تساؤلات ألمانية عن مدى قدرة أوكرانيا على الصمود أمام روسيا

05 يونيو 2022
تجاوز الاجتياح الروسي لأوكرانيا 100 يوم (الأناضول)
+ الخط -

بعد 100 يوم على الاجتياح الروسي لأوكرانيا، بدأت التساؤلات عن المدة التي يمكن أن تصمد فيها بعد الدولة الأوكرانية الأضعف عسكرياً أمام هجوم تشنه روسيا النووية.

تساؤلات حاول الإجابة عنها، يوم السبت، 6 خبراء في الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية في مقابلة مع شبكة إن تي في الأخبارية.

اعتبر الخبير في السياسة الأمنية في معهد العلوم والسياسة في برلين، ماركوس كايم، أن كل ترجيحات أجهزة الاستخبارات تفيد بأن ذلك سيُحدَّد في غضون الأسابيع الستة أو الثمانية القادمة. فبحلول هذا الوقت سيكون قد استُخدم جميع الأسلحة الروسية وسوفييتية الصنع، وعندها ستشتد حدة الجدل الذي نخوضه الآن، وما إذا كنا مستعدين لتسليم كييف الأسلحة الثقيلة.

وتابع بأنه إذا ما حكمنا على رد الفعل الغربي المؤكد لأهمية وضرورة الدعم على نطاق واسع لأوكرانيا فإن الحرب ستتطور، وإذا جرى التراخي والمماطلة، يمكن أن تنتهي الحرب بسرعة.

بدورها، أوضحت الباحثة في معهد السياسة العالمية في برلين، جوليا فريدريش، في حديثها، أنه مقارنةً بالمرحلة الأولى للحرب، هناك عدد قليل من الخطوط الأمامية، والمناطق في دونباس تتغير السيطرة عليها، لكن ببطء شديد.

وأضافت أن ما تعانيه أوكرانيا يتمثل بالنقص في الذخيرة والأسلحة والوقود، أما روسيا فتعاني نقصاً في الجنود. وأردفت بأن هذا لا يعني الهزيمة كأمر حتمي لأيٍّ من الطرفين المتصارعين. فهذه الحرب ديناميكية. 

وبينت فريدريش بأنه من دون إمدادات الأسلحة من الغرب لا يمكن القوات المسلحة الأوكرانية الدفاع عن بلادها.

من جهته، اعتبر خبير الدفاع والأمن في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، كريستيان مولينغ، أنه ما دام الغرب يدعم أوكرانيا عسكرياً، وقرار الأخيرة مواصلة القتال، فإن الحرب مستمرة.

إلى ذلك، قال مدير برنامج المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، شتيفان مايستر، إن على أوكرانيا تحمّل الحرب لفترة طويلة. فكما يبدو، ليس من نهاية لها في المدى المنظور، ونظراً لأن السكان في أوكرانيا يدافعون ببسالة عن وطنهم ضد روسيا، سيكون من الصعب على الأخيرة أن تكسب هذه الحرب.

وترى المتخصصة في الشؤون السياسية لدول شرق أوروبا، سوزانه فورشيش، أنه  في الوقت الحالي، تبدو استراتيجية أوكرانيا لاستهداف نقاط الضعف في الغزو الروسي معقولة جداً، وما تحتاجه للانتصار، حصولها على كميات من الأسلحة الثقيلة المضادة للطائرات، لتتمكن من فرض حظر للطيران فوق أراضيها بنفسها، فضلاً عن دعمها من قبل الغرب في عمليات الاستطلاع والمركبات المدرعة وغيرها من العتاد اللازم.

ويذهب أستاذ العلاقات الدولية والسياسات الأوروبية في جامعة هاليه فيتنبرغ الألمانية، يوهانس فارفيك، إلى الإجابة عن مدى صمود كييف، لافتاً إلى أنها تعتمد كثيراً على أهداف الحرب الروسية، التي لا يمكن تقييمها بشكل لا لبس فيه، مشيراً إلى أنه يبدو أن دونباس لا يمكن الدفاع عنها، حتى إنه إذا ما أرادت القوات الروسية بعد ذلك استخدام كل قوتها العسكرية للاستيلاء على أوديسا، وأجزاء أخرى من البلاد حتى مولدوفا، فمن الممكن أن تنجح في ذلك، إلا أن هذا يدفعنا إلى التساؤل أولاً عن الخسائر التي تستعد أوكرانيا لتكبدها، وما هي الأسلحة التي سيزودها بها الغرب لمواجهة العدوان الروسي.

وكان المتحدث باسم السياسة الخارجية في كتلة الاتحاد المسيحي داخل البوندستاغ، يورغن هاردت، قد اعتبر في تصريحات مع موقع الكتلة، أنه لا يجب أن نتعود هذه الحرب وهذه المعاناة، ويجب أن نكون واضحين بأن كل يوم في هذه الحرب يشكل جريمة، ولا بد من التأكيد أن أوكرانيا لا تخوض هذه المعركة وحدها تدافع عن أراضيها على وجه التحديد، بل تدافع أيضاً عن سيادة القانون في أوروبا.

وقال هاردت، كانت هناك تجربة مريرة من بوتين كرئيس خلال العقدين الماضيين، وهو مستعد فقط لتقديم تنازلات دبلوماسية إذا ما اتخذ موقفاً دفاعياً، وهو لن ينهي الحرب العدوانية على أوكرانيا ويجلس إلى طاولة المفاوضات مع الرئيس الأوكراني إلا اذا كان استمرار القتال أكثر خطورة بالنسبة إليه من مفاوضات السلام.

وأضاف: لذلك، بمساعدة الأسلحة الغربية، يجب أن تكون أوكرانيا في وضع يمكّنها من الصمود عسكرياً في وجه زعيم الكرملين، وشحنات الأسلحة إلى أوكرانيا لن تؤدي إلى إطالة أمد الحرب، لكنها قد تساعد في وقف المذابح هناك.

المساهمون