حسم وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الخميس، مسألة تعيين تركيا سفيراً لها في مصر منذ سحبه قبل 9 أعوام، موضحاً أن التعيين الجديد هو لقائم بالأعمال بدلاً من القائم السابق الذي انتهت فترة عمله، وليس سفيراً، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بلاده ستقدم قريباً على خطوات بخصوص تطبيع العلاقات مع مصر.
وخلال مؤتمر صحافي عقده جاووش أوغلو في بروكسل، تلقى سؤالاً عن موضوع اللغط الحاصل بقضية تعيين السفير الجديد في القاهرة، موضحاً بالقول إنه "في ما يتعلق بمصر، نقدم على خطوات معها لتحسين العلاقات، وستكون لنا خطوات بالأيام المقبلة".
وأردف: "سحب السفراء كان من الطرفين، وتتواصل العلاقات حالياً على مستوى القائم بالأعمال بين البلدين، القائم بالأعمال الحالي انتهت فترته، ولذلك كُلّف بديل منه".
وأشار إلى أنه "عندما يُتَّخذ قرار مشترك لتعيين السفراء سيُعيَّن هؤلاء السفراء من قبل البلدين، التعيين الحالي هو بمستوى القائم بالأعمال".
وكان قد جرى التداول، أمس الأربعاء، بأنّ أنقرة ستعيّن صالح موتلو شن سفيراً لها في القاهرة بعد 9 سنوات على سحب السفير التركي من مصر، ولكن قرارات تعيين السفراء الجدد الصادرة عن الرئيس رجب طيب أردوغان لم تتضمن اسم شن.
وقالت مصادر رفيعة في الخارجية التركية، تعليقاً على تصريح جاووش أوغلو، لـ"العربي الجديد"، إن "تركيا عينت قائماً بالأعمال جديداً في مصر، وليس سفيراً"، مستدركة بقولها: "لكن مستوى المعين حديثاً، وهو صالح موتلو شن، بصفته سفيراً ويتمتع بالأقدمية، يعتبر خطوة في تطبيع العلاقات". وأضافت المصادر أن "قرار تعيين السفراء بين أنقرة والقاهرة لم يتخذ بعد".
زيارة لواشنطن
كذلك تطرّق الوزير التركي إلى مسألة إرسال وزارة الخارجية الأميركية رسالة إلى الكونغرس بخصوص بيع تركيا طائرات إف 16 في أول تعليق رسمي على الموضوع، قائلاً: "بالنسبة إلى مقاتلات إف 16الجديدة، وتطوير المقاتلات القديمة، تستمر المفاوضات بشكل إيجابي مع الجانب الأميركي".
وأضاف: "بمرحلة نهائية يجب على الكونغرس الموافقة على الاتفاقية، ورسالة وزارة الخارجية مهمة، وبالتأكيد يؤكدون انزعاجهم من أس 400 الروسية، ولكن الرسالة تعزز الدور التركي والاستراتيجي وأن الاتفاقية هامة بالنسبة إلى تركيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)".
ونبّه الوزير التركي إلى أنّ على الولايات المتحدة "الانتباه لهذه العلاقات المشتركة، وبالطبع هناك خلافات وملاحظات من مثل انزعاج تركيا من دعم واشنطن لقوات سورية الديمقراطية، وبالنهاية يجب ألا تؤثر في العلاقات".
ولفت إلى أن "الرئيس الأميركي جو بايدن اقترح في لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقمة العشرين، إنشاء آلية لحل المشاكل العالقة بين البلدين، إلى جانب التركيز على الأجندة الإيجابية والعمل المشترك".
وأوضح أنّه "من هذا الإطار كانت زيارة نائبة وزير الخارجية الأميركي فكتوريا نولاند لتركيا، أخيراً، ولقاؤها نائب الوزير سادات أونال"، مضيفاً: "كما التقيت معها، وقالت إن اللقاء كان إيجابياً".
وتابع: "وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن وجه دعوة إليّ لزيارة واشنطن في 18 مايو/أيار المقبل، وسيكون هناك تناول لموضوع الآلية وإقرارها، ونأمل أن تكون النتيجة إيجابية".
والوزير التركي أكد أن "من قبل كانت هناك خريطة حول منبج ومنطقة شمال شرق الفرات بسورية، كلها اتفاقيات لم تطبَّق من قبل الولايات المتحدة. وسنعمل ما علينا خلال اللقاءات".
الوضع الأوكراني
وحضر الغزو الروسي لأوكرانيا في تصريح وزير الخارجية التركي، قائلاً: "صور القتلى المدنيين في بوتشا الأوكرانية مخزية للبشرية ولا يمكن قبولها".
وعن فرص لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال جاووش أوغلو: "لدينا صيغتان: الأولى، وهي لقاء أول يجمع بين وزيري خارجية البلدين، ويعقبه لقاء بين الرئيسين".
واستطرد قائلاً: "أما الصيغة الثانية، فهي أن يكون اللقاء بين الرئيسين بحضور وزراء الخارجية أيضاً، وأن يكون توقيع الاتفاقيات بين الطرفين بحضور الرئيس أردوغان في تركيا"، مشيراً إلى "القبول من الطرفين من حيث المبدأ على هذه الطروحات".