شهدت محافظة إدلب، شمال غربي سورية، تصعيداً من جانب النظام وروسيا، بعد أقل من يومين على القمة التي جمعت الرئيسين الروسي والتركي وركزت على تهدئة الوضع في هذه المنطقة. ومن جهته، أعلن الجيش الأميركي قتل أحد قادة تنظيم "القاعدة" خلال غارة جوية في إدلب.
وذكر الناشط محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، أن الطيران الحربي الروسي أغار، صباح اليوم الجمعة، على محيط قرية الزيارة في سهل الغاب غربي حماة، فيما قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية والصواريخ محيط قرية ومخيم بانتنا بريف إدلب الشمالي، ما تسبب في مقتل سيدة وإصابة عدد آخر من المدنيين. كما طاول القصف بصواريخ أرض - أرض مناطق عدة في منطقة جبل الأربعين قرب مدينة أريحا جنوبي إدلب، إضافة إلى أطراف بلدات مرعيان وكفريا ومعرة مصرين وجسر الشغور بريف إدلب، فضلاً عن مدينة جسر الشغور نفسها.
وكانت مديرية "صحة إدلب الحرة" ذكرت، في بيان لها أمس الخميس، أن الطيران الروسي دمّر 57 منشأةً طبية منذ إبريل/نيسان 2019، مشيرة إلى خسارة العشرات من الكوادر الطبية العاملة في هذه المنشآت، إضافة إلى تدمير آلاف المرافق المدنية الأخرى من مدارس ومساجد ومحطات مياه وكهرباء ومراكز دفاع مدني وأفران وطرق وأراضٍ زراعية.
من جهته، أعلن الجيش الأميركي مقتل سالم أبو أحمد، المسؤول في تنظيم "القاعدة"، بغارة جوية قرب إدلب شمالي سورية الشهر الماضي. وأبلغ الجيش موقع "ميليتاري تايمز" مقتل أبو أحمد، وقال إنه مسؤول عن تخطيط وتمويل هجمات "القاعدة"، مستبعداً وقوع إصابات في صفوف المدنيين نتيجة الغارة.
ونقل الموقع عن القيادة الوسطى الأميركية قولها إن سالم أبو أحمد، المسؤول الذي قتل في الغارة، مسؤول عن تخطيط وتمويل هجمات "القاعدة".
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية استهداف مسؤول رفيع في تنظيم "القاعدة" بغارة جوية قرب مدينة إدلب، أسفرت عن مقتل اثنين من قادة "حرّاس الدين" هما "أبو البراء التونسي" و"أبو حمزة اليمني".
اغتيالات في درعا
وفي جنوبي البلاد، تعرض 4 شبّان، ينحدرون من منطقة اللجاة في الريف الشرقي من محافظة درعا، لإطلاق نار أثناء وجودهم على الطريق الدولي درعا - دمشق. وذكر موقع "درعا 24" المحلي أن قوات النظام السوري استهدفت الشبان بشكل مباشر، ما أدى إلى سقوطهم بين قتيلٍ وجريح، وتم نقلهم إلى مشفى مدينة ازرع الوطني.
وقال الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن اثنين من الشبان على الأقل قتلا جراء هذا الكمين لقوات النظام، وأصيب اثنان آخران، مشيراً إلى أن الشبان جميعهم ينحدرون من منطقة اللجاة في ريف درعا، وقد تعرضوا لإطلاق النار خلال وقوفهم بالقرب من إحدى النقاط العسكرية لقوات النظام السوري على الطريق الدولي دمشق- درعا.
كما قتل الشاب عمر عجاج الساعدي إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل مسلحين مجهولين في بلدة المزيريب غربي درعا. والساعدي منشق عن قوات النظام، ومقاتل سابق ضمن فصائل الجيش الحر، سبق أن نجا من محاولة اغتيال نفذها مسلحان اثنان كانا يستقلان دراجة نارية في المزيريب في الـ24 من نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وسبق أن أصيب الساعدي بجروح إثر استهدافه بقذيفة (آر بي جي) في تلة الزمل عام 2017 خلال محاولة تقدم قوات النظام على الطريق الحربي، إبان معركة "الموت ولا المذلة"، وفق موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي.
وذكر الموقع أيضاً أن طفلاً قضى أمس متأثراً بجروحه التي أصيب بها يوم السبت الماضي جراء انفجار قذيفة غير منفجرة من مخلفات قصف النظام على حي طريق السد في مدينة درعا.
توتر في جاسم
وعلى صعيد التسويات التي تقوم بها قوات النظام في محافظة درعا، طلبت "اللجنة الأمنية" التابعة للنظام من وجهاء مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي بتسليم حوالي 200 قطعة متنوعة من الأسلحة.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني أن اجتماعاً عُقد أمس الخميس في مدينة جاسم، ضم اللجنة الأمنية الممثلة النظام، والشرطة العسكرية الروسية ووجهاء من مدينة جاسم، تضمن هذه المطالب التي ترافقت مع تهديدات بقصف المدينة في حال لم يتم تسليم العدد المطلوب.
وشهدت مدينة جاسم بريف درعا الشمالي تحركات عسكرية في محيط المدينة في 29 مايو/أيار الماضي، عقب تظاهرات شعبية أعقبت انتخابات النظام الرئاسية، وشملت تعزيزات عسكرية بينها دبابات وعربات مدرعة. ورأى الحوراني أن النظام يحاول رفع سقف مطالبه بالمطالبة بهذا الكم من السلاح، إضافةً إلى ادعائه بوجود خلايا لتنظيم "داعش" في مدينة جاسم.
وتحيط بمدينة جاسم مجموعة من التلال تسيطر عليها قوات النظام، وتثبّت عليها دبابات ومدفعية، أهمها تل المحص والهش وتل أم حوران وتل الحارة.
وكانت قوات النظام بدأت، أمس الخميس، بإجراء تسويات في مدينة نوى التي تعتبر بوابة الريف الشمالي للمحافظة، كما أنها أكبر تجمع سكاني في ريف المحافظة، إذ يبلغ عدد سكانها 120 ألف نسمة.
وقد عقد عدد من وجهاء مدينة نوى اجتماعاً مع ضباط من اللجنة الأمنية التابعة للنظام أمس الخميس، من أجل دعوة شبان نوى لإجراء التسويات وتسليم عدد أكبر من السلاح، وذلك بعد أن دخلت قوات النظام إلى المدينة وافتتحت مركزاً للتسوية في مركز إنعاش الريف. وأوضح الحوراني أن إجراءات التسوية شهدت إقبالاً ضعيفاً لم يتجاوز عشرات الأشخاص، ولم يتم تسليم سوى عدد قليل من قطع السلاح، وكذلك كان هناك قائمة تضم أسماء عشرات المطلوبين من أبناء مدينة نوى لم يتوجه أي منهم لمركز التسوية، وقد اعترض وفد الأهالي على هذه القائمة لأنها تحتوي على أسماء أشخاص لا مبرر لطلب تسوية أوضاعهم.