تضارب التصريحات بين بغداد وواشنطن بشأن المحادثات الجارية بين البلدين

13 فبراير 2024
يحيى رسول: الاجتماعات ستتواتر بصورة دورية (Getty)
+ الخط -

تتضارب مواقف وتصريحات الجانبين العراقي والأميركي في ما يتعلق بالمحادثات العسكرية الجارية بين البلدين، حيث يقول العراق إنها تهدف لإنهاء دور التحالف الدولي وانسحاب القوات الأميركية من البلاد، وهو ما لم تتطرق إليه واشنطن في مجمل تعليقاتها على المحادثات التي عقد منها لغاية الآن اجتماعان في بغداد.

وأمس الأول الأحد، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول، في بيان، عقب عقد ثاني جلسات الحوار بين الجانبين إن "العراق والولايات المتحدة أجريا محادثات من أجل صياغة جدول زمني لخفض مدروس وتدريجي وصولا إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي في العراق، وطالما لم يعكر صفو المحادثات شيء، فإن الاجتماعات ستتواتر بصورة دورية لإتمام أعمال اللجنة بالسرعة الممكنة".

بالمقابل، علق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الميجر جنرال بات رايدر، ليلة أمس الاثنين، على الاجتماع الأخير بين العراقيين والأميركيين بالقول إن "القوات الأميركية موجودة في العراق بناء على دعوة من الحكومة العراقية، وإنه ليس على علم بأي طلب رسمي محدد لمغادرة القوات الأميركية. اجتماع اللجنة العسكرية العليا في بغداد يوم الأحد خطوة مهمة أخرى على طريق الانتقال من مهمة التحالف العسكري إلى الشكل الذي سيبدو عليه الوجود العسكري الأميركي والعلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق".

وسبقت الموقف الأخير لواشنطن حول المحادثات تعليقات أخرى لقادة عسكريين أميركيين، أشاروا إلى أن المباحثات لم تتطرق إلى انسحاب أميركي من العراق.

وحول التضارب في المواقف، قال القيادي في "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق عائد الهلالي، لـ"العربي الجديد"، إن "التصريحات الأميركية تؤكد أنها ليست جادة بسحب قواتها من العراق، وتسعى للمماطلة".

واعتبر أن "التضارب في المعلومات بين الجانبين حول الاجتماعات، يؤكد أن واشنطن ليست بصدد قرار الانسحاب من العراق، فهي تريد بقاء قواتها لفترة أطول في العراق لتنفيذ مشاريعها في المنطقة بشكل عام وليس العراق فقط".

وطالب حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني "بشكل سريع توضيح التصريحات الأميركية التي تقول بأنه لا انسحاب ولا طلب للانسحاب من قبل الحكومة العراقية، فهذا يؤثر على مصداقية الحكومة، رغم أننا نعلم جديتها ونيتها الصادقة لحسم ملف إخراج القوات الأميركية قبل انتهاء دورتها، لكن التصريحات الأميركية تعطي رسائل سلبية ويجب منعها ومنع أي تأثيرات لها على مجرى المباحثات".

وبدأت المحادثات ما بين بغداد وواشنطن في يناير/ كانون الثاني، لكن بعد أقل من 24 ساعة قُتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم بالأردن قالت الولايات المتحدة إن جماعات متشددة متحالفة مع إيران في سورية والعراق هي التي نفذته.

من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، لـ"العربي الجديد"، إن "اختلاف تصريحات الجانبين حول المغزى من الاجتماعات الحالية، متوقع منذ البداية، لأن هذه الحوارات ليس فيها أي طلب رسمي حتى الآن بشأن إخراج القوات الأميركية، والحوارات متركزة حاليا حول تقييم التهديد الذي يشكله داعش وقدرات القوات العراقية والظروف العملياتية على الأرض، وهذا الأمر أكده الأميركان والمسؤولون العراقيون".

وبين الحكيم أن "الحكومة العراقية تريد بث أخبار بأنها تحاور أميركا على سحب قواتها من العراق من أجل تهدئة الأوضاع ومنع تصعيد الفصائل المسلحة عملياتها، وفي الوقت نفسه الحكومة وكذلك القوى الداعمة لها في الإطار، تدرك خطورة خروج الأميركان من العراق بهذا الظرف وما له من تداعيات على مختلف الأصعدة".

وأضاف أن "التضارب في التصريحات وبيان الموقف الأميركي بشكل واضح وعلني، عكس الموقف العراقي، يؤكد أنه لا نية لخروج القوات الأميركية من العراق وهذه القوات سوف تبقى لفترة طويلة داخل العراق، وحتى وإن جرت مباحثات حقيقية لإخراج تلك القوات، فهذا الأمر يحتاج إلى سنين طويلة، وليس لأشهر كما يتصور البعض".

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد جدد، في وقت سابق، دعوته لإنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق، مؤكداً سعي حكومته لترتيب جدول زمني بشأن ذلك.

ووقع أكثر من 100 عضو في مجلس النواب العراقي، الخميس الماضي، على طلب عقد جلسة استثنائية قالوا إنها من أجل تشريع قانون إخراج القوات الأجنبية من العراق وتفعيل قرار البرلمان السابق حول ذلك.

وتشكّل التحالف العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق بهدف محاربة تنظيم "داعش". وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق يقدمون المشورة والمساعدة للقوات المحلية من أجل منع عودة التنظيم.

المساهمون