تصعيد تركي بـ "المسيَّر" يستهدف الشمال الشرقيّ من سورية

تصعيد تركي بـ "المسيَّر" يستهدف الشمال الشرقيّ من سورية

14 يناير 2024
تأتي عمليات القوات التركية الأخيرة رداً على مقتل تسعة جنود أتراك شماليّ العراق (فرانس برس)
+ الخط -

ردّ الجيش التركي، اليوم الأحد، على مقتل عدد من جنوده في شمال العراق، بحملة قصف استهدفت بنى تحتية ومرافق حيوية في الشمال الشرقيّ من سورية، في وقت خرقت فيه قوات النظام السوري مجدداً وقف إطلاق النار في الشمال الغربيَ من البلاد وقصفت مواقع في ريف ادلب.

وقالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، إن الطائرات المسيَّرة التركية قصفت اليوم الأحد محطة كهرباء في بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، وحاجزاً لقوى الأمن الداخلي. وكان الطيران التركي قد استهدف، أمس السبت، منشآت خدمية ونفطية في القامشلي وريفها في أقصى الشمال الشرقيّ من سورية، ما دفع الإدارة الذاتية في شرق نهر الفرات إلى مطالبة القوى الفاعلة في سورية بضرورة إيقاف الهجمات التركية "غير المبررة"، وفق بيان.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس السبت، "تدمير 25 موقعاً وتحييد (قتل أو اصابة أو أسر) عدد كبير من الإرهابيين في عملية جوية ضد تنظيم "بي كي كي" (حزب العمال الكردستاني) الإرهابي شماليّ العراق وسورية"، وفق بيان نشرته وكالة الأناضول التركية، مشيرة إلى أنّ الغارات الجوية "جاءت بهدف القضاء على التهديدات الإرهابية وخطرها على السكان (في تركيا) وعلى قوات الأمن انطلاقاً من شمال العراق وسورية عبر تحييد إرهابيي تنظيم "بي كي كي" والعناصر الإرهابية الأخرى". وأكدت أيضاً "تحييد" 57 عنصراً من حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وشمال شرق سورية خلال عمليات القصف.

وتأتي غارات وعمليات الجيش التركي شماليّ العراق وسورية، رداً على مقتل 9 جنود أتراك خلال اشتباكات مع ما تقول أنقرة إنهم عناصر من حزب العمال الكردستاني لدى محاولتهم أول من أمس الجمعة، التسلل إلى قاعدة تركية شماليّ العراق. وتتعامل أنقرة مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تسيطر على الشمال الشرقي من سورية، على أنها نسخة سورية من حزب العمال الكردستاني المصنف لدى عديد الدول في خانة التنظيمات الإرهابية.

وأشارت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، عقب الاجتماع الأمني الذي عقد في إسطنبول أمس السبت، برئاسة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وبمشاركة كبار المسؤولين، إلى أن تركيا لن تسمح قطعاً بإنشاء "إرهابستان" على حدودها الجنوبية "مهما كانت الأسباب والحجج"، في إشارة واضحة إلى الشمال الشرقي من سورية، حيث تتهم أنقرة قوات "قسد" بمحاولة إنشاء كيان ذي صبغة كردية في منطقة شرق نهر الفرات.

وكان الجيش التركي قد شنّ في الأيام الأخيرة من العام الفائت حملة قصف دمّرت عشرات المنشآت الخدمية والمرافق الحيوية في الشمال الشرقي السوري، رداً على مقتل جنود أتراك في شمال العراق من قبل حزب العمال الكردستاني. ويلجأ الجيش التركي إلى حرب المسيَّرات ضد قوات سورية الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي، بسبب رفض موسكو وواشنطن أي عملية برّية جديدة من قبل الجيش التركي، يمكن أن تغيّر خريطة السيطرة الميدانية في شمال وشمال شرق سورية.

ورأى المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، في حديث مع "العربي الجديد" أن التصعيد التركي "ربما كان يأتي في سياق انتقامي من حزب العمال، لكونه يهدد الأمن القومي التركي، ولتأكيد قوة الجيش التركي"، مضيفاً: "شمال شرقي سورية تحت النفوذ والحماية الأميركية، ومن ثم لن يغيّر القصف التركي الجوي المعادلة، ما خلا قتل قياديين في حزب العمال الكردستاني".

إلى ذلك، صعّدت قوات النظام السوري مجدداً، أمس السبت، ضد الشمال الشرقي من سورية، وقصفت خطوط تماس مع فصائل المعارضة السورية في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، وبالتحديد في محيط بلدات البارة وسفوهن وفليفل والفطيرة.

وزعمت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام أن التصعيد جاء رداً على تصعيد من قبل هيئة تحرير الشام على مناطق ارتكاز قوات النظام في كل من ريف اللاذقية الشمالي وريف إدلب الجنوبي والريفين الغربيين من حماة وحلب، متحدثة عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر فصائل متشددة تنتشر في هذه الأرياف، وتدمير أسلحة ثقيلة بينها دبابة ومصفحتان وناقلات جند.

ودأبت قوات النظام السوري على التصعيد ضد الشمال الغربي من سورية منذ أواخر العام الفائت، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين. غير أن العقيد مصطفى البكور، وهو قيادي في فصائل المعارضة السورية شمال غربيّ سورية، رأى في حديث لـ "العربي الجديد" أن "التصعيد الحالي سيقتصر على القصف المتبادل، ولن يتطور إلى محاولات تقدم على الأرض من أجل تغيير خريطة السيطرة".

المساهمون