ترقّب الإفراج عن البرلماني التونسي راشد الخياري بعد محاكمته عسكرياً

09 ديسمبر 2022
مثل الخياري الخميس أمام الدائرة الجنائية لدى محكمة الاستئناف العسكرية (تويتر)
+ الخط -

يُنتظر أن يتم الإفراج عن النائب السابق بمجلس الشعب المنحل راشد الخياري، اليوم الخميس، بعد أن أصدرت المحكمة قراراً بالإفراج عنه، بحسب ما ذكرت وسائل إعلامية مختلفة.

ونشرت الصفحة الرسمية للنائب السابق على موقع "فيسبوك"، إن عائلته "تنتظر أن يتم الإفراج عنه من أمام السجن المدني بالمرناڨية".

وقال السياسي التونسي والنائب السابق رفيق عمارة، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، إنه "لم يتم الإفراج عن زميلنا النائب راشد الخياري بعدما كان قد تقرر الإفراج عنه اليوم، وأنه لا يعلم الأسباب الكامنة وراء ذلك". 

 

وكان المحامي مختار الجماعي، رئيس هيئة الدفاع عن راشد الخياري، قد قال في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "سيتم الليلة الإفراج عن الخياري، ما لم تظهر مفاجآت إجرائية جديدة''.

وبين الجماعي أنّ "الخياري مثل، اليوم الخميس، أمام الدائرة الجنائية لدى محكمة الاستئناف العسكرية، بصفته معترضاً على حُكمين، حكم استئنافي يقضي بسجنه عامين، وباعتباره مستأنفاً لحكم ابتدائي ثانٍ قاضٍ بسجنه لمدّة شهرين في نفس قضية القاعدة العسكرية الأميركية بسيدي حمد من ولاية بنزرت".

وأكد المحامي أنّه "بعد مرافعة المحامين وحجز القضية للتصريح بالحكم والمفاوضة إثر الجلسة، أقرت الدائرة القضائية العسكرية حكماً يقضي بضم القضيتين، والاكتفاء بإقرار سجن الخياري لمدة ثلاثة أشهر، وبالتالي يكون قد أتم مدة محكوميته، وسيتم رفع مفعول بطاقة الإيداع وإطلاق سراحه". 

وحكمت المحكمة العسكرية بسنتين سجناً على الخياري بسبب تصريحاته الإعلامية في أحد البرامج التلفزية، التي تتعلق ''بقاعدة عسكرية موجودة في منطقة سيدي حمد ببنزرت''. 

كما يواجه الخياري تهماً تتعلق بالإساءة للجيش والتآمر على أمن الدولة، بعد اتهامه الرئيس قيس سعيّد بتلقي تمويل من الولايات المتحدة خلال الانتخابات (وهو ما نفته واشنطن لاحقاً).

وتوجه مساعد رئيس البرلمان المنحل ماهر مذيوب، عبر صفحته في "فيسبوك"، بنداء عبر رسالة مفتوحة عاجلة إلى الشخصيات الوطنية والمنظمات الحقوقية والإنسانية العربية الدولية، قائلاً فيه إن "راشد الخياري يواجه عنفاً غير مسبوق ممن يملك سلطة فعلية اليوم، ليذيقه أبشع وأفظع أصناف التعذيب، في فصل مرير من التشفي والتنكيل بخصم سياسي، وسط صمت شبه مطلق من الجميع، ويتم التعامل معه كإرهابي خطير، فضلاً عن تواصل محاكمته أمام القضاء العسكري، رغم المرض الخطير الذي يعاني منه، والمتمثل في ظهور ورم كبير في منطقة الصدر".

وتساءل المذيوب عن "متى نتخلص من عمى الألوان وضيق الحسابات والتعصب الأيديولوجي؟ ومتى يستفيق ضميرنا الإنساني، ونتحد لإنقاذ شاب تونسي، الذي لا حزب له ولا ظهر يحميه، وليس لديه سوى جسده المنهك، من بطش آلة التشفي والتنكيل؟"، مضيفاً، أنه "يجب إنقاذ راشد الخياري قبل أن يصبح موته وصمة عار على جبيننا جميعا".

وندد المجتمع المدني والحقوقي والسياسي في تونس، بالمحاكمات العسكرية التي طاولت عددا من المعارضين للرئيس التونسي قيس سعيد، منذ 25 يوليو/ تموز عام 2021.

إلى ذلك، دعا رئيس جمعية منتدى الحقوق والحريات رضوان بن كرم، في بيان مع عدد من الحقوقيين، إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام محكمة الاستئناف العسكرية، حيث سيتم عقد جلسة جديدة لمحاكمة الخياري.

وأضاف البيان، أن "المبادئ لا تتجزأ والوقوف مع المظلوم واجب على كل متشبّع بقيم الحقوق والحريات، وراشد الخياري، لولا الظلم، لغادر السجن يوم 3 ديسمبر/ كانون الأول، علماً أن لديه ورما في صدره، ولو لم يكن ضد الانقلاب لكان اليوم بين عائلته وأحبابه، فلم لا نقف معه بالتضامن والمساندة، ونحن نعلم أن هذا يؤثر إيجابياً على نفسيته ونفسية عائلته؟".