تبون بعد لقائه أردوغان: متفقون بشأن ضرورة الانتخابات في ليبيا وتنفيذ خطوات مشتركة في منطقة الساحل
التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، لمناقشة عدد من ملفات التعاون الثنائي، وقضايا دولية على رأسها الأزمة في ليبيا والوضع في منطقة الساحل.
وقال الرئيس تبون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي، إن الجزائر وأنقرة متفقتان بشكل جوهري في الموقف من الأزمة الليبية وسبل حلها على أساس الانتخابات، مضيفاً: "لدينا اتفاق جوهري مع تركيا حول الأزمة في ليبيا، واتفقنا على الاستمرار في التنسيق، ونحن متفقون مع تركيا على أن الحل في ليبيا هو إعادة السلطة للشعب عبر إجراء انتخابات، مستعدون للمساعدة بشأنها".
وفي سياق آخر، أكد الرئيس تبون أن مباحثاته مع الرئيس أردوغان، تطرقت إلى الوضع في منطقة الساحل، التي تعيش حالاً من عدم الاستقرار ونشاط الجماعات الإرهابية، وكشف عن "اتفاق بين الجزائر وتركيا على تنفيذ خطوات مشتركة في المنطقة لتحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب"، دون أن يوضح طبيعة هذه الخطوات، خاصة باستغلال الحضور اللافت للجزائر في مالي، ولتركيا في النيجر، وفي ظل رغبة مشتركة من البلدين لدعم المساعي المحلية لدول الساحل لاستبعاد الدور الفرنسي في هذه المنطقة الأفريقية.
وكشف الرئيس تبون الذي أبدى ارتياحه للعلاقات بين البلدين والاتفاقيات التي عززت أفق الشراكة؛ عن أن الجزائر التي ستحتفل قريباً بالذكرى الستين للاستقلال عن المستعمر، وإقامة العلاقات بين الجزائر وتركيا؛ حصلت على "اتفاق لتطوير مشترك للصناعة البحرية المدنية والعسكرية وصناعات تهم سيادة البلدين"، في إشارة إلى إمكانية التعاون في مجال صناعة المسيرات، وهو مطمح تسعى إليه الجزائر منذ فترة.
وفي هذا السياق أكد الرئيس التركي، أن "هناك اتفاقاً لتعزيز الصناعات الدفاعية بين الجزائر وتركيا، وهناك مفاوضات بين شركات حكومية ومن القطاع الخاص، تخص الصناعات الإستراتيجية والعسكرية"، مشيراً إلى أن "الجزائر بلد كبير في أفريقيا، ونقدّر الدور الذي لعبته الجزائر في أفريقيا"، مشيراً إلى افتتاح قنصلية تركية جديدة في مدينة وهران غربي الجزائر، لتقديم الخدمات وتعزيز العلاقات، إضافة إلى فتح مدرسة تركية جديدة، ومركز ثقافي في الجزائر لتعزيز العلاقات بين الشعبين.
وقبل ذلك تم التوقيع على 12 اتفاقية تعاون بين الجزائر وتركيا، في عدد مجالات الصناعة والتجارة والطاقة والبيئة والتعليم، إضافة إلى اتفاق تنسيق أمني وتبادل للمعلومات والمطلوبين. وكان الرئيسان قد أجريا محادثات ثنائية على انفراد، قبل أن تتسع لتشمل وفدي البلدين.
وفي وقت سابق، كان الرئيس تبون قد التقى أعضاء وممثلين من الجالية الجزائرية المقيمة في تركيا، ووصف زيارته إلى تركيا بأنها "كانت ضرورية، خاصة وأن العلاقات الثنائية عرفت تطوراً ملحوظاً خلال السنتين الأخيرتين، بالنظر إلى أن الاستثمارات التركية في الجزائر تعد في المرتبة الأولى من بين الدول التي تستثمر بها تركيا، حيث بلغت أكثر من 4 مليار دولار، وبلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين ما بين 4 و5 مليار دولار في السنة"، مع وجود رغبة لدى الجانب التركي بالعمل سوية على رفع قيمة الاستثمارات والولوج إلى السوق الأفريقية".
وتنشط 800 شركة تركية في السوق الجزائرية، كما تعد الجزائر ثاني شريك تجاري لتركيا في القارة الأفريقية بعد مصر، وتطمح الجزائر إلى زيادة حجم الشراكة والاستثمار والمبادلات التجارية إلى أكثر من عشرة مليارات دولار.
ويستكمل الرئيس الجزائري زيارته التي بدأها الأحد، حيث ينتقل غداً الثلاثاء، إلى إسطنبول للقاء منتدى رجال الأعمال الأتراك، ويرافق الرئيس تبون في زيارته وفد من وزراء الخارجية والطاقة والصناعة والسكن والتضامن والسياحة والتعليم العالي والوزير المكلف بالمؤسسات المصغرة ووزير المؤسسات الناشئة.