تتصاعد التحذيرات في محافظة نينوى شمالي العراق، من خطورة الهجمات المتكررة التي ينفذها تنظيم "داعش" المنتشر على شكل خلايا متفرقة في بادية الموصل والجزيرة وبلدات أخرى حدودية مع سورية.
وحملت الاعتداءات التي يشنها التنظيم ليلاً طابعاً انتقامياً من القبائل التي ساعدت الأمن العراقي خلال الحرب الأخيرة لطرد التنظيم من نينوى في العامين 2016 و2017، إذ طاولت الهجمات حرق معدات وحقول زراعية وقتل مواشي القبائل.
وبحسب مسؤول عراقي بارز في قيادة عمليات الجيش بمحافظة نينوى، فإنّ "داعش" نفذ أكثر من 10 هجمات إرهابية خلال الشهر الحالي في نينوى وحدها، مضيفاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أنّ هناك توجهاً لبدء عملية عسكرية جديدة تستهدف جيوبا وخلايا إرهابية في مناطق جبلية صعبة بغطاء من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وكذلك الطيران العراقي.
واتهم المسؤول العراقي قوات النظام السوري ووحدات "قوات سورية الديمقراطية (قسد) بعدم الجدية في ضبط المناطق الحدودية التي تنتشر بها من جهة بادية دير الزور والبوكمال، أو من جهة الحسكة على الحدود مع العراق.
من جانبه، أقر عضو البرلمان العراقي السابق عن محافظة نينوى قصي عباس، في حديث لـ "العربي الجديد"، بزيادة ما وصفها "نشاطات تنظيم (داعش) في الفترة الأخيرة ضمن المناطق النائية والبعيدة بالمحافظة"، مؤكداً أنّ "داعش" لم يعد له وجود في الموصل ومراكز المدن، إلا أنه ينشط في مناطق بعيدة وغير مأهولة بالمحافظة.
ولفت إلى أنّ عناصر تنظيم "داعش" يركزون على المناطق الصحراوية والجبلية، مؤكداً أنّ "التنظيم الإرهابي غالباً ما يقوم بشن هجمات تستهدف القوات الأمنية، أو المتعاونين مع السلطات".
كما شدد عباس على أهمية التنسيق بين القوات العراقية وقوات "البشمركة" التابعة لإقليم كردستان في حفظ الأمن في بعض مناطق نينوى، وعلى ضرورة تكثيف الجهد الاستخباري والاستعانة بطيران الجيش لضرب بقايا تنظيم "داعش" في المناطق الوعرة، والقضاء على أوكاره ومقراته.
وحذر مسؤول محلي في مدينة مخمور (115 كيلومتراً شرق الموصل) من هجمات التنظيم وتحركاته في المنطقة، ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن رشاد كلالي القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني"، في مخمور قوله، إنّ "عدم تمكن القوات العراقية من إنهاء خطر (داعش) في جبال (قره جوخ) التابعة لمدينة مخمور تسبب بتمدد تحركات التنظيم إلى مناطق أخرى"، مشدداً على ضرورة ملاحقة بقايا "داعش" قبل تمكنهم من الانتقال إلى قرى أخرى.
من جهته، دعا المرشح الفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ماجد شنكالي، إلى التنسيق بين الحكومة الاتحادية في بغداد وسلطات إقليم كردستان، من أجل القضاء على بقايا تنظيم "داعش".
وقال، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "داعش" لا يزال يتحرك وينفذ هجمات وعمليات قتل اختطاف في نينوى ، مضيفاً أنّ هذا التنسيق "يمثل أمراً مهماً" لسد الثغرات الأمنية ووقف الهجمات الإرهابية.
وعلى الرغم من الإعلانات المتواصلة لقوات الأمن العراقية، عن تنفيذ عمليات ناجحة ضد خلايا وجيوب تنظيم "داعش" في مناطق شمالي وغربي ووسط البلاد واستمرار تنفيذ الحملات العسكرية شبه الأسبوعية، إلا أن كلّ ذلك لم يحدّ لغاية الآن من حصول اعتداءات إرهابية شبه يومية في تلك المناطق.
وعادة ما يستهدف التنظيم المدنيين وقوات الأمن في اعتداءاته التي تنفذ غالباً ليلاً أو فجراً بواسطة كمائن مسلحة أو هجمات تستهدف ثكنات عسكرية وقرى ومضارب صنفها تنظيم "داعش" أهدافاً له بسبب وقوفها مع قوات الأمن.
ومن هذه المناطق المستهدفة جبال (قره جوخ) شمال محافظة نينوى على الحدود مع أربيل ضمن قضاء مخمور، التي ما تزال تمثل منطلقاً لهجمات "داعش" على القرى القريبة منها رغم تعرضها لعمليات عسكرية متكررة وغارات جوية مكثفة.