نفذت القوات الأميركية، اليوم الأربعاء، تدريبات عسكرية بالتعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بمشاركة الطيران الحربي المروحي، في قاعدة الشدادي جنوبي الحسكة، فيما قتل عناصر من قوات النظام السوري بهجوم من "داعش" في ناحية تدمر بريف حمص الشرقي وسط البلاد.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" في حديثها مع "العربي الجديد"، إنّ القوات الأميركية في إطار التحالف الدولي ضد "داعش" نفذت تدريبات عسكرية مشتركة مع "قسد" في قاعدة الشدادي جنوبي محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، وتضمنت التدريبات مناورات وعمليات إنزال جوي على مواقع وتحصينات.
وذكرت المصادر أن التدريبات حصلت وسط تشديد أمني في محيط القاعدة، تخوفاً من أي استهداف، مضيفةً أن التدريبات اعتيادية لكنها الأولى من نوعها من ناحية تدريب عناصر من "قسد" على الإنزال الجوي، إذ إنّ "قسد" دائماً ما تكون مشاركة بعملية الإنزال الجوي من ناحية تطويق المنطقة على الأرض، بينما ينفذ الإنزال من الطائرة جنود أميركيون.
يُذكر أن قاعدة الشدادي من أهم القواعد الأميركية في سورية وأكثرها تحصيناً في محافظة الحسكة، وكانت القوات الأميركية قد جهزت القاعدة بمهبط للطائرات المروحية وطائرات الشحن الحربية.
وتعرضت القاعدة سابقاً لاستهداف بصواريخ ومسيّرات، وأعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" وقوفها وراء تلك الاستهدافات التي جاءت رداً على الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي سياق متصل، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنّ مليشيات تابعة لإيران نفذت عمليات إعادة تموضع جديدة ضمن مناطق بدير الزور، عقب القصف الأميركي، خلال الساعات الماضية، على مواقع المليشيات بالجانب العراقي قرب الحدود السورية، بالإضافة للاستهداف الجوي الأميركي للمليشيات في البوكمال، فجر أمس الثلاثاء، وتمثلت عمليات إعادة التموضع في تغيير أماكن تخزين السلاح والذخائر.
وذكر المرصد أن حقل الجفرة النفطي ضمن مناطق سيطرة "قسد" في منطقة العزبة بريف دير الزور الشمالي تعرض لقصف صاروخي مصدره المجموعات المدعومة من قبل إيران، ويقع على بعد 5 كيلومترات من القاعدة الأميركية في حقل "كونيكو" للغاز.
من جانب آخر، قتل ثلاثة من عناصر قوات النظام السوري، الليلة الماضية، إثر هجوم من خلايا تنظيم "داعش" في ريف حمص الشرقي، وذكر موقع "نورث برس" المحلي نقلاً عن مصدر عسكري في قوات النظام قوله إنّ مسلحي التنظيم هاجموا بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية مواقع للفصائل العسكرية الموالية لإيران وقوات النظام ببادية تدمر شرقي حمص، وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة عناصر وإصابة تسعة من قوات النظام والمليشيات الموالية لإيران.
وذكر المصدر أن عناصر التنظيم انسحبوا نحو عمق البادية بعد تنفيذ الهجوم، فيما شن الطيران الحربي التابع للنظام غارات على مواقع في البادية.
قتلى بقصف تركي واشتباكات عشائرية شرقي سورية
إلى ذلك، قتل وأصيب عدد من الأشخاص نتيجة استهداف طائرة مسيرة تركية سيارة في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سورية.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن طائرة مسيّرة تركية استهدفت، عصر اليوم الأربعاء، سيارة بالقرب من مفرق علي فرو على الطريق الواصلة بين القامشلي والحسكة، ضمن سيطرة قوات "قسد" في محافظة الحسكة.
ونقل عن شهود عيان قولهم إن سيارات إسعاف وإطفاء وصلت لموقع الاستهداف، وتم نقل مصابين إلى مشافٍ في مدينة القامشلي، وسط معلومات عن سقوط قتلى وجرحى، دون معرفة هويتهم.
كما قصفت القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني السوري" مواقع لـ"قسد" في قرية قرموغ الواقعة في الريف الشرقي لمدينة عين العرب (كوباني) بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى إصابة شخص واحد على الأقل بجروح.
في موازاة ذلك، قتل 4 أشخاص جراء الاشتباكات المستمرة بين أبناء عشيرتي "البلاسم" و"الجماسة" إضافة لسقوط عدد من الجرحى، في قرية حمرة بلاسم في منطقة الحمرات ضمن مناطق سيطرة قوات "قسد" بريف محافظة الرقة الشرقي.
