تحديات أمام إسرائيل بعد الانضمام إلى القيادة الأميركية الوسطى

01 فبراير 2021
يرى المركز أن هذه الخطوة ستقوي مستوى التعاون بين جيوش "سنتكوم" (فرانس برس)
+ الخط -

رصد تقرير صادر عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي العوائد الاستراتيجية والتحديات الناجمة عن قرار الولايات المتحدة ضمّ إسرائيل إلى قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي "سنتكوم".

وفي تقرير صادر عنه، قال المركز إن القرار سيسهم في "مأسسة العلاقات العميقة التي تربط الجيش الإسرائيلي بـ"سنتكوم"، وسيسهل التعاون بينه وبين كل من القوات الأميركية وجيوش دول أخرى في المنطقة تتبع لذات القيادة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تشي بالتحول الذي شهدته المنطقة.

وفي التقرير، الذي أعده كل من مدير المركز أودي ديكل، والباحث الرئيس فيه أساف أوريون، وكلاهما شغل في السابق منصب مدير دائرة التخطيط في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، لفت المركز إلى أن ضمّ إسرائيل إلى "سنتكوم" يحسّن من قدرة الدول التي تشملها القيادة، وضمنها إسرائيل، على الاستعداد لمواجهة التحديات المقبلة.

ويرى المركز أن هذه الخطوة ستقوي مستوى التنسيق والتعاون بين جيوش الدول التي تضمها "سنتكوم"، وستوفر فرصة لتحقيق "تكامل" في تخطيط العمليات العسكرية وتنفيذها، فضلاً عن أنها ستساعد الولايات المتحدة على بلورة تحالف إقليمي يضمّ إسرائيل ودولاً عربية لمواجهة إيران وتهديد "السلفية الجهادية".

وتوقع المركز أن تمثل "سنتكوم" بعد ضمّ إسرائيل إليها "منصة" لتعزيز العلاقات الأمنية بينها وبين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وضمن ذلك التمهيد للتوافق على "ترتيبات أمنية برعاية أميركية، ولا سيما في مجالات: الإنذار والاستخبارات، محاربة الإرهاب، الدفاع الجوي، تأمين الجبهة الداخلية من الصواريخ، وتنظيم مناورات".

وحسب المركز، فإن التعاون بين إسرائيل والدول العربية ضمن "سنتكوم" سينقل جزءاً من الأعباء الأمنية الواقعة حالياً على عاتق الولايات المتحدة إلى كاهل دول أخرى في القيادة.

وأبرز المركز حقيقة أن التعاون بين الجيش الإسرائيلي وجيوش دول المنطقة التي تشملها "سنتكوم" سيبدو "طبيعياً وسهلاً"، إلى جانب أنه سيكون بوسع تل أبيب "الاستعانة بالجيش الأميركي للتواصل مع جيوش الدول الأخرى في المنطقة، التي لا تربطها حتى الآن بإسرائيل علاقات سلام".

وفي المقابل، أشار المركز إلى جملة من التحديات يمكن أن يفرزها ضمّ إسرائيل إلى "سنتكوم"، محذراً من أن انضمام إسرائيل إلى "سنتكوم" سيجعل إيران ترى في الولايات المتحدة شريكاً في الهجمات التي تنفذها تل أبيب وتطاول أهدافها في سورية والعراق.

وحذر المركز أيضاً من أن قدرة "سنتكوم" على تلبية احتياجات تل أبيب الأمنية وقت الطوارئ ستكون محدودة، لأن هذه القيادة الأميركية ستكون مطالبة بتوفير هذه الاحتياجات لدول أخرى تضمها هذه القيادة.

ولإبراز حجم هذا التحدي، ذكر المركز أن إسرائيل، عندما كانت جزءاً من قيادة الجيش الأميركي في أوروبا "إيكوم"، كان يجري التعامل معها كـ"ممثلة لهذه القيادة في المنطقة، ما جعلها تستفيد من الإمكانات التي تحظى بها، حيث كانت تركيا الوحيدة، من بين دول المنطقة، التي تنافسها على موارد "إيكوم"، وهذا ما سهّل مهمة نقل منظومات الدفاع الجوي والذخائر الأميركية إلى إسرائيل في الحالة الطوارئ.

ويوصي المركز، لتجاوز هذا التحدي، بأن تواصل إسرائيل الحفاظ على علاقات العمل الوثيقة مع "إيكوم"، وأن تتوصل إلى اتفاق مسبق مع الولايات المتحدة يقضي بتمكينها من الاستفادة من مقدرات هذه القيادة وقت الطوارئ.

وحول الأسباب التي دعت إلى ضمّ إسرائيل إلى "سنتكوم"، نقل المركز عن وزارة الدفاع الأميركية قولها إن التوقيع على اتفاقات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية أسهم في توفير ظروف سمحت بنقل إسرائيل إلى هذه القيادة العسكرية.

واستدرك التقرير، مشيراً إلى أن ضمّ إسرائيل إلى "سنتكوم" كان نتاج عملية تراكمية أعقب تعاوناً طويلاً وهادئاً بين إسرائيل من جهة، وكلّ من "سنتكوم" ودول في المنطقة من جهة أخرى، لافتاً إلى أن القائد السابق لـ"سنتكوم" جوزيف فوتيل، والقائد الحالي كينيث ماكينزي، لعبا دوراً مركزياً في تعزيز التعاون مع الجيش الإسرائيلي.

وأعاد المركز إلى الأذهان حقيقة أنه في مطلع 2016 كشف النقاب عن قناة حوار ثلاثي تجمع الجيش الإسرائيلي بقيادتي الجيش الأميركي "سنتكوم" و"إيكوم"، حيث تولى نائب رئيس هيئة الأركان تمثيل إسرائيل في هذا الحوار، وجرت اللقاءات بين ممثلي الأطراف الثلاثة في إسرائيل وفي قواعد الجيش الأميركي في ألمانيا.

وأبرز التقرير حقيقة أن رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي، جوزيف دانفورد، عقد اجتماعاً في 2018 ضمّ أيضاً رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت غادي أيزنكوت ورؤساء أركان جيوش عربية.

ورأى المركز أن أحد الأسباب التي كانت تحول دون ضمّ إسرائيل إلى "سنتكوم"، المخاوف من أن تسهم هذه الخطوة بالمسّ في ثقة الدول العربية بالجيش الأميركي والولايات المتحدة بسبب حالة "العداء" القائمة بين العالم العربي وتل أبيب.

وقد أملى تفجر الثورات العربية والتمدد الإيراني في المنطقة وظهور تهديد تنظيم "الدولة الإسلامية" على الجيش الإسرائيلي و"سنتكوم" تعزيز التعاون وتبادل المعلومات الاستخبارية بينهما، كما كتب معدا التقرير.

المساهمون