تجددت اليوم الاثنين الاحتجاجات في مدينة الناصرية، العاصمة المحلية لمحافظة ذي قار جنوبي العراق، وذلك بعد نحو أسبوعين من آخر احتجاجات واسعة نظمها الناشطون في المدينة التي شهدت حملة من الاعتقالات في صفوف الناشطين، فضلاً عن استهداف عدد منهم على يد جماعات مسلحة.
وتشهد مدينة الكوت المجاورة للناصرية تظاهرات مماثلة، وعلى نحو شبه مستمر، إذ يرفع المتظاهرون شعارات تطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم للقضاء، فضلاً عن إقالة المسؤولين المحليين في المدينة.
وقالت مصادر محلية في محافظة ذي قار، لـ"العربي الجديد"، إنّ المتظاهرين تجمعوا أمام مكتب المحافظ، ناظم الوائلي، وأحرقوا إطارات وقطعوا عدداً من الطرق، ورفعوا شعارات تطالب بإقالته ونائبيه، ومحاسبة قتلة المتظاهرين.
ودعوا كذلك إلى إطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين، والعمل بجدية على الكشف عن مصير المختطفين، وفي مقدمتهم الناشط سجاد العراقي الذي اختطفته مجموعة مسلحة مجهولة قبل 6 أشهر لدوره البارز في التظاهرات.
ولفتت المصادر إلى تلويح متظاهري الناصرية باستمرار التصعيد السلمي للحركة الاحتجاجية، ما لم يُستَجَب لجميع مطالبهم، مؤكدة إغلاق متظاهرين شركة نفط ذي قار احتجاجاً على عدم إيفاء السلطات العراقية بوعودها بشأن توفير مناصب عمل لأبناء المحافظة.
وحاول المتظاهرون الوصول إلى مبنى الحكومة المحلية من أجل دخوله، إلا أن القوات العراقية منعتهم، ما سبّب حدوث اشتباكات رافقها إحراق بعض المتظاهرين كرفاناً قريباً من المبنى.
وتمكّنت قوات الأمن من إرغام المتظاهرين على التراجع، إلا أنّ المحتجين عادوا مرة أخرى إلى محيط مبنى الحكومة المحلية الذي يشهد كرّ وفرّ.
وقالت "شبكة أخبار الناصرية" المعنية بمتابعة أحداث ذي قار إنّ المعلومات الأولية تشير إلى سقوط 3 جرحى خلال الصدامات قرب مبنى المحافظة.
وأمس الأحد، استهدف مسلحون مجهولون منزل الناشط في احتجاجات ذي قار سجاد طالب، دون أن يسبب الاستهداف حدوث خسائر بشرية.
في السياق ذاته، ردّ مسؤول "الحشد الشعبي" في البصرة، عمار معتوق، على الاتهامات الموجهة ضد فصائل بـ"الحشد الشعبي"، بالوقوف وراء الاغتيالات التي طاولت الناشطين بالنفي، مطالباً، في حديث لوسائل إعلام محلية، بتقديم أدلة على هذه الاتهامات. وقال إنّ "من يعتقد بتورط الحشد باغتيال ناشطين عليه تقديم الدليل".
وتابع: "نحن نحفظ نظام الدولة الذي يتيح التظاهر"، مبيّناً أنّ فصائل "الحشد" لم تستخدم الرصاص في مواجهة المحتجين.
وكان إسماعيل مصبح الوائلي، شقيق محافظ البصرة الأسبق، محمد مصبح الوائلي، الذي اغتاله مسلحون مجهولون عام 2012، قد تحدث في وقت سابق عن تفاصيل عمليات اعتقال تنفذها عناصر في "فرقة الموت" المتهمة باغتيال شقيقه، مبيّناً أنهم ينتمون إلى مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية. وأشار الوائلي إلى أن "كتائب حزب الله"، ومقربين من الحرس الثوري الإيراني يمارسون ضغوطاً من أجل تغيير مجرى التحقيقات.
وأعلن في محافظة البصرة، أقصى جنوبيّ العراق، الأسبوع الماضي، اعتقال عناصر ينتمون إلى "فرقة الموت" المتهمة باعتقال ناشطين في التظاهرات وصحافيين وسياسيين.
وأشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأحد الماضي، إلى أن "عصابة الموت التي أرعبت أهلنا في البصرة، ونشرت الموت في شوارعها الحبيبة، وأزهقت أرواحاً زكية، سقطت في قبضة أبطال قواتنا الأمنية، تمهيداً لمحاكمة عادلة علنية".