تأجيل انطلاق المشاورات اليمنية حتى الأربعاء.. وبن مبارك يصف مبادرة الحوثيين بـ"الفارغة"

29 مارس 2022
الأزمة اليمنية تدخل عامها الثامن (أحمد الباشا/ فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر سياسية لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إن افتتاح المشاورات اليمنية التي دعا مجلس التعاون الخليجي لعقدها في الرياض تأجل إلى يوم غد الأربعاء،  فيما دعا وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) إلى الاستجابة لصوت العقل والتعاطي المسؤول مع الدعوة.

وذكر مصدر مشارك في المشاورات لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم كشف هويته، أن السبب وراء تأجيل الافتتاح يعود لتأخر وصول عدد من الأطراف التي وجُهت لها دعوات الحضور، ما جعل اللجنة المنظمة تخصص الموعد الرسمي السابق لانطلاق المشاورات، كيوم للتسجيل والتعارف.

وأشار المصدر ذاته إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، كان قد وصل مساء أمس الإثنين إلى الرياض لحضور حفل الافتتاح بالإضافة إلى مواصلة تحركاته مع الحكومة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية من أجل إبرام هدنة إنسانية في رمضان.

وتضغط الأمم المتحدة ودبلوماسيون ومنظمات دولية من أجل وقف آخر لإطلاق النار في شهر رمضان، على غرار الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة خلال السنوات الماضية.

وكان من المقرر أن تنطلق محادثات مغلقة اليوم في الرياض.

وحسب أجندة المشاورات التي تم توزيعها اليوم الثلاثاء، فمن المقرر أن يحضر حفل الافتتاح، بالإضافة إلى غروندبرغ، المبعوثان الأميركي، تيموثي ليندركينغ، والسويدي بيتر سيمني، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وسفراء الدول الخمس الكبرى لدى اليمن.

ولا يُعرف هوية الجهة التي جعلت الأمانة العامة لمجلس التعاون تُرجئ الافتتاح إلى يوم غد في المحادثات التي تستمر حتى 7 إبريل/ نيسان المقبل.

وأجرى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، محادثات أمس الاثنين مع السفير البريطاني في اليمن، ريتشارد أوبنهايم، ومسؤولين يمنيين في الحكومة المعترف بها دوليا.

وناقش الحجرف "جهود وقف الحرب وسبل تحقيق السلام الشامل لتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون"، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

في غضون ذلك، رفض الحوثيون المشاركة في القمة بسبب عقدها في السعودية، وكذلك استمرار إغلاق مطار صنعاء والقيود على موانئ البلاد التي يفرضها التحالف الذي تقوده السعودية.

ودعا الحوثيون إلى عقد المحادثات في "بلد محايد"، وفق ما أوردته وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.

في المقابل، جدد وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، دعوته الحوثيين للاستجابة إلى صوت العقل والتعاطي المسؤول مع دعوة مجلس التعاون الخليجي واستثمار هذه المبادرة والجهود الأممية للعمل على إخراج اليمن من محنته.

وانتقد بن مبارك، للمرة الأولى، المبادرة التي أطلقها الحوثيون السبت الماضي، ووصفها بأنها "فارغة وغير مسؤولة"، لافتا إلى أن الهدف من ورائها هو الهروب من استحقاقات السلام.

وأشار بن مبارك، في تصريح صحافي عقب لقائه المبعوث الأممي غروندبرغ اليوم الثلاثاء في الرياض، إلى أن الحكومة اليمنية "تتعامل بمسؤولية كاملة مع كل ما يطرح في الوقت الراهن من مشاورات دعت إليها دول مجلس التعاون الخليجي ودعوات أممية مماثلة من شأنها التخفيف عن معاناة المواطنين".

وحذرت جماعة "الحوثيين"، أمس الإثنين، التحالف الذي تقوده السعودية من تفويت المبادرة الأحادية التي تقدمت بها لوقف إطلاق النار، غداة يوم من دخولها حيز التنفيذ من دون أن تحظى بأي ترحيب من باقي أطراف الحرب اليمنية.

وقال زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، في كلمة مع قيادات الحكومة غير المعترف بها دولياً، إن التحالف "سيندم إذا فوّت فرصة المبادرة" التي كان أبرز بنودها وقف الهجمات في العمق السعودي لمدة 3 أيام قابلة للتمديد.

وذكر زعيم الحوثيين أنه "ليس أمام التحالف مجال ليسلموا من الضربات والخروج من الورطة إلا بالتوقف عن العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال"، في إشارة إلى الحرب التي دخلت السبت عامها الثامن.

وتوعد الحوثي بالمضي في الخيار العسكري رغم التحركات الدولية المكثفة لإبرام هدنة خلال شهر رمضان كمقدمة لوقف إطلاق نار شامل.

وكانت المبادرة الحوثية التي قدمها رئيس "المجلس السياسي الأعلى"، مهدي المشاط، قد تضمنت "تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير والأعمال العسكرية كافة باتجاه السعودية براً وبحراً وجواً لمدة ثلاثة أيام".

وكتب المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، على حسابه بموقع "تويتر"، أن على السعودية "إثبات جديتها نحو السلام بالتعاطي الإيجابي مع مبادرة السلام اليمنية التي أعلنها (..) المشاط، وذلك بالاستجابة لوقف إطلاق النار وفك الحصار وإخراج القوات الأجنبية من بلادنا، وعندها يحل السلام ويحين الحديث عن الحلول السياسية في أجواء هادئة بعيدا عن أي ضغط عسكري أو إنساني".

كما أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، محادثات مع نظيره السعودي، فيصل بن فرحان، في وقت متأخر من يوم الاثنين. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزيرين "ناقشا دعم مقترح الأمم المتحدة بشأن هدنة رمضان في اليمن والجهود المبذولة لإطلاق عملية سلام جديدة أكثر شمولا".

موقف
التحديثات الحية

في غضون ذلك، أطلق مسلحون النار وقتلوا مسؤولا أمنيا في عدن الساحلية، اليوم الثلاثاء، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤولين أمنيين اشترطوا عدم كشف هوياتهم لأنهم غير مخولين الحديث إلى الصحافة.

وكشف عن هوية القتيل، وأنه النقيب كرم المشرقي بـ"قوات الحزام الأمني"، المدعوم إماراتيا. وهو ثاني مسؤول أمني بارز يقتل هذا الشهر في عدن، مقر الحكومة المعترف بها دوليا. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم.

المساهمون