تركيا تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سورية

23 ابريل 2022
جاووش أوغلو: تركيا تحاول حل كثير من القضايا دون أن تحصل أي أزمات ثانية (Getty)
+ الخط -

كشف وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، أنّ تركيا أغلقت مجالها الجوي للطائرات المدنية والعسكرية الروسية المتجهة إلى سورية، بعد انتهاء الإذن الممنوح لها في إبريل/نيسان الجاري، وأن تركيا أبلغت روسيا بذلك في مارس/آذار الماضي.

جاء ذلك رداً على سؤال في حوار صحافي أجرته قناة "خبر تورك" مع جاووش أوغلو حول الطلب الأوكراني بإغلاق المجال الجوي التركي أمام الطائرات الروسية.

وأجاب جاووش أوغلو قائلاً: "أغلقنا المجال الجوي التركي للطيران المدني والعسكري الروسي إلى سورية، كان لديهم تصريح لحد الشهر الجاري، وطلبنا ذلك منهم الشهر الماضي، عندما ذهبت إلى موسكو والتقيت بنظيري (سيرغي) لافروف، وهو طلب إبلاغ الرئيس فلاديمير بوتين".

وأضاف: "بعد يومين أبلغني لافروف بأنّ هناك تعليمات من بوتين بأنّ الطيران الروسي لن يمر بمجالنا الجوي بعد الآن، وكل مراحل تطبيق اتفاقية مونترو، وبقية المراحل نطبقها عبر الحوار وكانت هناك حركة عبور مبرمجة لأربع سفن حربية روسية من مضيق البوسفور، ولكن طلبنا منهم وقلنا إنها مرحلة حرب، فتراجعوا عن تحريك السفن الحربية".

وزاد: "كانت روسيا قد طلبت قبل الحرب عبور السفن، ولكن قلنا إنّ هناك حالة حرب وشرحنا اتفاقية مونترو، فتراجعوا عن عبور السفن، وكانت لتركيا ضمن حلف (ناتو) مناورات حربية بالمنطقة وكانت ستعبر سفن دول حليفة لنا، ولكن تجنباً لحصول أي تحريض ألغينا العبور، وتفهمت هذه الدول موقفنا". وأكد أنّ "تركيا تحاول عبر الحوار حل كثير من القضايا دون أن تحصل أي أزمات ثانية".

وتواجه تركيا مطالب رسمية من أوكرانيا تتعلق بتعليق عبور السفن الروسية من مضيقي البوسفور والدردنيل، وفق ما أعلن السفير الأوكراني في تركيا فاسيل بودنار، سابقاً بعد انطلاق الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وهو ما وضع أنقرة في موقف صعب، خاصة أنها ضمن دول حلف الناتو.

وأثار غموض تفسير الاتفاقية التي وقعت في العام 1936 بين تركيا ودول عديدة مثل بلغاريا واليونان وفرنسا ورومانيا ويوغسلافيا، وبريطانيا، حقيقة الموقف التركي وإمكانية غلق المضائق في حالة الحرب حسب ما تمنح الاتفاقية الحق لتركيا في ذلك.

جاووش أوغلو حسم الجدل الدائر بخصوص تفسير الاتفاقية التي تسمح لتركيا بإغلاق المضائق في حالة الحروب حتى لو لم تكن طرفاً فيها، ولكن كل ذلك بشروط محددة، قائلاً خلال زيارة سابقة إلى كازاخستان للصحافيين: "تلقينا طلباً رسمياً من قبل أوكرانيا، وهناك مواد واضحة وأحكام تتعلق بالاتفاقية، وتركيا لا يوجد عندها أدنى تردد في تطبيقها".

وأضاف: "الاتفاقية تحدد تطبيقها بحسب تقييم الأزمة بين دولتين إن كانت ترقى لتعد حرباً، وتركيا ليست طرفاً في هذه الحرب، وبالتالي يمكن أن تتخذ خطوات تتيح لها منع عبور السفن الحربية من المضائق، وإن اعتبرنا الوضع الحالي حالة حرب بين الدولتين، حيث يعمل الخبراء على تحديدها قانونياً، وفي حال قبول ذلك، يمكن لتركيا أن تحد من عبور السفن عبر المضائق".

وأوضح: "تنص اتفاقية مونترو على أنه يمكن للدول التي هي طرف في الحرب أن تطلب عودة سفنها إلى موانئها، وعندها يسمح لها بالعودة إليها، وحتى لو منعت تركيا عبور السفن فيحق لروسيا أن تعبر سفنها المضائق، فالاتفاقية عندما أُقرت في العام 1936 وضعت روسيا المواد 19، 20، 21 لصالحها، وتقول المواد يمكن منح إذن المرور للدولة المتشاطئة في البحر الأسود أن تعود إلى قواعدها عند طلبها ذلك".

دلالات الخطوة

وحول دلالات هذه الخطوة، قال المتحدث السابق باسم هيئة التفاوض السورية عن المعارضة يحيى العريضي، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحظر يأتي تكملة لقرار سابق بحظر مرور السفن الحربية الروسية عبر المضائق التركية من روسيا إلى سورية وبالعكس، مضيفاً أنّ "أنقرة تحاول من خلال هذه الخطوة إثبات وجودها كلاعب أساسي في المنطقة، ومحاولة لمغازلة حلف الناتو وواشنطن بعد حرب روسيا على أوكرانيا".

كما رأى العريضي أنه "لا يمكن فصل الخطوة عما يحدث من تصعيد عسكري على الأرض في سورية خلال الأيام الأخيرة، من خرق قوات النظام وروسيا لاتفاق خفض التصعيد الموقع مع أنقرة وقصف الأماكن التي من المفروض أن تكون آمنة في حلب وإدلب".

وأضاف: "تركيا تجد نفسها مضطرة اليوم للدفاع عن مصالحها ومناطق نفوذها مع سورية رغم ما سينتج من مخاطر على العلاقة مع موسكو لاسيما تعاونهما في سورية".

المساهمون