ويعود تجدد الاشتباكات إلى خلاف قديم بين العشيرتين، حيث كانت قد اندلعت اشتباكات مماثلة بين الطرفين العام الماضي وأسفرت عن مقتل 5 من الطرفين، وسط استمرار التوتر في المنطقة ودعوات الأهالي للوجهاء والجهات الأمنية بالتدخل وفض الاشتباكات.
الائتلاف: النظام يدمر المنشآت التعليمية عمداً
من جهة أخرى، اتهم الائتلاف الوطني السوري، النظام السوري بتعمد تدمير العملية التعليمية في سورية، وخاصة مناطق المعارضة عبر استهداف المنشآت التعليمية ما أدى لحرمان أطفال وشباب سورية من حقهم في التعليم في بيئة آمنة.
وأضاف الائتلاف، في بيان له بمناسبة اليوم الدولي للتعليم، أن هذه السياسة أدت إلى تضرر 40% من المدارس في سورية بشكل كامل أو جزئي منذ العام 2011، وقتل واعتقال وتهجير عشرات الآلاف من المعلمين، إضافة إلى استهداف 44 منشأة تعليمية في شمال غرب سورية خلال العام 2023 وحده، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وقال البيان إن "نظام الأسد وداعميه يتعمّدون بشكل ممنهج قصف واستهداف مظاهر الاستقرار والحياة كافة في المناطق المحررة، دون إيلاء أي اهتمام أو قيمة للقوانين والمعاهدات والقرارات الدولية، التي تجرّم استهداف المدنيين والمدارس والبنى التحتية، مستغلاً تراخي المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها".
هدم منازل المعارضين في حمص
من جانب آخر، أقرّ مجلس محافظة مدينة حمص مشروع بدء هدم المباني السكنية الآيلة للسقوط في حي الخالدية الواقع على مدخل مدينة حمص من الجهة الشمالية، الأمر الذي أثار استياء أبناء الحيّ الذين عبروا عن رفض هذا القرار، معتبرين أن من شأنه إنهاء الأمل بعودتهم إلى منازلهم التي دمّرها قصف قوات النظام والمليشيات الداعمة له خلال فترة الحرب التي شهدتها المدينة ما بين عامي 2011 و2013.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تحقيق له، اليوم الأربعاء، أن آليات ثقيلة دخلت إلى الحي اليوم وبدأت العمل على هدم المباني السكنية التي تعود ملكيتها لعائلات اشتهرت بمناوأة النظام الحاكم ودعمها للحراك الثوري مع انطلاق الثورة السورية، الأمر الذي اعتبره أبناء الحي واحداً من أساليب الانتقام التي يلجأ إليها نظام الأسد لمعاقبة من ثاروا ضده.
وكانت سلطات النظام قد قامت في وقت سابق بعمليات هدم مماثلة في حي جورة الشياح المجاور لحي الخالدية، مع تجاهل جميع الوعود التي تعهّدت بها لجنة الهدم بمجلس محافظة المدينة بشأن استقبال طلبات أصحاب تلك المنازل لإعادة إعمارها من جديد.
ونقل المرصد عن أحد أبناء الحي قوله: "إن أهالي حي الخالدية حالهم كحال باقي أحياء المدينة أعربوا لرؤساء الأفرع الأمنية عن استعدادهم لإعادة ترميم وبناء ما تهدم من منازلهم على نفقتهم الخاصة، تمهيداً للعودة إليها وإنهاء ظاهرة النزوح التي مضى عليها ما يقارب عقدا من الزمن، إلا أنهم ما زالوا يماطلون بحجة إجراء دراسات أمنية بحق المتقدمين، وضرورة عرض الأبنية على لجان فنية".
ولفت شخص آخر من أبناء الحي إلى أن "لجنة الهدم التي دخلت منتصف العام الماضي لإجراء تقييم للأبنية السكنية قامت بإدراج عشرات المباني الصالحة لإعادة الترميم ضمن (مشروع الهدم) بحضور ممثلين عن "الفرقة الرابعة" الذين استملكوا حديد الأسقف كما جرت العادة لصالحهم، وحذروا أي شخص من نقل مخلفات الهدم وخاصة حديد الأبواب والنوافذ والتمديدات الصحية وما تبقى من خزانات المياه التالفة لخارج الحي، حتى وإن كان صاحب العقار نفسه".