تحقيقات سرية بفقدان مليون و250 ألف طلقة نارية من إحدى فرق الجيش العراقي

16 فبراير 2023
استبعد مصدر عراقي أن تكون هذه الطلقات قد ذهبت إلى تنظيم داعش (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر عسكرية عراقية في العاصمة بغداد، اليوم الخميس، عن تحقيقات سرية واسعة تجريها السلطات في وزارة الدفاع، تتعلق بفقدان أكثر من مليون و250 ألف طلقة نارية متنوعة بين سلاح خفيف ومتوسط، من مخازن إحدى وحدات الجيش المرابطة شمال بغداد. 

وحققت القوات العراقية تقدماً واضحاً في مجال محاربة عمليات الفساد والترهل داخل وحدات الجيش العراقي، ولا سيما ظاهرة ما يُعرَف بـ"الجنود الفضائيين"، ووضع اليد على ممتلكات الجيش من قبل متنفذين، إلا أنّ مسؤولاً عسكرياً أشار إلى أنّ مديرية الاستخبارات تشرف منذ نحو أسبوعين على التحقيق في فقدان كمية ضخمة من الطلقات النارية الموجودة بعهدة الفرقة التاسعة، التي تعسكر في بلدة التاجي شمال العاصمة. 

ويوضح مصدر عسكري عراقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مديرية الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، تدير التحقيق حالياً في فقدان أكثر من مليون و250 ألف طلقة نارية متنوعة من مخازن الفرقة التاسعة، واستُدعي ضباط للتحقيق معهم"، مضيفاً أنّ "تاريخ فقدانها أو كيفية حصول ذلك لم يتضح حتى الآن".

هذه المعلومات أكدها عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب وعد محمود، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، وقال إنّ "تحقيقاً يجري بالفعل في هذه الحادثة، التي ترقى لمستوى أن تكون خيانة للأمانة والوطن، وهي جريمة مخلّة بالشرف وتهدد الأمن القومي وتستوجب التعامل معها بصرامة وفقاً لقانون العقوبات العسكري لمحاسبة المتورطين، ومعرفة أين ذهبت ومن هو المستفيد".

واستبعد محمود أن تكون الطلقات النارية قد ذهبت إلى تنظيم داعش، مبيناً أن "المستفيد قد يكون عدة أطراف تهدف إلى الربح من بيع تلك الذخيرة لمن يطلبها داخل العراق". فيما رجح مسؤول عسكري آخر، أنّ "المفقودات بالعادة تكون بهدف السرقة والاستفادة منها بالسوق السوداء، والتي تتسرب إلى العشائر والجماعات المنظمة".

وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "اكتشاف المفقودات جاء بعد طلب مسؤول عسكري جديد في الفرقة إجراء جردة على الموجودات، ولغاية الآن من غير المعروف كمية المفقود على وجه التحديد". 

وعلّق الخبير الأمني أحمد الشريفي على الحادثة، بالقول لـ"العربي الجديد"، إن "هنالك محاكم خاصة في المؤسستين الأمنية والعسكرية تُطبق قوانين صارمة تشدد على هيبة المؤسسة العسكرية وممتلكات الدولة، وتشدد على الامتثال لعناصر الضبط القانوني لمنع العناصر الأمنية من الخروج عن السياق العام بدورهم الوظيفي"، محذراً من "غضّ النظر عن مثل تلك الجرائم داخل المؤسسات العسكرية".

وكانت عدة منصات مقربة من التيار الصدري قد تداولت معلومات عن حادثة فقدان هذه الذخيرة من الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش العراقي، دون أن تُعلق وزارة الدفاع على الموضوع. 

ونقل موقع إخباري محلي عراقي عن مصادر عسكرية لم يسمّها، تأكيداً بشأن "هروب" ضباط استُدعوا للتحقيق بالحادثة ذاتها.

المساهمون