تركيا: منتدى أنطاليا يبدأ فعالياته تحت شعار "إعادة بناء الدبلوماسية"

11 مارس 2022
يولي وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أهمية كبرى للمنتدى (الأناضول)
+ الخط -

تبدأ اليوم الجمعة في مدينة أنطاليا جنوب غربي تركيا، فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثاني، بشكل رسمي، برعاية من الرئاسة التركية، وتنظيم من وزارة الخارجية، ويشارك فيه عدد كبير من الدبلوماسيين رفيعي المستوى من وزراء ونواب وزراء ومبعوثين وخبراء ورجال أعمال وقادة رأي ومفكرين.

ويستمر المنتدى 3 أيام وينعقد بعنوان "إعادة بناء الدبلوماسية"، في ظل الاجتياح الروسي لأوكرانيا، حيث شهد القمة التي جمعت وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وتركيا على هامشه، وتم اعتماد شعارات ومسميات المنتدى في الخلفيات وإعلان القمة.

وينتظر أن تسيطر مواضيع الحرب الروسية الأوكرانية وأسعار النفط والمواد الغذائية ومسألة المهجّرين على أغلب الكلمات التي ستشهدها الفعاليات، التي تبدأ بكلمة لوزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، كما يلقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة أيضاً.

ويشارك في المنتدى مسؤولون من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والاتحاد الأوروبي، في مقدمتهم أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، ورئيسة كوسوفو فيوزا عثماني، ووزير الخارجية الفنزويلي فيليكس بلاسينسيا، وأعضاء المجلس الرئاسي الثلاثي للبوسنة والهرسك.

كما سيكون ضمن المشاركين من أوروبا وزيرا خارجية فنلندا بيكا هافيستو، ولوكسمبورغ جان أسيلبورن، ووزير الشؤون الخارجية والأوروبية السلوفاكي إيفان كوركوك، ووزير دفاع لاتفيا أرتيس بابريكس، ووزيرة الخارجية السويدية آن ليندي، كما أن هناك مشاركة عربية عبر وزراء خارجية البحرين عبد اللطيف زياني، والفلسطيني رياض المالكي، والعراقي فؤاد حسين، بحسب برنامج المنتدى.

وستُقام ثلاث ندوات منفصلة للزعماء تحت عناوين "ثمن السلام أو تكلفة الحرب"، و"القيادة والدبلوماسية في فترة مضطربة"، و"المسارات الإقليمية والعالمية الممتدة للسلام والازدهار"، كما سيُعقد أكثر من 30 جلسة في المنتدى منها "البحث عن أرضية مشتركة في الشرق الأوسط"، "ورؤية تنموية من أجل أفريقيا"، و"التعاون والمنافسة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".

ويطمح المنتدى إلى حجز مكانة له بين المنصات الدولية التي لها ثقل في مناقشة الأزمات العالمية وتقديم حلول لها، مثل منتدى الاقتصاد العالمي، ومؤتمر ميونخ للأمن، ومنتدى الدوحة، حيث يشدد منتدى أنطاليا على أهمية الدبلوماسية الفعالة في زمن الفوضى، وحشد التجارب والخبرات العالمية في هذا المجال.

ومن المتوقع أن يلقي الاجتياح الروسي لأوكرانيا، بثقله على جلسات الحوار والندوات التي ستقام على هامش المنتدى، حيث تحاول تركيا أن تلعب دوراً أكبر على الصعيد الدبلوماسي في العالم.

وتشهد الجهود التركية في السياسة الخارجية خلال الشهرين الماضي والحالي، حالة من الحراك الدبلوماسي الكبير، فإضافة للجهود الرامية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، يجري الرئيس التركي اتصالات مع زعماء العالم.

واستقبلت تركيا قبل يومين الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وأمس الخميس، رئيس أذربيجان إلهام علييف، وينتظر أن يزور تركيا رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الأحد المقبل، ويزورها الاثنين المقبل أيضاً المستشار الألماني أولاف شولتز.

جمع الشرق بالغرب

وتعقيباً على أهمية الزيارة قال حكمت تشتين من فريق التنظيم لـ"العربي الجديد"، إنّ "المؤتمر يشهد مشاركة كبيرة رفيعة من مختلف دول العالم، وحاولت تركيا من خلاله جمع الشرق مع الغرب في منتدى وملتقى واحد، في مسعى منها لتتبوأ مكانة دبلوماسية على صعيد العالم".

وأضاف تشتين "تبني تركيا قوتها الناعمة حالياً عبر الدبلوماسية، خاصة في ظل سياسية خارجية توافق هذا التوجه المبني على تخفيض المشاكل مع دول الإقليم والجوار، ومحاولة الاعتماد على السلام في حل النزاعات".

وأكد أنّ "المنظمين يتوقعون حصول تفاعل كبير، خاصة أن أجندة الأحداث تشير إلى أهمية الدبلوماسية في حل النزاعات الجارية في المنطقة وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تداعياتها قد تؤدي إلى توسع العمليات العسكرية وتصل إلى مرحلة لا تحمد عقباها، فيجب تفعيل الدبلوماسية أكثر".

ويولي وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أهمية كبرى للمنتدى، خاصة أنه يتحدر من الولاية، كما أنّ أنطاليا تعتبر وجهة سياحية شهيرة على مستوى العالم، نظراً لوقوعها على شاطئ البحر المتوسط في موقع مميز، ما يشجع على ديمومة انعقاد الملتقى في السنوات المقبلة.

المساهمون