تحذير من تأجيل انتخابات برلمان كردستان وسط مخاوف من تعمّق الخلاف

03 مايو 2024
انتخابات برلمان كردستان الأخيرة، 30 سبتمبر 2018 (يونس كيليش/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أحزاب كردية عراقية تعبر عن قلقها بشأن خطط تأجيل انتخابات برلمان كردستان، معتبرة ذلك تهديدًا لشرعية الإقليم، وتشير إلى تقارب بين رئيس الإقليم وبغداد قد يسهم في التأجيل.
- الاتحاد الوطني الكردستاني ينوي اتخاذ إجراءات ضد التأجيل، معتبرًا إياه خرقًا لقرارات المحكمة الاتحادية وضربة للعملية السياسية، بينما يعبر النائب السابق عن مخاوف من فقدان الشرعية الدستورية للإقليم.
- حركة التغيير تنتقد خضوع بغداد لإرادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحذر من أن التأجيل المتكرر يضر بمصالح الإقليم ويعكس سوء إدارة، داعية إلى ضمان إجراء الانتخابات تحت إشراف المفوضية الحالية.

حذرت أحزاب كردية عراقية من خطوات الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان العراق، لتأجيل انتخابات برلمان كردستان المقرر إجراؤها في العاشر من يونيو/ حزيران المقبل، مصعّدة لهجتها ضد الحزب، وسط حديث عن أن التأجيل "يسقط شرعية الإقليم". وقرّبت الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني إلى العاصمة بغداد، من خطوة تأجيل انتخابات برلمان كردستان، والتي قرر الحزب الحاكم في الإقليم، بزعامة مسعود البارزاني، في وقت سابق، مقاطعتها احتجاجاً على قرارات من المحكمة العليا ببغداد، قضت بإلغاء كوتا الأقليات في الانتخابات الخاصة بالإقليم، الخاصة بالمسيحيين، والأرمن، والتركمان، والآشوريين.

وعلى أثر الزيارة والتقارب بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وبغداد في مسألة التأجيل، حذر الاتحاد الوطني الكردستاني، من ذلك التوجه، وقال عقب اجتماع له، إنه سيتجه نحو "اتخاذ الإجراءات القانونية والجهود السياسية والدبلوماسية الشاملة كافة ضد المحاولات غير المشروعة لتأجيل الانتخابات المرتقبة". وأكد أن هذا التطور الخطير يُعد مخالَفة لقرارات المحكمة الاتحادية وإجراءات المفوضية العليا للانتخابات، مشدداً على أن "التأجيل سيتسبب أيضاً في ضربة كبيرة للعملية السياسية، كما أنه لن يبقي أي اعتبار لتبادل السلطة ديمقراطياًـ ولسمعة مؤسسات إقليم كردستان، وشرعية حكومة الإقليم التي هي حكومة تصريف أعمال حالياً".

وفي السياق، حذر النائب السابق عن الاتحاد الوطني الكردستاني، عبد الباري الزيباري، من أن التأجيل يسقط الشرعية لوجود الإقليم، وقال في تدوينة على "إكس": "هل هي بداية النهاية؟"، مؤكداً أن "تأجيل انتخابات برلمان كردستان قد يؤدي إلى عدم إجرائها، وذلك قد يسقط الشرعية الدستورية لوجوديّة الإقليم"، متسائلاً "هل وجود الأحزاب أهم من وجوديّة الإقليم؟!".

بدورها، حذرت النائبة عن حركة التغيير الكردية المعارضة، سروة عبد الواحد، من "خضوع بغداد لإرادة الحزب الديمقراطي"، وقالت في بيان: "حينما قاطع التيار الصدري الانتخابات، قال الكثيرون من القياديين الشيعة إن هذا أمر طبيعي، ولا نعطل مؤسسات الدولة من أجل طرف واحد، وهناك تصريحات رسمية بذلك، لكن المستغرب أنهم أنفسهم في قضية عدم مشاركة الحزب الديمقراطي لديهم تخوف، ويعملون على تأجيل الانتخابات!"، مضيفة: "لا أفهم هذه السياسة، ولماذا هذا الخوف من عدم مشاركة حزب واحد في الإقليم؟ (الحزب الديمقراطي الكردستاني)، لماذا يرضخون لإرادته؟ هل الأحزاب الشيعية ورئيس الحكومة يتجاهلون الإرادة الشعبية لأبناء الإقليم، رغم أن جميع الأحزاب قدَّمت مرشحيها؟ وكيف نصدِّق ادعاءاتهم حين يتحدثون عن مخالفات الحزب الديمقراطي؟".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأضافت: "ليكن واضحاً عند الشعب أن هذه الأحزاب متشابهة، وتحافظ على مصالح بعضها البعض، وأن السلطة في الإقليم خلال سنتين أجّلت الانتخابات أربع مرات، وإذا أجّلتها للمرة الخامسة فماذا ستستفيد السلطة؟ وإذا اعتقدتم أن كسب الوقت لمصلحتكم فإنكم على خطأ، فنهايتكم قريبة وسيحاسبكم الشعب على كل هذه المخالفات"، داعية رئيس الحكومة وأحزاب السلطة في بغداد إلى "عدم التجاوز على إرادة الشعب، وأن يضمنوا إجراء الانتخابات تحت إشراف المفوضية الحالية".

من جهته، قلّل مسؤول في حكومة الإقليم، من خطورة تهديدات الأحزاب الكردية، وقال في تصريح لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "هناك شبه اتفاق نهائي على تأجيل انتخابات برلمان كردستان بين بغداد وحكومة أربيل"، مؤكداً أن "التأجيل يصب في مصلحة الإقليم، إذ سيكون ضامناً لمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني وبقية الأحزاب الأخرى". وشدد على أن "التصعيد من قبل الأحزاب الكردية الأخرى غير مبرر، وأن تحقيق الديمقراطية يكون بالمشاركة الفاعلة لجميع الأحزاب"، معتبراً أن "تصعيد تلك الأحزاب لا يصب في مصلحة إقليم كردستان".

ومن المقرّر أن تُجرى انتخابات برلمان كردستان العراق في العاشر من يونيو/ حزيران المقبل، في وقت يبلغ عدد من يحق لهم التصويت في الانتخابات نحو 3 ملايين و700 ألف شخص. وكانت آخر انتخابات أجريت في الإقليم عام 2018 تمخضت عن فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني بأغلبية مريحة، بواقع 45 مقعداً من أصل 111 مقعداً هو مجموع مقاعد برلمان الإقليم، بينما حصل غريمه التقليدي الاتحاد الوطني الكردستاني على 21 مقعداً.

المساهمون