قدّرت أوساط إسرائيلية أنّ اندلاع مواجهة متعددة الساحات بات سيناريو واقعياً في ظل ما تشهده الجبهة الشمالية من تصعيد بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال.
وقال المعلّق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل إنّ سلوك "حزب الله" على الحدود الشمالية، أمس الأربعاء، يدلل على أنه يختبر إمكانية الشروع في "عمل جدي".
وفي تقرير نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الخميس، لفت هارئيل إلى أنّ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عبّرت عن خشيتها من احتمال تفجر مواجهة متعددة الساحات بعدما شرعت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، صباح السبت الماضي.
وأشار إلى أنّ فرص اندلاع مواجهة "متعددة الساحات" تعاظمت في أعقاب تزايد "تحرشات" "حزب الله" بإسرائيل على طول الحدود في الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أن هذه المواجهة ستضم "حماس" و"حزب الله" ومليشيات شيعية من سورية والعراق.
وبحسب هارئيل، فقد اتخذ تصعيد "حزب الله" منحى متدرجاً، لافتاً إلى أنه بدأ بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وصواريخ موجهة من طراز "كورنيت" ومحاولات تسلل، حيث لم يتم التعرف في البداية بالضبط إلى هوية الجهة المسؤولة عن إطلاقها، وتابع "تبين لاحقاً أنّ حزب الله شارك في إطلاق هذه الصواريخ والقذائف".
وأوضح أنّ تفجر مواجهة متعددة الساحات سيجعل من الصعوبة على جيش الاحتلال تركيز طاقته القتالية في الحرب على غزة لأنّ هذا الجيش سيكون مضطراً لتوزيع قواته على جبهتين.
ورأى هارئيل أنّ فتح جبهة مع "حزب الله" سيفضي حتماً إلى إجبار جيش الاحتلال على إعادة ترتيب سلم أولوياته العسكرية في قطاع غزة.
ومع ذلك، اعتبر هارئيل أنّ حالة الاستنفار على الجبهة الشمالية التي أعلن عنها جيش الاحتلال في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، ستقلّص قدرة "حزب الله" على مفاجأة إسرائيل.
وأضاف أنّ الضفة الغربية ساحة قابلة للاشتعال على شكل تنفيذ الفصائل الفلسطينية عمليات داخل الضفة وفي العمق الإسرائيلي، وهو ما سيفاقم التحديات أمام الجيش، مشيراً إلى أنّ الجرائم التي يرتكبها المستوطنون اليهود هناك، والتي كان آخرها اجتياحهم أمس قرية قصرة في قضاء نابلس وقتلهم ثلاثة فلسطينيين، مؤشر إلى إمكانية المساهمة في تفجير الأوضاع بشكل لا يخدم المصلحة الإسرائيلية.
ولاحظ هارئيل أنّ استعدادات جيش الاحتلال على صعيد الجبهة الداخلية تثير التساؤلات، لافتاً إلى إطلاق قيادة الجبهة الداخلية في الجيش، أمس الأربعاء، تعليمات لكل سكان إسرائيل للنزول إلى الملاجئ، حيث تبين في ما بعد أن إصدار هذه التعليمات جاء نتيجة خلل فني.
ولم يستبعد هارئيل أن يكون هذا الخلل ناجماً عن هجوم سيبراني نفذه طرف معادٍ بهدف التضليل.
واليوم الخميس، نقلت "هآرتس" عن قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية قوله إنّه "بالأمس وقع خطأ بالإنذارات وهذا سيتكرر"، مضيفاً أنّ "جندياً فهم الأمر بشكل خاطئ وأدخل كل الدولة إلى الملاجئ".