حدد "الشعب الجمهوري" أقدم وأكبر أحزاب المعارضة التركية، اليوم الثلاثاء، يومي 4 و5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل موعداً لعقد مؤتمره العام الـ38، لاختيار رئيس جديد للحزب.
جاء القرار بعد جلسة عقدت لمجلس الحزب، برئاسة زعيمه كمال كلجدار أوغلو، في وقت يتصاعد فيه الصراع داخل الحزب من أجل التغيير، حيث تشتد المنافسة بين كلجدار أوغلو، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي يقود جبهة التغيير.
ونقلت وسائل إعلام تركية أن "الشعب الجمهوري" بعد عقد مؤتمره العام، سيعقد نهاية الشهر مؤتمراً آخر، من أجل تعديلات تشمل النظام الداخلي للحزب، كما تتواصل بالوقت ذاته مؤتمرات الولايات والمناطق بالأيام المقبلة.
ومن المنتظر بحسب مسؤولي حزب "الشعب الجمهوري" أن يكون النظام الداخلي الجديد عصرياً محدثاً يتناول تغييرات عديدة.
ونقلت قناة "خبر تورك" أن الحزب يتجه في نظامه الداخلي الجديد إلى تحديد مرشحي البرلمان عبر انتخابات أولية، ووضع حد لعدد مرات الترشح للنواب، وتطبيق قاعدة 50% لتمثيل الجنسين، ورفع عدد أعضاء مجلس الحزب البالغ حالياً 60.
وذكرت القناة أن كلجدار أوغلو سيعقد مخيماً استشارياً مع نواب حزبه في البرلمان نهاية الشهر الجاري بمنطقة سابانجا السياحية، وسيجري الحديث في المخيم عن الاستعدادات للانتخابات المحلية المقبلة، وتقييم التحضيرات للمؤتمر العام المقبل، وسيجري سؤال النواب عن رأيهم في مسألة التحالفات بالانتخابات المقبلة.
ويعاني حزب "الشعب الجمهوري" عقب خسارته في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في مايو/ أيار من صراعات داخله بين مطالبين بالتغيير، يقودهم إمام أوغلو وبين أنصار كلجدار أوغلو، وهو ما يتجلى في المؤتمرات التي عقدت على مستوى المناطق والولايات.
وانتشرت مؤخراً مقاطع فيديو تظهر شجارات بين أعضاء الحزب والمندوبين داخل تلك المؤتمرات، أفضت في بعض الأحيان لتدخل الشرطة، واعتقال مثيري الشغب، بوقت لا يزال الصراع قائماً للفوز بأكبر عدد من المندوبين في المؤتمر العام بين الجبهتين.
وأكمل الحزب مؤتمرات 33 ولاية من إجمالي 81 ولاية، وجرى تحديد قرابة 500 مندوب من إجمالي 1371 مندوباً، فيما يجري التحضير لمؤتمر إسطنبول الذي سيقدم وحده 196 مندوباً.
ولم تكشف نتائج المؤتمرات السابقة عن حسم أي طرف المعركة الانتخابية داخل الحزب على صعيد المندوبين، ومن الواضح أن مؤتمر إسطنبول قد يحسم المسألة بشكل كبير. وبحسب وسائل إعلام فإن جبهة التغيير كسبت ولايات مانيسا وغازي عنتاب ودنزلي وأدرنة، فيما حافظ كلجدار أوغلو على ولايات أنقرة وبالكسير وهكاري.
وينتظر إجراء مؤتمر إسطنبول في 8 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ويتنافس فيه مرشحان الأول أوزغور تشليك المقرب من إمام أوغلو، وحصل على دعم كبير من قيادات الحزب بالولاية، والمرشح الثاني هو جمال جان بولاط، الذي أعلن عن ترشحه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومقرب من الزعيم الحالي.
واشتعلت المنافسة داخل "الشعب الجمهوري"، مع إعلان زعيم الكتلة النيابية للحزب أوزغور أوزال ترشحه لانتخابات رئاسة الحزب قبل أيام، متعهداً بقيادة التغيير فيه والوصول إلى الحكم.
وينتظر أن يعلن كلجدار أوغلو أيضاً ترشحه لرئاسة الحزب في المؤتمر المقبل، بعد أن رفض الاستقالة عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة التي خسرها.
كما رشح الأكاديمي أورسان أويمن نفسه لانتخابات رئاسة الحزب ما يعني أن هناك منافسة كبيرة سيشهدها الحزب في مؤتمره المقبل.