تشييع جثماني الشهيدين الفلسطينيين عبد الجواد صالح وعلاء القيسية في رام الله والخليل

08 يوليو 2023
تشييع جثمان الشهيد عبد الجواد صالح (العربي الجديد)
+ الخط -

شيّع الفلسطينيون، ظهر اليوم السبت، جثمان الشهيد عبد الجواد صالح (24 عاما) إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه في عارورة شمال غرب رام الله، وجثمان الشهيد علاء خليل القيسية (23 عاما) إلى مثواه الأخير، في بلدة الظاهرية جنوب الخليل.

وانطلقت جنازة تشييع الشهيد صالح، صباح اليوم السبت، من المستشفى الاستشاري العربي شمال رام الله بموكب مركبات، وصولا إلى قرية أم صفا شمال غرب رام الله، التي أصيب على أراضيها برصاص الاحتلال، بعد أن لبى دعوات التصدي لجيش الاحتلال والمستوطنين إثر اعتدائهم على مسيرة مناهضة لبؤرة استيطانية، حيث أنزل الشبان جثمانه من مركبة الإسعاف وحملوه على الأكتاف.

وقال مروان صباح رئيس مجلس قروي أم صفا لـ"العربي الجديد" إن أهالي قريته هم من طلبوا أن تمر الجنازة من قرية أم صفا، وأن يكون جزء من تشييعه فيها تكريما له، حيث ارتقى على أرضها دفاعا عنها.

وأضاف صباح أن صالح كان دائم الوجود في أم صفا، حيث يلبي نداءات القرية للتصدي لجيش الاحتلال والمستوطنين، الذين قاموا بإحراق عدد من المنازل والمركبات في 24 يونيو/حزيران الماضي، بعد تصدي الأهالي لبؤرة استيطانية.

وأكمل الموكب الجنائزي طريقه إلى قرية عارورة عبر المركبات، لينزل جثمان الشهيد وسط القرية ويُنقل إلى منزل ذويه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ويتم نقله إلى مسجد القرية، حيث أقيمت على جثمانه صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر مباشرة، ودفن في مقبرة القرية، بعد جنازة شارك فيها المئات من عدة مناطق في رام الله، وسط هتافات تمجد الشهيد، وتحيي المقاومة الفلسطينية.

وقد رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل، فيما تم لف الشهيد بالعلم الفلسطيني، وزين جثمانه بالورود.

"عرس لا جنازة"

وداخل منزل ذويه استقبلت والدته تغريد شحادة جثمانه بالزغاريد، وارتدت ثوبا فلسطينيا رافضة ارتداء ملابس سوداء، معللة ذلك بأنه أراد منها أن ترتدي في عرسه ثوبا، وأن جنازته اليوم هي عرسه الذي كان مرتقبا.

وتبعت شحادة جنازة ابنها وسط نساء القرية، اللواتي كن يهتفن لها، وقالت لـ"العربي الجديد" إنها استقبلته كعريس، وليس بالبكاء، مؤكدة أن ابنها ارتقى فداء للوطن.

وحول آخر أيام صالح، قالت والدته إنه وبعد أحداث جنين، واعتداء المستوطنين على قرية أم صفا المجاورة، أصبح يكرر خروجه مع الشبان الفلسطينيين للتصدي للاحتلال، مؤكدة أنها حاولت نهيه عن ذلك والطلب منه ألا يحرق قلبها، فأجابها بأنه ليس أفضل من باقي الشبان الذين استشهدوا، وقال لها: "لو أن كل أم خبأت ابنها في بيتها، فمن سيدافع عن بلادنا".

وقالت والدة الشهيد إن ابنها كان يخطط للخطوبة والزواج، وقد أتم بناء منزله، معتبرة أن جنازته هي عرسه.

وروى الشاب وعد قناطرة من بلدة أم صفا لـ"العربي الجديد" حادثة استهداف جنود الاحتلال للشهيد صالح، مؤكدا أن لحظة استشهاده سبقها هدوء في المواجهات، وقد كان برفقة الشهيد وعدد من الشبان يشاهدون الجيش من بعد قرابة 300 متر، فجاءته الرصاصة بشكل مباشر.

وأكد قناطرة أن الشهيد صالح كان أمام جميع الشبان الآخرين، وقبل حادثة استشهاده ببعض الوقت، رفض الهروب بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت وبقي يجلس على كرسي قبالة الجنود، ليستهدفوه بعد وقت قصير بالرصاص الحي، ويحاولوا منع الشبان من نقله، في محاولة لاعتقاله وهو مصاب.

وقالت زينب صالح جدة الشهيد لـ"العربي الجديد" إنه "كان حنونا دائم الزيارة لها والاطمئنان عليها لأنها مريضة"، مؤكدة أن والده كان ينوي تزويجه في القريب بعد أن أتم بيته.

وقالت معلمته في طفولته وقريبته دلال سليمان، وهي شقيقة القيادي بحركة حماس صالح العاروري، لـ"العربي الجديد" إن عبد الجواد "كان دوما مجتهدا، محبا للناس ومحبا للحياة، وكان ينوي الخطبة بعد أن جهز بيته، لكنه في المقابل كان يحب تلبية النداء للتصدي للاحتلال، ويلبي نداء أهالي أم صفا المجاورة في كل مرة ويكون من أوائل الواصلين".

وكان صالح قبيل استشهاده، في عرس لأحد أبناء عمومته كما أكد حمدان صالح والده لـ"العربي الجديد"، ولكنه وحين سمع بوجود جيش الاحتلال والاعتداء على مسيرة لأهالي أم صفا ترك العرس وذهب فورا للتصدي للاحتلال.

وكانت حركة حماس نعت الشهيد صالح كأحد أبنائها وكوادرها، قائلة في بيان: "نعزّي ذوي الشهيد عبد الجواد صالح ومحبيه؛ ونؤكّد أن مقاومة شعبنا مستمرة وقادرة على الدفاع عن أهلنا وأرضنا ومقدساتنا"، مضيفة: "على الاحتلال أن يعلم أن تصعيد مجازره لن يجلب له أمناً ولا استقراراً، بل سيزيد شعبنا إصراراً على مقاومته حتى دحره عن أرضنا ومقدساتنا".

تشييع جثمان الشهيد علاء خليل إلى مثواه الأخير

من جانب آخر، شيع الفلسطينيون، اليوم السبت، جثمان الشهيد علاء خليل القيسية إلى مثواه الأخير، في بلدة الظاهرية جنوب الخليل.

وانطلق موكب التشييع من مستشفى دورا إلى بلدية الظاهرية، وصولا إلى منزل عائلة الشهيد لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، وصولا إلى مسجد الظاهرية الكبير للصلاة على جثمانه الطاهر، ليوارى بعدها الثرى في مقبرة التمرة وسط البلدة.

واستشهد الشاب علاء قيسية (23 عاما) جراء إطلاق مستوطن النار عليه قبل أربعين يوما، بالقرب من مستوطنة "تينا عومريم"، المقامة عنوة على أرض بلدة الظاهرية جنوب الخليل، ثم احتجز جثمانه وتم تسليمه أمس الجمعة.

المساهمون