تحذير أممي من استغلال الحكومات للتكنولوجية الحديثة كأداة للقمع

23 مايو 2022
مجلس الأمن الدولي (Getty)
+ الخط -

شددت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، الإثنين، على "الدور الإيجابي الذي تلعبه التقنيات الرقمية في جوانب الحياة المختلفة، والفرص التي تقدمها في مناطق النزاع، كما في مجالات التنمية المستدامة والتعليم والصحة". واستدركت المسؤولة الأممية محذرة، في الوقت ذاته، من مخاطر استغلالها بشكل سلبي بطرق مختلفة، من بينها استخدامها في هجمات على البنية التحتية، والصحية، والنقل، فضلا عن استعمالها كأداة للقمع.

وجاءت تصريحات روزماري ديكارلو خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، ناقش موضوع التكنولوجيا والأمن، وركز على "استخدام التقنيات الرقمية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين"، وهذا هو الاجتماع الثاني المميز الذي قررت الولايات المتحدة عقده خلال رئاستها للمجلس هذا الشهر، إضافة إلى نقاش موضوع الأمن الغذائي الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى الإحاطات الدورية على برنامج المجلس.

ولفتت ديكارلو الانتباه إلى قضايا حقوق الإنسان والدور الإيجابي الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في حشد الناس حول العالم لدعمها، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا تحتاج إلى إجراءات عاجلة. وأشارت إلى أن التطورات التكنولوجية أدت كذلك إلى تحسين قدرة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على رصد وتطوير أنظمة الإنذار المبكر المتعلقة بالأزمات والتحضير لمواجهتها بشكل أفضل، خاصة فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية.

وأعطت عدداً من الأمثلة كذلك على طريقة استخدام الأمم المتحدة التقنيات الرقمية في التحذير ومحاولة منع النزاعات وبناء السلام، ومن بينها استخدام بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة أدوات مختلفة لرسم الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية وتكنولوجيا الأقمار الصناعية لتعزيز مراقبتها لوقف إطلاق النار في المحافظة.

كما أعطت مثالا آخر حول استخدام التكنولوجيا الحديثة لدعم العمليات السياسية، من بينها دمج عدد أكبر وأطراف مستبعدة تقليديا كالنساء، في مفاوضات السلام في عدد من النزاعات.

وبحسب المسؤولة الأممية، فإن ليبيا كانت واحدة من تلك الدول، حيث عقدت الأمم المتحدة خمسة حوارات رقمية، شارك في كل منها أكثر من ألف مشارك، وبثت عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.

ورأت ديكارلو أن ذلك زاد من شرعية العملية السياسية، حيث شعر الكثيرون أنه يمكنهم إسماع أصواتهم. كما تحدثت ديكارلو عن أن التقنيات الحديثة يمكن أن تساعد الأمم المتحدة في دعم عمليات قوات حفظ السلام، وكذلك العمليات الإنسانية وطواقمها على الأرض لضمان أمنهم بشكل أفضل.

وحذرت ديكارلو في الوقت ذاته من التبعات السلبية لاستغلال التكنولوجية الحديثة والرقمية كأداة لزيادة القمع. وقالت "تستخدم التقنيات الرقمية بشكل سلبي كذلك، ويؤدي استخدامها إلى مخاطر جديدة تؤثر سلبا على ديناميكيات الصراع وتؤججها".

وشددت في هذا السياق على أن استخدامها بشكل سلبي ازداد أربعة أضعاف منذ عام 2015، سواء من قبل حكومات أو جهات غير حكومية تستهدف لشن هجمات على البنية التحتية كالمستشفيات والأنظمة الصحية والإنسانية.

ولفت الانتباه أيضا إلى قضية أخرى مهمة متعلقة بالمحاسبة، وقالت "يثير وجود أسلحة فتاكة ذاتية التشغيل تساؤلات بشأن المساءلة لشخص أو جهة عن استخدام القوة"، ثم تحدثت عن تحد إضافي متعلق بالأنظمة المصرفية والعملة الرقمية، وطرق الدفع الرقمية عن طريق العملات المشفرة (كريبتو مثلا)، والتي يصعب مراقبتها أو ضبطها، كما هو الحال في التحويلات المصرفية العادية أو معرفة وجهتها أو مصدرها.

وتطرقت كذلك إلى برامج التجسس واستخدام التقنيات الرقمية والتكنولوجية، بما فيها التجسس على الصحافيين والناشطين في مجالات حقوق الإنسان، إضافة إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي لمراقبة أفراد أو المجتمعات عموما.

كما عبّرت عن قلقها لوقف شبكات الإنترنت أو شبكات التواصل الاجتماعي في المناطق التي تشهد احتجاجات أو الصراعات، وأعطت مثالا على ذلك قطع المجلس العسكري في ميانمار، بعد الانقلاب العسكري في فبراير/شباط 2021، للإنترنت وخطوط الهواتف المحمولة في أكثر من مناسبة، خاصة خلال عملياته العسكرية.

كما تطرقت للدور السلبي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تغذية الاستقطاب وتغذية العنف حتى، وأشارت إلى أن إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أدت في أحيان كثيرة إلى نشر المعلومات المضللة والتطرف والعنف والعنصرية والتحريض ضد النساء وغيرها.

كما أعطت المسؤولة الأممية مثلا آخر يتعلق بمهاجمة المرشحات النساء في الانتخابات العراقية الأخيرة، وحملات التشويه ضد الكثير منهن على وسائل التواصل الاجتماعي.

المساهمون