثل "كتاب الطلائع جديد، وكتاب الرياضيات مهترئ"، "ما ظل شي ما رفعولك ياه.. ما ارتفع ضغطك"، "يسقط شيوخ الفتنة"، "سهل وجبل واحد"، وغيرها الكثير من اللافتات التي تلخص ما يجري في أسبوع مضى، لتأتي تظاهرة الجمعة كي ترد على سيل الشائعات، وتدحض التضليل الإعلامي، وتسلط الضوء على الفساد في المؤسسات التابعة للنظام السوري.
الناشط السياسي مروان حمزة قال إنّ المشهد المتكرر كل يوم جمعة في السويداء هو "تأكيد على الثبات والاستمرار بتخطي كل العقبات الأمنية والسياسية والاجتماعية التي وقفت في طريق الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ ستة أشهر"، مؤكداً أنّ الانتفاضة "تجاوزت اختبارات الصبر والتخوين والنزاعات الإيديولوجية والعائلية والدينية، وبات لدى أهالي المحافظة ذات الأكثرية الدرزية عُرف وتقليد يومي وأسبوعي باسم ساحة الكرامة".
ويشير حمزة إلى أنّ قصة ساحة الكرامة في السويداء بدأت منذ سبعة أشهر، "لكن قصة الناس مع الظلم والقهر والجوع تعود لعقود. فمنذ سبعة أشهر أتت الشرارة بقرارات رفع أسعار المحروقات والمواد الغذائية، وتلاها ارتفاع تلو الآخر لكل الخدمات والمواد الأولية والأدوية ليدق مسماراً تلو الآخر في نعش هذه السلطات، وليزيد من الحراك الشعبي زخماً وتنوعاً وقناعة باقتراب ساعة الخلاص من هذا النظام المتهالك".
وأوضح الناشط السوري أنه "بات من الطبيعي أن يرتفع سقف المطالب الشعبية خلال ليلة وضحاها من الحقوق المعيشية إلى إسقاط النظام الحاكم وسلطاته الفاسدة بطرق سلمية وعبر تطبيق القرارات الدولية"، مشيراً إلى أن "المطالب السياسية أصبحت أولوية لشعب يعيش أكثر من 80% منه تحت خط الفقر، فلا يوجد سوريون في العالم لم يعانوا من الظلم والقهر والاستبداد والجوع والتنكيل من هذا النظام وأجهزته القمعية".
وأضاف: "نحن مستمرون في حراكنا السلمي وساحتنا تتسع للجميع والحرية شعارنا دون رايات أو إعلام أو إيديولوجيا، وعقيدتنا الحرية والمساواة والديمقراطية، وهمنا بلد يجمع كل السوريين بهوية واحدة وقانون عادل دون أي تمييز بالمذهب والدين والعرق والمنطقة والعقيدة".
أما الناشطة مها الظاهر فقالت لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يهم الجديد في انتفاضتنا ولا ما يقوله الرماديون من الناس "ماذا حققتم؟" أو محاولات الإحباط والتقليل من أهمية حراكنا، فنحن استمرار لثورة السوريين في كل مكان، ومرحلة هامة في تاريخ الثورة السورية تضاف إلى سجلات نضال الشعب السوري ضد الحكام الطغاة".
وأضافت الظاهر: "ولا يعتقد أحد أننا سنتراجع فنحن بسلميتنا لا نستجدي رغيف الخبز من المحتل ولا نطلب امتيازات خاصة عن شعبنا السوري، بل نسعى جاهدين لنبقي على الأمل لدى كل السوريين بتحرير أرضنا من الاحتلالات الأجنبية وإعادة السلطة إلى الشعب بعد أن تقاذفتها كل المصالح الدولية والإقليمية، وباعها تجار الوطنية على حساب الدم السوري".
واختتمت القول: "إن رغيف الخبز الذي يرفع في الساحة؛ تعبير عن حقنا في العيش بكرامة، وهو تعبير عن إرادتنا الثابتة بالتغيير السياسي وتطبيق القرار الأممي 2254، وليس استجداء من أحد، فالمطالب المعيشية والاقتصادية للسوريين جميعاً هي رسالة للعالم أن هذا الشعب يحب الحياة، ويناضل من أجل حريته".