حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين روسيا، اليوم الثلاثاء، من إمكانية فرض عقوبات جديدة عليها في حال هددت أوكرانيا عسكريا، بينما اتهمت السلطات الأوكرانية موسكو بإرسال تعزيزات عسكرية إلى خط التماس في شرقي أوكرانيا.
وقالت فون ديرلاين، في خطاب لسفراء التكتل: "سيرد الاتحاد الأوروبي بالشكل المناسب على أي أعمال عدوانية إضافية، بما في ذلك أي خرق للقانون الدولي وغير ذلك من الأعمال الخبيثة ضدّنا أو ضد جيراننا، بما في ذلك أوكرانيا".
وأفادت بأن "هذا الرد سيكون على شكل تكثيف قوي وتوسيع لنظام العقوبات القائم. وإضافة لذلك، نحن على استعداد لاتّخاذ إجراءات إضافية مقيّدة".
ولم تحدد طبيعة الإجراءات الإضافية المحتملة، لكن بعض المعارضين لسياسات روسيا دعوا إلى طرد موسكو من شبكة "سويفت" للتعاملات المالية، ومقرها بلجيكا.
The EU continues to fully support Ukraine in the face of the Russian aggression.
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) December 7, 2021
We will respond to any further aggressions, by scaling-up and expanding existing sanctions.
We are ready to take additional restrictive measures, in coordination with our partners. pic.twitter.com/Wh7lMlgKUz
وشددت فون ديرلاين على "دعم (الاتحاد الأوروبي) الكامل والثابت لأوكرانيا في وجه هذا العدوان" المتمثل بما وصفته بأنه حشد روسيا قواتها بشكل "هائل" عند الحدود مع أوكرانيا.
محاولة "لاستفزاز القوات الأوكرانية"
وتزداد قناعة دول الاتحاد الأوروبي بأن روسيا تستعد لشن هجوم على أوكرانيا التي ضمت منها شبه جزيرة القرم سنة 2014. واتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بإرسال دبابات وقناصة إلى خط التماس في شرقي أوكرانيا الذي مزقته الحرب في محاولة "لاستفزاز القوات الأوكرانية".
تأتي هذه الاتهامات وسط مخاوف من حشد أعداد ضحمة من القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية في مؤشر على خطط روسية لغزو أوكرانيا.
وأصدرت وزارة الدفاع الأوكرانية بياناً قبل ساعات فقط من مكالمة مرتقبة عبر الفيديو بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث يتوقع أن يناقش الزعيمان التوترات بشأن أوكرانيا.
وزعمت الوزارة في بيانها أن روسيا تقيم "معسكرات تدريب تحت قيادة الجنود النظاميين الروس وتدفع بتعزيزات للوحدات القريبة من خط التماس ... مع مركبات مدفعية ذاتية الدفع عيار 122 ملم ودبابات ومشاة ومدرعات قتالية"، فضلا عن زيادة عدد فرق القناصة في المنطقة.
الولايات تعمل مع الحلفاء الأوروبيين
ورفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التعليق على هذه المزاعم، اليوم الثلاثاء، وأعاد توجيه الأسئلة إلى وزارة الدفاع الروسية التي لم تعلق بعد على البيان.
وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن بايدن سيحذر نظيره الروسي من عواقب اقتصادية وخيمة إذا مضت روسيا قدماً في شنّ هجوم على أوكرانيا.
وقال المسؤول الأميركي الكبير، في إفادة للصحافيين، وفق "رويترز"، إن الولايات المتحدة تعمل مع الحلفاء الأوروبيين بشأن ردّ قوي في حال وقوع هجوم. وأضاف أن الولايات المتحدة وأوروبا ستفرضان عقوبات اقتصادية صارمة.
وقال المسؤول: "نعتقد أن هناك طريقة للمضي قدماً تتيح لنا توجيه رسالة واضحة إلى روسيا، مفادها أنه ستكون هناك كلفة كبيرة ومستمرة"، في حال حدوث هجوم.
ودخلت روسيا وأوكرانيا في لعبة شد وجذب منذ 2014، عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم ودعمت تمردا انفصاليا في شرق أوكرانيا، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص منذ ذلك الحين.
ووجهت أوكرانيا والغرب اتهامات لروسيا بإرسال قواتها وأسلحتها لدعم الانفصاليين، وهو ما نفته موسكو مرارا، مع إصرار الكرملين على أن روسيا ليست طرفا في الصراع.
وتصاعدت حدة التوترات مرة أخرى هذا العام وسط تقارير عن زيادة القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، والتي يخشى المسؤولون الأوكرانيون والغربيون من أنها ربما تشير إلى خطة موسكو لغزو جارتها السوفييتية السابقة.