نشرت صحيفة "واشنطن بوست" نتائج تحقيق خاص بها بشأن اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة "الجزيرة" في فلسطين المحتلة، خلص إلى أن جنديا بجيش الاحتلال الإسرائيلي هو من أطلق النار على الأرجح عليها، وذلك بعدما راجعت شرائط فيديو ومقاطع صوتية متوفرة وتصريحات شهود عيان وخبراء.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أنها قامت بتحليل أكثر 60 شريط فيديو، وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، وصور من مكان الجريمة، فضلاً عن قيامها بزيارتين ميدانيتين للمنطقة، وإجرائها تحليلين على صوت إطلاق النار.
وأكدت "واشنطن بوست" أن النتائج التي توصلت إليها في متن تحقيقها تشير على ما يبدو إلى أن جندياً إسرائيلياً هو من أطلق النار على أبو عاقلة، ما أدى لاستشهادها في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، خلال تغطيتها عدوان الاحتلال على المخيم في الحادي عشر من مايو/ أيار.
ورداً على بعض الادعاءات الإسرائيلية التي حاولت التملص من مسؤولية اغتيال أبو عاقلة، قالت "واشنطن بوست" إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يقدم أي أدلة تشير إلى وجود مسلحين فلسطينيين قرب مكان حادث. وأضافت أن الفيديوهات والمقاطع الصوتية المتوفرة تدحض مزاعم الاحتلال، حيث أوضحت أنه لم يسمع أي تبادل لإطلاق النار في اللحظات التي سبقت استشهاد أبو عاقلة، وهو الأمر الذي يتطابق مع تصريحات شهود عيان استجوبتهم "واشنطن بوست"، وأكدوا جميعهم أنه لم يكن هناك أي تبادل لإطلاق النار.
وبخصوص التحليل الصوتي، قالت "واشنطن بوست" إن إطلاق النار تم من مسافة تصل إلى نحو 182 متراً، وتتطابق تقريباً مع المسافة التي كانت تفصل بين شيرين أبو عاقلة وعدد من الصحافيين ومكان جنود الاحتلال الإسرائيلي.
The audio analyses of the gunfire that likely killed Abu Akleh points to one person shooting from an estimated distance that nearly matches the span between the journalists and the IDF convoy. https://t.co/n53mLdZZKB
— The Washington Post (@washingtonpost) June 12, 2022
خبير الصوت، ستيفن بيك، الذي عمل لفائدة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (أف بي آي) لأكثر من عشرة أعوام، أجرى تحليلا بناء على طلب "واشنطن بوست" لدوي إطلاق النار في شريطي فيديو منفصلين. وخلص بيك إلى أن أول رشقتين (13 طلقة نارية في المجمل)، كانتا تبعدان بمسافة تتراوح بين 175 و195 مترا عن الكاميرات التي وثقت ما جرى. وأكدت "واشنطن بوست" أن تلك هي المسافة تقريباً التي كانت تفصل بين الصحافيين ومدرعات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف بيك أن الموجة الصوتية الناجمة عن إطلاق النار من الرشقتين كانت متطابقة إلى حد بعيد، ما يشير بحسبه إلى أن شخصاً واحداً "كان يضغط على زناد بندقية تطلق رصاصاً يفوق سرعة الصوت".
إلى ذلك، لفتت "واشنطن بوست" إلى أن شيرين أبو عاقلة يرجح أن تكون قد أصيبت في إحدى الرشقتين الأولى أو الثانية.
وأواخر الشهر الماضي، أكد النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب، أن نتائج التحقيق في استشهاد أبو عاقلة بينت أنها استهدفت برصاص من نوع "روجر" من قبل جندي إسرائيلي "قناص".
وشدد النائب العام على أن "قوة من جيش الاحتلال كانت تحظى برؤية واضحة ومباشرة لموقع وجود الصحافيين يوم استشهاد شيرين أبو عاقلة، وكان الصحافيون يرتدون جميعًا زي الصحافة، وكشفوا أنفسهم لقوات الاحتلال، وبدؤوا بالتقدم أمتارا قليلة، لكن قوات الاحتلال لم تصدر أية تحذيرات لهم، وأطلقت النار باتجاههم، وانسحب الصحافيون للاحتماء وفق معايير السلامة المهنية، وأثناء ذلك أصيب الصحافي علي سمودي برصاصة مباشرة في ظهره، واستمرت قوات الاحتلال بإطلاق النار بشكل متقطع ومباشر عليهم، ثم إصابة الصحافية شيرين، حيث تبين أن سبب استشهادها هو التهتك بالدماغ، بما يفيد بأنها كانت في وضعية هروب وانحناء إلى الأمام".