تركيا تحذر وحدات حماية الشعب الكردية في سورية: سنفعل اللازم

07 يناير 2025
فيدان بمؤتمر السفراء الخامس عشر في أنقرة، 13 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تهديدات تركيا وتحركاتها العسكرية المحتملة: تركيا تهدد بعملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إذا لم توافق على شروطها لمرحلة انتقالية بعد سقوط الأسد، مع تأكيد وزير الخارجية التركي على اتخاذ الإجراءات اللازمة.

- اللقاءات الدبلوماسية والتأكيد على الاستقرار: وزير الخارجية التركي يلتقي برئيس وزراء إقليم كردستان العراق لمناقشة التطورات الإقليمية، والرئيس التركي يؤكد على أهمية استقرار العراق وأمنه.

- الوضع في سوريا والتحديات المستقبلية: الرئيس أردوغان يشير إلى الأضرار الكبيرة في سوريا ويدعو لإعادة إعمارها وإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.

هددت تركيا، اليوم الثلاثاء، بإطلاق عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سورية، ما لم توافق على شروط أنقرة من أجل مرحلة انتقالية "غير دموية" بعد سقوط بشار الأسد. وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، لقناة "سي أن أن تورك": "سنفعل اللازم" ما لم تستجب وحدات حماية الشعب الكردية لمطالب أنقرة. ولدى سؤاله عما يمكن أن ينطوي عليه ذلك، أجاب "عملية عسكرية".

والتقى فيدان، اليوم الثلاثاء، في أنقرة، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني. وأفادت وزارة الخارجية التركية في منشور على منصة "إكس"، بأنّ فيدان التقى بارزاني الذي يزور أنقرة، وأرفقت صورة من اللقاء، دون ذكر تفاصيل حول فحوى المباحثات.

وفي سياق ليس بالبعيد، قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إنّ تركيا تعمل على ضمان ألا يؤدي التحول الذي شهدته سورية الشهر الماضي إلى إحداث اضطرابات جديدة في المنطقة. وجاء هذا التصريح في اجتماع عقد في أنقرة بين الرئيس التركي ومسرور بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان العراق شبه المستقل. ونشرت الرئاسة صورة لهما وهما يتصافحان.

وتأتي الزيارة في وقت دأبت فيه تركيا على تأكيد أنه لا مكان في مستقبل سورية لحزب العمال الكردستاني المحظور والأفرع التابعة له، بعد أن أطاحت قوات من المعارضة الشهر الماضي برئيس النظام السوري السابق بشار الأسد. وجاء في بيان صادر عن مكتب أردوغان أن الرئيس التركي كرر هذه الرسالة في الاجتماع قائلاً إن "تركيا تولي أهمية للحفاظ على استقرار العراق وأمنه، خاصة في ضوء التطورات في سورية".

كما قال الرئيس التركي إن الأضرار الناجمة عن "سياسة المجازر التي استمرت 13 عاماً في سورية"، تتجاوز 500 مليار دولار. وأضاف في كلمة له خلال فعالية بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، أن الفرق التركية التي تزور سورية تشير إلى أن المشهد "أسوأ بكثير".

وأشار أردوغان إلى أنه "مع (انتصار) الثورة السورية، سنحت فرصة تاريخية أمام بلادنا والمنطقة، وسنحقق هدفنا المتمثل في تركيا خالية من الإرهاب". وقال: "نمر بفترة تشهد فيها المنطقة تطورات مهمة للغاية"، مضيفاً أن الأحداث التي تشهدها سورية تحظى بأهمية خاصة بالنسبة لتركيا.

ولفت إلى أن عهداً جديداً بدأ في سورية مع "انهيار ديكتاتورية البعث التي استمرت 61 عاماً وانتهاء المذبحة التي استمرت 13 عاماً". وأكد أن المشاهد القادمة من سجن صيدنايا "أظهرت كيف حكمت عقلية لاإنسانية سورية لسنوات طويلة، وكشفت الوجه الدموي القبيح للقمع الذي مارسته أقلية مستبدة بحق أغلبية مضطهدة".

وشدد أنه لا يكاد يمر يوم دون العثور على مقبرة جماعية في إحدى المدن السورية، أو دون ظهور دليل على "همجية البعث". وأضاف: "تقريباً كل يوم تواجهنا أخبار مخجلة ومرعبة للإنسانية والقيم الإنسانية". وتابع: "بمعزل عن الخسائر البشرية، فالأضرار التي لحقت بهذا البلد جراء سياسة المجازر التي استمرت 13 عاماً تتجاوز 500 مليار دولار".

وأردف: "فرقنا التي تزور سورية تشير إلى أن الوضع على الأرض أسوأ بكثير مما كان متوقعاً". وزاد: "لإعادة إعمار سورية، لا بد من إعادة تأهيل البنية التحتية والنظام الاقتصادي والاجتماعي بشكل شامل". وأشار إلى أنه في هذا السياق "لا غنى عن استراتيجيات طويلة المدى مثل مشاريع التنمية الاقتصادية، وإنشاء بنية تحتية صحية وتعليمية، وتنشيط الزراعة والصناعة".

وتطالب تركيا بحل وحدات حماية الشعب في شمال شرق سورية منذ سقوط الأسد. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية. وتقود وحدات حماية الشعب "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال شرق سورية ولعبت دوراً رئيسياً في هزيمة مسلحي "داعش" في الفترة من 2014 إلى 2017.

(فرانس برس، الأناضول، رويترز)

المساهمون