تباين بين أحزاب باكستان حيال المشاركة في الحكومة

17 فبراير 2024
حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف لا يرغب في تشكيل حكومة (Getty)
+ الخط -

بعد أن كانت الأحزاب السياسية الرئيسية في باكستان تسعى للوصول إلى سُدة الحكم، بدأت جميع الأحزاب تتردد في المشاركة بأيّ تحالف لتشكيل الحكومة، ما أثار حالة من الغموض في البلاد.

وكان على رأس تلك الأحزاب، حزب عمران خان، الذي أعلن أمس الجمعة أنه قرر الجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان وعدم المشاركة في الحكومة، موضحاً أنّه قرر بعد التشاور ألّا يكون الحزب جزءاً من الحكومة المركزية ولا حكومة إقليم البنجاب.

وقال القيادي في الحزب، برستر سيف، في مؤتمر صحافي، إنّ حزب خان قرر ألّا يشارك في الحكومة المركزية ولا في حكومة إقليم البنجاب، وإنه يتشاور مع الأحزاب السياسية والدينية من أجل اتخاذ موقف موحّد حيال ما حصل من "تزوير" في الانتخابات.

وكشف أن ثمة أحزاباً سياسية وقومية ترغب في إطلاق حركة احتجاجية ضد "التزوير في الانتخابات"، وأنّ حزب عمران خان "يتشاور مع تلك الأحزاب من أجل توحيد الموقف، كي تشكل ضغوطاً على صناع القرار، وبالتالي إجراء تحقيق في مسألة التزوير". 

وسبق أن أعلن حزب عمران خان التحالف مع مجلس وحدة المسلمين لتشكيل حكومة مركزية.

في الأثناء، تستمر المشاورات بين حزب الرابطة الإسلامية، جناح نواز شريف، وحزب الشعب الباكستاني بزعامة الرئيس الباكستاني الأسبق آصف علي زرداري، بينما تفيد تقارير بأن هناك خلافات بين الحزبين. 

وبرزت الخلافات بين الحزبين بسبب موقف حزب الشعب الباكستاني الذي أعلن أنه سيؤيّد حكومة حزب الرابطة، لكنه لن يتولى فيها أي مناصب، ما سبب استياءً لدى حزب الرابطة؛ لأن ثمن اتخاذ قرارات صعبة سيدفعها هو وحده، وفي الوقت نفسه ستكون حكومة الحزب هشّة للغاية، بينما سيكون بإمكان حزب الشعب إسقاط الحكومة في أي وقت.

كذلك فرض حزب الشعب شروطاً أخرى غير معلنة، وجرى التباحث بشأنها في اجتماع القياديين في حزب الرابطة، الذي عُقد أمس الجمعة في مدينة لاهور.

وقال القيادي في حزب الرابطة، خواجة سعد رفيق، في مؤتمر صحافي بمدينة لاهور، مساء أمس، إنّ حزب الرابطة لا رغبة لديه في تشكيل الحكومة، وإنه يدعو حزب عمران خان ليشكّل الحكومة مع حزب الشعب الباكستاني، لافتاً إلى أنّ حزب الرابطة لا يريد تشكيل الحكومة "في هذا الوقت العصيب".

وبسبب موقف الأحزاب السياسية الأخير، سادت حالة من الغموض في الساحة السياسية الباكستانية. وينص دستور باكستان على أنه في حالة فشل الأحزاب في تشكيل الحكومة، يلجأ مرة أخرى إلى إجراء الانتخابات، وهذا أمر في غاية الصعوبة، ولا سيما وسط الخشية من إتاحة الفرصة لحكم عسكري في البلاد من جديد، ما سيشكل خيبة أمل لكل الأحزاب السياسية دون استثناء.

يذكر أنه في الثامن من فبراير/ شباط الجاري أُجريت الانتخابات العامة في باكستان، ولم يحصل أي حزب على الأغلبية، وأصبح الحل الوحيد تشكيل حكومة توافقية بين الأحزاب.

المساهمون