تجددت الاحتجاجات في محافظتي أبين ولحج في اليمن، مساء اليوم الخميس، تنديداً باستمرار تردي خدمة الكهرباء في تلك المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، جنوبي البلاد.
واندلعت الاحتجاجات في مدن زنجبار مركز محافظة أبين، والحوطة مركز محافظة لحج، وتُبَن مركز المديرية التي تحمل الاسم نفسه في المحافظة ذاتها، حيث قطع المحتجون الطريق الرئيسي الواصل إلى عدن، وأشعلوا النيران في الإطارات التالفة، مما تسبب بتوقف حركة سير المركبات وشاحنات النقل على الخط الحيوي للبضائع التجارية.
ورفع عشرات المحتجين في أبين ولحج، لافتات تطالب برحيل محافظي المحافظات، كما تطالب مجلس القيادة الرئاسي وسلطات المحافظات الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، بإيجاد حلول لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي، وهي الاحتجاجات الثانية خلال الأسبوع الجاري.
غضب شعبي عارم ومسيرات وقطع الطرقات واحراق الاطارات لابناء وادي تبن في لحج الخضيره في مدينه الحوطه وصبر والوهط الغضب الشعبي من عدن ولحج و ابين لا مكان للفساد لا مكان للافساد لا مكان لسلطه الامر الواقع الناهب لخيرات ابناء الجنوب
— د محمدالنعماني (@nommani1) July 20, 2023
التابعه والمدافعه والمشاركه مع حكومه معين المدعومه… pic.twitter.com/RtcPn9HiX7
وعادت مشكلة الكهرباء إلى الواجهة منتصف الأسبوع الجاري، بعد أيام من التحسن، عقب التردي الكبير الذي شهدته الأسابيع الماضية، إثر تأخر الوقود وإمداد المحطات بكميات من الوقود الرديء تسبب في خروج بعضها عن الخدمة.
وبلغت ساعات انقطاع التيار الكهربائي في مدينة عدن العاصمة المؤقتة وما جاورها من المحافظات شديدة الحرارة صيفاً، ست ساعات، مقابل نحو ساعتي تشغيل، بما يعادل أكثر من 15 ساعة انقطاع وأقل من 8 ساعات تشغيل خلال اليوم الواحد، وهو ثاني أعلى معدل يومي لتراجع الخدمة منذ سنوات.
وأرجع مصدر في مؤسسة الكهرباء بعدن تردي الخدمة في تلك المحافظات إلى قرب نفاد الوقود المخصص لمحطات التوليد، وقال لـ"العربي الجديد" إن تأخر إمداد المحطات بكميات إسعافية خلال الفترة المقبلة سيفاقم المشكلة بشكل أكبر، لا سيما مع احتمال تضرر عدد من محطات التوليد التي ضخ إليها الوقود المغشوش في الأسابيع الماضية.
وكانت المؤسسة العامة لكهرباء عدن دعت في بيان أصدرته مساء الثلاثاء، مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة الحكومة بسرعة التدخل لتأمين وقود محطات الكهرباء، لا سيما تلك التي بدأت فعلياً بخفض التوليد للحد الأدنى بعد أن أوشكت كمية وقود الديزل على النفاد.
ووفق إفادة مقتضبة لمركز الإعلام التابع للمؤسسة، فإن محطة الرئيس بترومسيلة ما زالت تعمل بـ60% من قدرة التوربين الحالي، نتيجة لعدم توفر وقود النفط الخام بكمية تسمح تشغيله بطاقته القصوى، مؤكدة أنه رغم تكرار المناشدات لكافة الجهات المعنية إلا أنها تأسف للتجاهل وعدم التعاطي مع هذه المناشدات بجدية.
مجلس القيادة الرئاسي يجدد التزام الحكومة بمسؤولياتها
وفي السياق، جدد مجلس القيادة الرئاسي التزام الحكومة بالوفاء بالمسؤوليات الكاملة لتعزيز الاستقرار النقدي والمالي، وتحسين وصول الدولة الى مواردها العامة، والمضي قدماً في الإصلاحات الشاملة بدعم من المجتمع الدولي.
وقالت وكالة الانباء الحكومية "سبأ" إن المجلس الرئاسي ناقش في اجتماع يوم الخميس، مستجدات الأوضاع على الساحة المحلية، وعلى وجه الخصوص الموقف الاقتصادي والمالي، والخدمي، والجهود المنسقة مع الحكومة والسلطات المحلية للحفاظ على مؤشرات الاستقرار النسبي المحققة خلال الفترة الماضية.
وشدد المجلس على ضرورة تأمين الحصص الكافية من الوقود لتشغيل المنظومة الكهربائية، وتعزيز دور الأجهزة الرقابية لمعالجة الاختلالات في هذا القطاع الخدمي الحيوي، مطمئناً المواطنين بمعالجات لضمان استمرار الوفاء بالالتزامات الحتمية بما في ذلك دفع رواتب الموظفين، والاعتمادات اللازمة لاستيراد السلع الأساسية، بدعم من السعودية، ودولة الإمارات.
مناقشة مستجدات تجديد الهدنة
وفي سياق آخر، ناقش الاجتماع الرئاسي "مستجدات الجهود الإقليمية والدولية لتجديد الهدنة وإحياء العملية السياسية بموجب المرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وبما يضمن إنهاء انقلاب جماعة الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية والسلام في ربوع الوطن"، بحسب الوكالة.
وحذر المجلس "المليشيات الحوثية من التمادي في اعتداءاتها العسكرية، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان"، ودعا "المجتمع الدولي إلى مغادرة حالة الصمت إزاء التعنت الحوثي، والاستجابة لتطلعات الشعب اليمني في بناء دولته العصرية وحقها الحصري في احتكار القوة، وضمان مشاركة جميع اليمنيين في صناعة المستقبل المشرق الذي يستحقونه".
في غضون ذلك، وصل وفد أميركي برئاسة سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاغن، ظهر الخميس، إلى عدن، حيث التقى في قصر معاشيق شرقي العاصمة المؤقتة، وزير الصحة قاسم بحيبح، ومدير أمن عدن مطهر الشعيبي، وعدد من المسؤولين الحكوميين.